.

" هيا يونا، فلتخبريني !"

سألها بمنتهى الفضول فور جلوسه على الطاولة المستديرة التي إحتوت أربعتهم لتدير المعنية عينيها بنفاذ صبر كون أخيها يزعجها من وقت طويل

" حسنا سأتكلم أيها المزعج
الصغير "

أخبرته ساخرتا ليظهر تايهيونغ ملامح الإنزعاج كونه يكره مناداته بالصغير

" ليس بيننا سوى سنتين أيتها العجوز، ثم إنني أصبحت بالثامنة عشر و أمتلك طفلا فلا تناديني بالصغير "

إنفجر ثلاثتهم ضحكا على كلماته المتناقضة ليضم يديه لصدره مدعيا الغضب منهم و عدم رغبته بالحديث معهم

" لا تغضب، سأخبرك بكل شئ "

هي حاولت مسايرته بعدما رأته يمثل الغضب لينظر لها بنفس الفضول الذي كان يعتريه منذ لحظات دافنا غضبه عمق البحر

" عندما أخذوني في ذلك اليوم جعلوني أصعد في سيارة كبيرة تشبه سيارات نقل السجناء، وجدت فيها مجموعة متعددة من الفتيات رفقة جنديين يحرساننا، كان المكان موحشا كما أن رائحة الخوف كانت فواحة في الأجواء، لم نكن نعلم حينها أين سنذهب
و إلى ما سيؤول إليه حالنا "

سكتت للحظات مبتلعتا غصتها لتكمل بصوت مرتجف

" قضينا وقتا طويلا في السير
و ربما أيام لنجد أنفسنا داخل الجهة الجنوبية لشبه الجزيرة، كنا قد مررنا بسهولة عبر الحدود كون أن من يحرسونها كانوا من الخونة الذين يتعاقدون مع العدو، أخذونا إلى مكان دب الرعب في نفوسنا، البشر فيه كانوا مجرد وحوش يرتدون أقنعة الخبث و اللاإنسانية، كل ما يرغبون به هو نيل مصالحهم و الركض وراء الدنيا"

مسحت دمعتها المنزلقة بهدوء تحت أنظار أخيها الباكي و جيمين الذي كان لا يقل عنه بشئ

" علمت حينها أنه ليس سوى مكان لنباع فيه كعبيد، كان يحتوي على الكثير من ضحايا الحرب، نساءا
و رجالا و حتى أطفالا لا يفقهون في حالهم شيئا، وقفت أمام الباقين نبكي حظنا ليتشاجر علينا أولئك الهمجيين و كأننا مجرد سلعة معروضة و ليس بشر ! "

الغصة منعتها من إنهاء الحديث لتجهش بالبكاء أمامهم، جميع الأنظار إتجهت ناحية طاولتهم كونهم كانوا بحالة يرثى لها

تايهيونغ يبكي بصوت مرتفع مواسيا لأخته التي كانت ستضحك على طريقة بكائه لو لم تكن بمثل هذا الموقف

يجاوره جيمين الذي ينظر للمشهد المؤثر أمامه و هو ينتحب كأنه المعني بالموضوع لا يونا

son ! Where stories live. Discover now