18

1.9K 150 55
                                    

بسم الله

اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد

.
.
.
.
.

إستمتعوا بالفصل أحبتي و لا تنسوا تشجيعي للمواصلة ❤❤❤❤
.
.
.
.
.

و لم أدرك مرور السنين حتى وجدتني أرثي فقدانها

جلس على الكرسي الخشبي وسط تلك الحديقة المليئة بالضجيج من حوله، تأمل في الصغار الذين يلهون في الأرجاء و في الكبار الجالسين بهدوء كل منهم غائص في عالمه الخاص ...

عينيه أدمعت كون ذكرى مريرة مرت في رأسه و على إثرها أدرك رعبه الخفي من زيارة الحدائق
و خاصة التي يجلس فيها الآن، تلك الذكرى عندما كان الجو غائما كمثل حياته، ذلك الفقد الذي أصابه لحظات كان عقله قد صورها له دهرا، أصبح يخاف حتى إسدال جفنيه مرمشا فلا يجد طفله في مرمى بصره عندما يفتحهما

ستة سنوات قد مرت و لكنه يذكر جيدا يوم ترك جونغكوك أسفل الشجرة ليغيب عنه ثوان لكنه لم يجده، لازال قادرا على سماع صرخاته المستنجدة وقتها،
و وجه تلك السيدة المشفقة لحاله عندما أعادت طفله إليه بقيت ملامحه مرتسمة في خياله بدقة

" أبي "

هز رأسه بقوة نافضا أفكاره التي كادت أن تودي به للبعيد محدقا بطفله الذي كان بحالة يرثى لها

" إلهي، ألا تستطيع اللعب بهدوء ؟"

تذمر من إبنه مقتربا منه ينفض عنه الغبار الذي كان يغطي ثيابه
و حتى شعره غامق السواد

" إشتري لي حلوى "

هو أمال برأسه بلطف محاولا قدر الإمكان نيل إستعطاف والده الذي قلب عينيه بيأس منه، هو يعلم جيدا بطبيعة تصرفاته، شخصيته التي قد تبدوا هادئة و لطيفة جدا خاصة عندما يصنع أمامه تلكما العينان اللامعتان المصحوبتان بنظرة تحمل براءة الكون، عبوس شفتيه الرفيعة و نفخ وجنتية الممتلئة ليبدوا بمنظر غير قابل للرفض ...

و لكن جونغكوك الهادئ و اللطيف سيختفي فور أن لا تنفذ رغبته، لديه في أعماقه تلك الروح الصامدة التي تمتلئ بالعناد
و الإصرار حد الإزعاج

هو سيبقى يكرر طلبه و سيتمرد بشتى الطرق حتى يناله !

" و إن لم أفعل ؟"

تايهيونغ إدعى التساؤل و هو يعود للجلوس مكانه ليلاحظ تقلب ملامح ذلك القصير أمامه، بدقائق معدودات عينيه البريئة قد أظلمت و حاجبيه قد إنعقدا بإنزعاج واضح مع قبضه لشفته السفلية بين أسنانه، هو يكره و بشدة أن يستفزه أحدهم

son ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن