~ Let You Go ~

16 1 3
                                    

~ Let You Go ~

عندما كنا معًا كانت تلك الأيام الأجمل، عندما كنا إثنان يتوسطهم ثالث 
- نتاج الحب -

 أريد أن نعود هل بإمكاننا ذلك في ذلك؟ 


4/12/2018
العاشرة صباحا

في غرفة يكسوها اللون الأبيض الذي لا يدنسه شيء سوا خصلات شعرها المبعثرة وثوبها الأسود الكاشف لثلثي جسدها تقريبا تناظر ما حولها بيأس، بكلتا يديها تتشبث في الغطاء البارد هل سيمحنها الدفء كما إعتاد أم أنه سيتخلى عنها كما فعل الكثير، وسادتان تعانقان بعضهن في طرف السرير يطلبا و بكل حب أن تأتي لتزورهن عوضا عن ذراعيها المرتجفتان الواتي تتخذ منهن سندا في كل يوم، بجانب السرير تلك الأريكة ذات اللون المماثل تفتقر للزوار أيضا فما يملأ هذا المنزل الواسع من بقاع لم يعد محط أنظارها أو إهتمامها، إستجمعت قوتها متكئه على يديها الشاحبتان كما هو حال ملامح وجهها و بالطبع قلبها الآثم، خصلات شعرها تحجب من رؤيتها الكثير، لم تكلف نفسها بفتح عيناها كثيرا فما تصلي لرؤيته لن تراه أبدا، بأناملها المتصلبة أزالت السماعات الواتي أصبحن جزءا من أجزاء جسدها فصوت من تشتاق سيبقى ملازما لها( صوت ضحكات صوت بكاء) بلحظة غبية كانت قد سجلتهن ليصبحن ذكرى بيوم من الأيام، بنظرة خالية من المشاعر ناظرت ما حولها علها تدرك في أي يوما أصبحت، في أي مكان قد سقط جسدها هاربًا، تنهدت براحة فهذه المرة لم يغدرها جسدها وآثر الموت في منزلها البارد عوضا عن الزواية و الزقاق اللواتي كن محطَ جسدها مؤخرا، خَطت قدميها الأرضية لتسير بعدها بخطوات أقرب للسكون منها من المسير إنتهى حالها أمام كأس الماء الذي باتَ يفرغ ما بداخله خارجًا فشُرود ذهنها كان السبب في هذا الخطأ مجددا، جلست على الكرسي وبَدأت تناظر الماء المنكسب تُلاعبه بأناملها تحاوره بحروفها الصامتة هل قرر أخيرا أحدا زيارتها ليكسر وحدتها، تجمعت قطرات الماء في عيناها أيضا فقد عزَ عليهن رؤية صديقاتهن من دون طرح السلام، لم يكن لها قوة لردع أحد فالنهر الذي هبط من مقلتيها للتو كان أقوى مما تحمله بداخلها.
رن الجرس الأخرس وأخيرا، تَطلب منها المسير للباب الكثير من الوقت بل بالآحرى لم تدرك أن هًناك صوتا غير صوت حوار قطرات الماء سوا بعد رنين الجرس بخوف للمرة الرابعة، فتحت الباب لتدخل ذات الشعر القصير بملامح معاتبة، خائفة، متألمة.
ملابسها أعلنت أن فصل الشتاء قد توسط لكن ما خطب الفجوة بين ملابس تلك و هذه التي جلست على الأريكة الرمادية بقوة خائرة، حروف كثيرة خرجت من فاه الزائرة لم ولن تصل لأذان الأخيرة، إقتربت ذات الشعر القصير منها وأزالت السترة السوداء ذات الطابع الرجولي والتي تفوقها بالحجم ضعفًا من على ظهرها متفقدة جسدها النحيل.
: هل تنوي إنهاء حياتك؟
مر الوقت بين إعادة الحياة لروحها و لهذا المكان، طلاء أظافر بلون الحياة هو ما كانت ترسمه على الأظافر المهملة هذه، عدة أوعية من الطعام قد اعدتها قبل إختفاءها بحروف مُأنبة أنهت زيارتها، لتعود ذات الثوب الأسود وحيدة مجددا بالرغم من خِصال الحياة التي بُثت بقلبها إلا أنه ما زال أشبه بالميت، تناولت ملعقة الطعام دست الكثير منه بداخل جوفها هي لا تريد ذلك فيوم موتها هو اليوم الذي تنتظره إنهمرت دموعها مجددا و مجددا ليختلطن بذرات الطعام ليصبح بطعم العلقم.
: هل يحق لي فعل هذا.
همست بحروف أشبه بالسكون قبل أن يمر طيف ذكريات يعنف ما تبقى من حواسها، هنا وحول هذه الطاولة حدث الكثير صوت صراخ كان يرن في أرجاء هذه الغرفة التي بيوم أُعدت بكل حب لتجمع المشاعر الدافئة بينهم لتصبح لاحقًا أشبه بساحة قتال يدمي القلب، كانت تُغلق أذنيها بكلتا يديها فنبرة صوته المرتفعة باتت ترعبها وتكسر كل قوة فيها بينما هو لم يجد مكان ليفرغ فيه غضبه الذي تخطى تخيلاته سوا صدره بعد أن طَعن قلبها عدة مرات، تنهد بإنكسار وقد أوشك أن يقتلع خُصلات شعره القصير من دون إدراكه فهي لم ولن تكن بيوم هدفًا ليداه الغاضبة، إختناقها بالطعام المحشو في فمها كان السبب في حجب هذه الذكريات والعودة للواقع إتجهت بخطو سريع لكأس الماء الذي كانت تراقبة شربته دفعة واحدة كروح عطشى منذ مئات السنين كروح تتوق للحياة، تتوق للبقاء، لم ولن تدرك أن الماء كان عكر بسبب عبثها به مسبقا.

قوة الكتابةWhere stories live. Discover now