الفصل السادس

8.7K 387 43
                                    

تركته مغادره الى الخارج .. لا تعلم من اين اتت قوتها لتبتعد عنه وتلفظ بتلك الكلمات .. من اين اتت بتلك الصلابه فهى بداخلها قد تلاشت من لمساته وودت تقبيله اكثر منه لكنها تذكرت كلماته عنها مع ايما ..
تذكرت سخريته منها .. دمعت عيناها بحسره ولكنها لم تدع تلك الدمعات تتخطى مقلتيها ومسحتها بتحدى .. حسنا فلتذيقه الآن عقاب تلك السخريه ..
بالفعل قد بدأت عقابها عندما اعادت فتح القميص من الاعلى وايضا اضافت اليه فتحه جانبيه ليست بصغيره للجيب القصيره التى ترتديها فوضحت ساقها بأكملها .. وتعمدت الذهاب الى بيتر فى مكتبه وهى تنظر الى كاميرا المراقبه بتحدى ..
جلست اعلى مكتبه وهى تقترب منه سامحه له بمغازلتها بل بوضع يده على ساقها العاريه بعد ان جلست واضعه احداها فوق الاخرى  ..
ابتسمت بشماته وهى تراه يقترب الى مكتب بيتر بوجه احمر وعيون تكاد تقفز شعيراتها الدمويه من داخل مقلتيها من شده الغضب .. تزداد قبضه يديه كلما اقترب منهما بينما تزداد ضحكاتها هى بصوت يرتفع اكثر كلما قلت المسافه بينهما ..

