13- ولكن لماذا؟

39 1 0
                                    

خطوت أول خطواتي بالمنزل، وفتحت كل النوافذ، لأجعل خيوط الشمس تدخل بصمت، فتزيل الغبار الموجود وتصفي الجو داخله. لم تكن لدي طاقة للتنظيف أو الترتيب، فعقلي قد استهلك معظمها، جعلني أحس بنقص بدني وروحي، كأنني تعبت من كل ما يحدث معي وأن الحياة فجأة قررت سحب النور عني، تريدني في ظلام داكن لا مخرج منه.
قررت بعد تفكير انغرست فيه بمدة ليست بالقليلة تسجيل خروجي من العالم الواقعي، والسفر إلى العالم الهادئئ، وأخذ قسط من الراحة فيه.
نومة هادئة، توقظني منها أصوات دق على الباب، أنهض غاضبة متجهة إلى مدخل المنزل فأفتح لأجد ماري واقفة أمامي.
- هل كل شيء على ما يرام؟ (أقولها بنبرة حادة، لأنني أكره من يفسد نومي).
- أتيت للاعتذار على ما فعلته البارحة.
- (أردت معرفة ما حدث، لذا أظهرت لها غضبي لأجعلها تتكلم دون سؤالها) وهل تظنينه الوقت المناسب؟ بعد كل ذلك تأتين وكأنه شيء بسيط بالنسبة لك.
- أقسم أنني لم أقصد إيذاءك، كنت أحتاج بعضا من المال، وظننت أنك لن تمانعي الذهاب معه، وتكون فقط نصف ساعة وتتحررين منه، لكن الأمور فقدت مجاريها. (تمد يدها لتتفقد ذراعي لكنني تراجعت وأغلقت الباب في وجهها.) أمي قد علمت بالحدث ولن تسمح لي بالدخول إن لم تعذريني! أرجوك!
فتحت الباب مرة أخرى، لأرفع يدي وأصفعها بقوة، صفعة جعلتها تسقط أرضا.
- أتعلمين ماذا؟ أنا لا أعرفك! ولم أعرفك قط! أنت فتاة رخيصة تتبع المال ككلبة لا قيمة لها! وتبيعين أشخاصا وثقوا بك! والآن أغربي عن وجهي واتركيني! كان ليكون إفضل لو لم تأت قط!
اتجهت إلى غرفتي بعد أن أخذت نفسا عميقا، لم استطع منع الدموع من النزول ولمس خذاي، لماذا يحاولون دائما إيذائي، أيعقل أن آلفريد فعل بي ما أظنه؟ ثم يستيقظ ويلعب دور الملاك؟ لا بد أن هذا ما يفسر كل الآلام التي أشعر بها على مستوى جسدي. حاولت التذكر لكن لا شيء، مما جعلني أضرب رأسي متهمة نفسي بالغبية.
وماذا الآن؟ كيف اتصرف؟ ماذا أفعل؟ لم يعد لي أحد أثق فيه. لكنني لن أتركه ينتصر سأنتقم من كل من أراد الضرر بي، "أتمنى أن يأخذوا ثمن آلامي! سيندمون!" أقولها بغضب وإنا أنظر إلى المرآة، نزعت قميص آلفريد وقمت بتمزيقه أطرافا، لأرى كل الندبات على كتفي، ظهري وصدري. أصبح منظر جسمي مخيفا، وكأنني تعرضت لجلسة تعذيب.
قررت بعدها امتلاك نفسي، والذهاب إلى منزل آلفريد، أخذت من الخزانة أول ما ظهر لي، جمعت شعري على شكل ذيل حصان وخرجت مسرعة، غير متأكدة من قراري، ضغطت على الجرس، والثوثر يسيطر علي.
يفتح آلفريد مبتسما لتختفي بعدها ابتسامته بعد أن نظر إلى حالي، دفعته واتجهت إلى غرفته باحثة عن فستاني، لأجده ممزقا في خزانته، صفعته وبدأت في ضربه دون تفكير، لكنه لم يتصد للكماتي، كان يحاول فقط تهدئتي، لكنه لم يستطع فأحاسيسي قد خرجت عن السيطرة.
- سأشرح لك، لكن اهدإي أولا. (يقولها بنبرة حزينة)
- لا أريد سماع شيء منك، لا يهمني كلامك ولا يهمني حتى من تكون، تريدون أن تملكوا كل الفتيات، أخرج من حياتي!
واتجه مهرولة نحو المنزل، لم يتبعني ولم يوقفني، وكأنه استسلم، قد يكون كلامي جارحا لكنه قد استحق ذلك وأكثر منه.

ولدت انتقاما - أوسفيWhere stories live. Discover now