٣٦⇜جُرم؟

Start from the beginning
                                    

"هـ هل سألت أباك لمَ تم إخراجك؟"
سأل بصوت مرتجف

"نعم، لقد قال بأنهم وجدوا أثارَ خنقٍ لكنهم لاحظوا بصعوبة أثارٍ يد أخرى وأنا يا صديقي مشلول اليد اليمنى لذا من المستحيل أن افعل ذلك"

تنهد بإرتعاشٍ وتكلم:
"لقد مضى وقتٌ طويل، لا أعتقدُ بأن الأثار مجهرية لهذهِ الدرجة"

افتر فمُ جاسبر عن ضحكةٍ ساخرة، همس بينما يرمي كرتهُ المطاطيةَ ويسترجعها كرةً بعد كرة :
"ما تم إكتشافهُ يا صديقي هوُ تأنيبُ الضمير، لا الأثار"
ثمّ رفعَ حاجبهُ مستغربًا الإرتجافَ الطفيفَ في أطرافِ صاحبه:
"وما الذي يجعلكُ تبدو خائفًا لهذه الدرجة؟"

عندما كاد تايهيونغ يفتحُ فمه دخلت كايتي بوجهها المبتسم المعتاد وحيتهما ثم التفت لجاسبر وقالت:
"لقد تم طلبك يا سيدي الصغير من قبلِ والدِك"

تجعدت معالمهُ بحيرة وتمتم:
"لكنني تحدثت معه منذ نصف ساعة.."

شعر بقبضة حديدية تمنعهُ من الذهاب، وقد كانت هذهِ الأخيرة يدُ تايهيونغ التي تحكمُ أصابعها بالإمساك به

التفتُ له ليترجاه الأخر بصمت ألّا يذهب،
لم يفهم سبب هذا الرجاء أو سبب الرعبِ الذي يظهرُ جليًّا على تقاسيمِ وجهه لكنه وافق على طلبه

"لا بأس، سوفَ أتحدث إليه لاحقًا"
قال الأجعد متصنعًا عدم المبالاة وجلسَ على سريره مختلسًا النظرَ إليها
امتقعت تعاليم وجهها لكنها بدلتها سريعًا بابتسامة متصنعة بإحترافية وقالت بصوتٍ خشن
"حسنًا يا تايهيونغ، أجلس لتتناول أدويتك
لم يبقى لك الكثيرُ حتى تخرجُ من المشفى"

اعتدل على سريره كما طلب منه وابتلعَ حبوبهُ بصمت، 
راقب ملامح جاسبر التي تغيرت من الفضول المعتاد إلى الامتعاض، لم يعلم هل يفرح لخروجهِ الذي انتظرهُ كثيرًا أم يحزن لما يترتبُ على ذلكِ من فراقٍ لصديقه الذي اعتاد على وجودهِ اليومي

إنهُ يشعرُ بالغرابة،
كان ينتظرُ يومَ خروجه بفارغِ الصبر
لكنه الأن مترددٌ وقد تناقصت فرحته لتصلَ إلى النصف

ليتهُ يستطيع إهداء صديقهِ حُريّةً قد سُرِقَت
وزمنًا قد ضاع

+++
-قبلَ ذلك بساعة ونِصف
:

"أنا لا أصدق بأنك فعلت ذلك--"
اختنقت حروفها بواسطةِ شهقةٍ انفلتت من شفتيها المرتجفتين
كان يقفُ أمامها لا يحطيهما سوا السواد

ملامحه الباردةُ التي توحي بِعدم تأثره بما فعله وانعدامِ الندم كانت غير قابلةٍ للإستيعاب

ابتَسِم || KTHWhere stories live. Discover now