*************
مر مايقارب الاسبوع من تاريخ تلك المقابله فى المكتب .. تجاهل كلا منهما الآخر ..
فقد كانت تستيقظ باكرا وتخرج من منزلها فى تمام السابعه والنصف لإيجاد سياره اجره .. متجاهله مايتركه لها من الدونتس المفضله لها وتلك القهوه الساخنه التى تجدها فى انتظارها فور خروجها من حمامها الخاص فتعلم باستيقاظه ..
تجاهلت كل تفصيله خاصه به حتى وقوفه بسيارته فى انتظارها بعد عملها .. تجاهلت ذلك واستقلت سياره اجره تاره بمفردها وتاره بصحبه بيتر ..
بيتر والذى جعلته غريما له .. حيث بقيت بصحبته طوال الوقت فى العمل وفى بعض الاوقات خارج العمل .. وتعمدت وضع صور لها بصحبته على مواقع التواصل الاجتماعى حتى يراها هو ويعلم انه لايعنى لها شيئا .. فهو ايضا ليس النوع المفضل لها ..
لم يعلم هو مدى جرحها .. لكنه هو الآخر يشعر بذلك الجرح بداخله عندما رفضته .. عندما اعتقد انها تحبه وتريده كما يريدها ..
رغم ذلك لم يستطع تجاهل ماتفضله وظل يُحضر لها الدونتس الخاصه بها .. رغم ألم قلبه لم يمنع نفسه من الاستيقاظ باكرا لتحضير قهوتها .. لكنه رآها .. رآها وهى تذبل وتنطفىء وتخبو تلك اللمعه فى عينيها .. حاول ادخال السرور فى قلبها باحضاره شجره الكريسماس ووضعها فى غرفه المعيشه بجوار مدفأته علها تسعد بها لكن ظل الحال كما هو عليه وعلم فى آخر الامر انها تبحث عن منزل آخر ..
لم يشأ ان يفرض نفسه عليها فقد وقف لانتظارها كثيرا عند مغادرتها العمل لكنها تجاهلته .. فى كل مره تتجاهله يزيد الم قلبه خاصه مع حديثها الدائم مع بيتر حتى انه رآه يستقل سياره الاجره معها لايصالها دون ان تمانع .. تخرج فى ايام العطلات ولا تمكث بالمنزل بالتأكيد هى معه .. تملأ صورهما مواقع التواصل الاجتماعى .. تزدان شفتيها بالابتسامه وهى بصحبته .. بعكس ماتوقع فهى تستمع بوقتها بعيدا عنه حتى رسائله والتى ظل يرسلها اليها ليلا نهارا للتحدث معها قد تجاهلتها ايضا .. تجاهلت كل مايفعله لأجلها .. حسنا فلم يتعذب هو وحده .. فليستمتع بوقته هو الآخر ولا يفكر بها فهناك من تنتظره بل تنتظر اشاره واحده منه ..
حينها لم يجد ملاذا له سوى ايما ! والتى اغتنمت الفرصه للتقرب منه مره اخرى واقناعه بتمضيه ليله رأس السنه بصحبتها فى منزله ..
نعم ولم لا هل يجلس لرؤيه التى يُحبها تمضى ليلتها مع غيره وهو يظل فى انتظارها ! حسنا فليكن مااختارته !
اقتربت ليله رأس السنه وازدادت مظاهر الاحتفال بالمدينه تظهر الفرحه على البالغين اكثر من الاطفال كلا منهم يُحضِر الهدايا و يزين منزله بزينه الكريسماس المبهجه .. مع انتشار اغانى الكريسماس المرحه فى ارجاء البلاد ..
انتظر خالد كالعاده امام الفندق بسيارته يطمأن عليها حتى استقلت هى سياره الاجره.. فرغم كل مايحدث لا يستطيع ان يتركها تقف وحيده وسط كل تلك الثلوج .. فمن الممكن ان لاتجد سياره خاصهً مع اقتراب الاعياد وازدحام المدينه .. اطمأن عليها ثم ذهب الى احدى المتاجر لشراء الانواع المختلفه من الزينه لتزيين شجرته ...
وصل اخيرا بعد وقت ليس بالقليل ليجد العديد من الانوار المضاءه المبهجه خارج منزله منبعثه من تلك الزينه المعلقه بشكل رائع لافت للنظر بتلك الكرات الذهبيه والحمراء والنجمه الكبيره باللون الذهبى فى المنتصف ....
ابتسم رغما عنه وهو يدخل الى منزله ليراها تجلس هى وصديقتها كريستين ارضا ويقومان باعداد الزينه الخاصه بالشجره بعد ان انتهيا من تزيين المنزل ..
شعر بالدفىء يغمره .. فتلك أجواء عيد الميلاد التى كان يفتقدها منذ سنين ..منذ بدأ العمل هنا فى تلك البلده بعيدا عن اقاربه واصدقائه .. لكنها قدمت وجلبت البهجه والدفىء معها .. جلبت معها كل ماكان يفتقده ..
القى التحيه بابتسامه عذبة وتساءل بإعجاب : انتوا عملتوا كل ده امتى
لم تجبه سوما والتى رفضت حتى النظر اليه واجابته كريستين : كنت بتقابل انا وسوما ايام الاجازه وساعات بعد الشغل ونشترى الحاجات الناقصه للشجره واتفقنا النهارده نيجى نزين البيت زى ماانت شايف ..
ازدادت ابتسامته عقب كلمات كريستين ..فلقد فهم الآن اين كانت تذهب ايام الاجازات ..هى لم تكن بصحبه بيتر بل مع صديقتها .. شعر بالفرحه بداخله لكنه حاول عدم اظهارها وانكمشت ابتسامته وهو يُكمِل بجديه موجها حديثه الى سوما : كنت فاكر انك بتدورى على بيت تانى
سوما باقتضاب دون ان تنظر اليه : فعلا بدور على بيت تانى بس ده ميمنعش انى احتفل بالكريسماس خصوصا ان ده يعتبر لسه بيتى وكمان فى شخص عزيز على قلبى احتمال يجى
اضافت الجمله الاخيره هذه لاغاظته فقط ليس الا خاصه بعدما رأته يضغط على اسنانه بشده قائلا : هو حيجى هنا
سوما بلامبالاه : اكيد طبعا اى حد عاوزاه يجى البيت حيجى.. مش ده بيتى ومن حقى احتفل مع اللى عاوزاه
جلس خالد على اريكته المفضله قبل ان يقول ببرود هو الآخر : معاكى حق وايما كمان حتيجى .. كويس نسهر مع بعض كلنا
نظرت سوما الى كريستين دون ان تعلق وشرعت فى اكمال ماتفعله بعصبيه زائده ..
لكن شعرت تلك الاخيره بالاحراج عقب حديثهم ذلك واحست بالنار ستستعر بينهم قريبا فهمت بالمغادره معلله : طيب انا لازم امشى عشان اجهز للكريسماس عندى انا كمان ..
بعد ان غادرت كريستين .. ظل خالد يتأمل تلك الجالسه محلها تُكمل ماتفعله دون ان توليه اهتماما .. رغم تنحنحه عده مرات ومحاولته للفت انتباهها لكن بلا جدوى .. لذا لم تمر عده دقائق الا وكان يتجه اليها محتلا مكان صديقتها بجوارها دون اى مقدمات بعد ان احضر زينته الخاصه هو الآخر  .. محاولا مساعدتها فى اكمال ماكانت تفعله صديقتها ..
نظرت اليه باستغراب متسائله عما يفعل فاجابها بثقه : ايه بيتى وشجرتى ومن حقى اشارك فى تزيينهم .. لم تُجيبه فاضاف محاولا استفزازها بعدما تجاهلته للمره الثانيه : اصل ايما بتحب شكل زينه معين وانا جبته عشان اعلقه على الشجره  ..
نظرت اليه بغضب قبل ان تغادره متوجهه الى غرفتها تُغلق بابها من ورائها بعنف دون ان توجه اليه كلمه بينما هو  جلس يضع الزينه الخاصه بشجرته وتلك الابتسامه تُزين وجهه ..

ذات العيون السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن