الحلقة الثامنة عشر ـ اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]

4.4K 160 9
                                    

بالوالدين احسانا
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة الثامنة عشر
بشقة مروة، بعد عدة أيام
جلس أمام حاسوبه الشخصي، يجري محادثة مع أخيه.
ـ وليد بحيرة: أنا مش فاهمك، أول مرة تطلب في الميعاد ده، خصوصا مع فرق التوقيت، وقلت عايزني وعمال ترغي ومقلتيش حاجة مفيدة.
ـ صلاح بغموض: معلش يا ليدو استحملني وأسهر عشاني يوم، محتاج أكلمك دلوقتي.
ـ وليد بابتسامة: ماشي يا أبو صلاح، ما أنا عارف، أنك لا يمكن تقول غير اللي عايز تقوله، سهرني ولا يهمك، المهم أني حاسس أن مزاجك رايق.
ـ صلاح بسعادة: طول عمرك فاهمني، أخوك خلاص واقف على باب حلمه وخطوة واحدة، ويحققه.
ـ وليد بدهشة: عرفت تكمل الفلوس.
ـ صلاح بغموض: مش محتاج أكملها، هادفع اللي معايا والباقي على أقل من مهلي.
ـ وليد بحيرة: لا أفهم بقى، هي مصممة أنك تدفع قدها بالظبط، وطبعا عشان هي متعرفش أنك معك فلوس، فهمتها أنك استلفت مني، والمفروض أنها مستنيني ابعت فلوس كمان.
ـ صلاح مبتسما بخبث: ربنا ما يحرمني منك، وتفضل دايما ستري وسندي.
ـ وليد بابتسامة: رغم أني مش مرتاح لك وحاسسها تريقة لكن هاعديها، دلوقتي اللي معاك يادوب كملوا ربعماية الف، وهي معها أكتر من نص مليون بشوية، هتجيب الفرق منين.
ـ صلاح بغرور: ما قولت لك، مش محتاج أكملها، هادفع اللي معايا والباقي على أقل من مهلي.
ـ وليد باستنكار: ومروة هتوافق بده.
ـ صلاح بغرور: هتوافق وهي مبسوطة، ومش بس كده، هي مش قعدت قاصدي وعاملة فيها محامية، وبتناقش بنود العقد، أيه رأيك بقى أني مسحت ملاحظاتها باستيكة، و كتبت عقد مشاركة على كيف كيفي.
ـ وليد باستنكار: فوق يا صلاح دي مروة مش نعم.
ـ صلاح بحزن: عارف كويس، مفيش في الدنيا كلها أساسا غير نعم واحدة، وعارف أنها مروة، [مستعيدا خيلاءه] بس برضه باقولك أنها هتوافق وهتمضي من غير حتى ما تبص على العقود.
ـ وليد بحيرة: طب أزاي.
ـ صلاح بضحك: البركة فيك، وفي الاتصال ده يا قلبي.
ـ وليد بحنق: أنت مصحيني من النوم تهزر، أنا مش فاهم حاجة.
ـ صلاح بابتسامة خبيثة وهو ينصت لذلك الصوت الذي لم ينتبه له شقيقه: هتعرف حالا، [ بثورة مفاجئة غير مبررة] أنت بتستعبط يا وليد،  نعم مين اللي عايزني أكلم أهلها، مش عايز تبعت باقية الفلوس اتكلم دوغري وبلاش حوارات، ولو عايز الفلوس اللي بعتها اراجعها لك، مش تقولي اتصلوا بك كام مرة، وروح اتفاهم معهم يمكن يدوك اللي دفعته في الشقة، عامة تشكر قوي وأن...
ـ مروة تدلف للغرفة بتوتر: نعم مين دي اللي تروح لها. 
ـ صلاح متصنعا المفاجأة: أنت جيتي امتى؟
ـ مروة بانفعال: مش مهم جيت امتى المهم أيه حكاية نعم دي.
ـ صلاح ناظر لوليد عبر الشاشة بلوم: مفيش حاجة يا حبيبتي فكرة غير قابلة للنقاش أصلا، أسف أن صاحيتك من النوم يا وليد، تقدر تتفضل تنام تصبح على خير.
اعطى ظهره لمروة موجها لأخيه الذي فتح فاهه بصدمة بينما هو يتلاعب بحاجبيه أمامه بسخرية مستغلا عدم رؤيتها له. 
انهى محادثته مع شقيقه، ليعود لرسم ملامح الضيق وهو يلتفت لها.
ـ مروة بانفعال: ممكن أعرف أيه حكاية نعم دي.
ـ صلاح بضيق: مفيش شكل وليد استكتر المبلغ اللي هيسلفه لي، بعد ما بعت لي ربعماية ألف، واتفاقنا يبعت مايتين كمان، اتفاجأت بيقولي معلش الظروف، ومش هينفع دلوقتي، وأن أهل نعم حاولوا يتصلوا به كام مرة لما معرفوش يتواصلوا معايا، [ينظر لعينيها ليقول بتوتر كمن يفكر بالأمر] و احتمال لو روحت اتفاهم معهم، يمكن يدوني اللي دفعته في الشقة.
ـ مروة بثورة: تروح فين، لا طبعا مش هتروح لهم.
ـ صلاح بتلعثم: أنا نفسي قولت له أن الفكرة غير قابلة للنقاش أصلا، بس مش عارف،[ممسكا بملف الشراكة بيديه] مش متخيل أن الحلم يضيع مني بعد ما أقرب بالشكل ده، أنا جيبت الملف وكنت حاجز ترابيزة نحتفل بالتوقيع، كنت باكلمه ومتخيل أنه هيقولي حولت لك الفلوس، لاقيته بيكسر فرحتي ويضيع الحلم من أيدي، [متصنعا التفكير بصوت علي] تفتكري ممكن يكونوا حاولوا يتواصلوا معايا عشان يرجعوا لي فلوسي.
ـ مروة بثورة: لا طبعا هي الحداية بتحدف كتاكيت.
ـ صلاح بتردد: بس الموضوع يستاهل المحاولة، مش هاسيب كل حلمي يضيع من ايدي من غير حتى ماحاول، ده غير أني لازم أشغل المكتب بسرعة، عشان أقدر أرجع لوليد فلوسه.
ـ مروة وهي تختطف الملف من يده وتوقع كل أوراقه بسرعة وبدون مراجعة: مفيش حاجة ضاعت، أدينا مضينا العقد، وعقبال ما تمضي أكون غيرت هدومي، ونروح نحتفل بالتوقيع زي ما كنت مخطط بالظبط.
ـ صلاح باستنكار: بس أنا مش دفعت غير ربعماية بس، ومش هاقدر أكمل باقي الفلوس دلوقتي.
ـ مروة التي لا يهمها الأن سوى منعه من التواصل مع نعم خاصة وهي لم تنجب له بعد: مش مشكلة يا حبيبي، الفكرة نفسها أكبر من أننا ننفذها مروة واحدة، [وهي تتمسك بيديه برجاء] احنا دلوقتي بالفلوسك أجرت الشقة، وعملت جزء من التوضيبات، وبالفلوس اللي في البنك، نكمل توضيب الشقة ونفرشها وندفع الرواتب الفترة الأولى، ونعمل جزء من الأعلانات، وبعدين وحدة الاتصالات اللى نفسك تعملها وباقي الأعلانات، أعملهم من أرباحك وهما تقريبا قد الفلوس الناقصة، وبكده تبقى دفعت قدي بالظبط.
ـ صلاح متصنعا الصدمة: مش متخيل أنت قد أيه جميلة، نورتي الدنيا بعيني بعد ما كنت حسيتها سودا [محتضنا أياها بيد، بينما اليد الأخري تقبض على الملف باستماتة] ربنا ما يحرمني منك يا احلى مروة في الدنيا.
ـ مروة زافرة براحة لانتهاء التهديد الذي ظهر لحياتها الوليدة: ولا يحرمني منك يا قلب مروة وروحها.
***************************
بعد عدة أشهر بمكتب أحمد بدار الرعاية
تقف سيدتان، تنظران لبعضهما بتوتر،لتتغلب إحداهما على خجلها.
ـ السيدة بخجل: هو لازم الحوار يبقى جماعي.
ـ نعم باستنكار: لا طبعا، ده غلط أصلا وكل قضية ليها خصوصيتها، لكن أنتم اللي عودتوني على كده في الدار  يعني قاعدين مع بعض وسركم سوا، وكل واحدة بتصمم تدخل مع التانية من باب المشاركة.
ـ السيدة الثانية بتوتر: احنا منعرفش بعض، ولا عايشين في الدار، بس كنا في محكمة الأسرة وقابلنا واحدة شكرت جامد في حضرتك، وقالت أن حضرتك ساعدتيها لوجه الله، وقالت لنا على الملجأ هنا، فخدنا بعضنا وجينا، ولا حضرتك بتساعدي ستات الدار بس.
ـ نعم برقة: لا طبعا شرفتوني، بس ممكن واحدة من حضرتكم تنتظرني في الجنينة شوية عقبال ما أخلص مع التانية.
تبادلتا السيدتان نظرات مرتبكة، لتحسم السيدة الثانية أمرها، مع ملاحظتها على عزم الأولى على البقاء.
ـ السيدة الثانية: طيب أنا هاستنى في الجنينة، عن أذن حضرتك.
ـ نعم بابتسامة وهي تشير للسيدة بالجلوس: اتفضلي حضرتك، ممكن نتعرف.
ـ السيدة بتوتر: أنا اسمي فاطمة، وعايزة اطلق بس من غير أسباب.
ـ نعم بهدوء: متقلقيش أي سبب هتقوليه، سر عمري ما أخرجه تحت أي ظرف، وده حق بيكفلوا ليكي القانون، ده غير أن المفروض الثقة تتوفر ما بينا بدل قررتي، تطلبي مني أمسك قضيتك.
ـ فاطمة بتوتر: بس أنا مش هاقول السبب في المحكمة لو على رقبتي يا أستاذة.
ـ نعم بابتسامة: طيب أعرف الموضوع بينا على الأقل، وبعدين نحدد هنقول أيه في المحكمة.
ـ فاطمة بكلمات ثقيلة مصحوبة بدموع لا إرادية لمجرد تذكر مشكلتها: جوزي بيتحرش بالبنات، [بتلعثم] بناتنا.
ـ نعم بصدمة: أزاي، أنت متأكدة من كلامك ده.
ـ فاطمة بانكسار: للأسف أتأكدت، احنا عندنا بنتين، كنت كل ما أسيبهم مع ابوهم الاقيهم مرعوبين وبيبصولي وكأنهم بيقولوا ما تسيبناش، كنت متخيلة أنه عشان شديد عليهم بيخافوا منه، بس تصرفاتهم بقيت غريبة والكبيرة بقيت تعمل حمام على نفسها وهي نايمة، فضلت وراهم لحد ما قالوا لي على المصيبة، [بانهيار وهي تدفن وجهها بين يديها] ابوهم بيجبرهم على حاجات لا يمكن حد يصدق أن أب يطلبها من بناته، أنا اتصدمت وكان لا يمكن أصدق اللي سمعته، بس البنات حالتهم كانت صعبة قوي، خليتهم نايمين واستخبيت تحت السرير وسيبت له ورقة أني ما نمتش من المغص ومرضيتش اصحيه، وهاروح اكشف واطلع من المستشفى ابص على أمي.
ـ نغم بتوتر: وأتأكدتي.
ـ فاطمة بهيستريا وهي تضرب وجنتيها بكفيها: وياريتني ما أتأكدت وموت قبل ما شوفت اللي شوفته.
أهدي يا حبيبتي وفهميني، هو عرف أنك كشفتيه ولا لا، ورد فعله كان أيه.
ـ فاطمة بنحيب: أنا خرجت عليه زي المجنونة، أكلته بسناني، وكنت هاجيب أجله، بس خفت من الفضيحة وسمعة البنتين اللي هتضيع، وهو قعد يترجاني أستر عليه، ومش هتكرر وأنه مكنش حاسس بنفسه.
ـ نعم باستنكار: وصدقتيه.
ـ فاطمة بنحيب: مصدقتوش، بس اضطريت أسكت بدل ما نتفضح، بس هو ما سكتش ساق فيها، وبقى يضربني ويهددني بالبنات بيقولي {أنا بابسط نفسي بس محافظ عليهم، لو فتحتي بوقك هاضيعهم لك وافضحكم}، طلبت الطلاق أهلي كلهم وقفوا ضدي لأن مقولتش سبب يقنعهم، والبنات بيضيعوا مني ونفسيتهم ادمرت والاتنين بقوا يعملوا حمام على نفسهم أول ما يلمسهم حتى وهما صاحيين، أنا لازم أطلق بس من غير سبب، أبوس أيدك ساعديني.
ـ نعم بصدمة: مش ممكن ده مش بني أدم ده حيوان.
ـ فاطمة بعويل: نصيبي، نصيب أسود ومش عارفة أخلص منه.
ـ نعم بحسم: لا هتخلصي ما تخفيش، بس المهم تسمعي كلامي.
ـ فاطمة وهي تقبل يدي نعمة بسرعة قبل أن تستطع الأخيرة منعها: أنا من أيدك دي لأيد دي بس خلصيني من غير فضايح.
ـ نعم بجدية: جوزك يخاف ما يختشيش، هو كان خايف منك بس لما لاقكي خوفتي من الفضيحة استقوى عليكي، أهم حاجة متبينيش خوفك ليه، وتفهميه أنه لو مطلقيش بشروطك والتزم بمصاريف البنات هتوديه في داهية وتبلغي عنه.
ـ فاطمة بتوتر: طيب لو ما خفش.
ـ نعم بجدية: هنبدأ في اجراءات القضية فعلا.
ـ فاطمة بذعر: وسمعة البنات.
ـ نعم بثقة: أنا متأكدة أنه لو لاقي الموضوع دخل في الجد هيتراجع.
ـ فاطمة بتوتر: ولو مارجعش.
ـ نعم بحزم: أشك، بس سعتها هيبقى هو اللي جابه لنفسه، هنمشي في اجراءات القضية فعلا وهنطلب تكون الجلسات سرية، ونخلي البنات تشهد عليه.
ـ فاطمة بذعر: لا البنات لا.
ـ نعم صدق: بصي أنا متأكدة أننا مش هنحتاج القضية، لأنه اجبن من كده بكتير، بس مهما كان اللي هيحصل لهم، حتى لو الموضوع كله اتعرف، فهم أهون كتير من اللي بيحصل فيهم دلوقتي، [قامت لتقترب منها مربتتا على كتفها] فكري فحياة بناتك ونفسيتهم، قبل ما تفكري في كلام الناس، عايزكي تجيلي في أقرب وقت وأنت معكي توكيل.
ـ فاطمة بتردد: بإذن الله، أستأذن حضرتك.
ـ نعم بابتسامة: تفضلي وبعد أذنك بلغي المدام اللي بره تدخل.
***************************
بشقة حسين
دلف حسين لشقته بهدوء، ليفاجأه بذلك الظلام الدامس، وقبل أن تمتد يده لإضاءة الأنوار، سطع الضوء فاجأة، ليغمض عينيه للحظات، لتتكيف عينيه مع الأضاءة، ليقف مبهورا فور فتح عينيه من تلك الحورية التي تقف أمامه مرتدية فستان سهرة جرئ، وتطلق لشعرها العنان وعلى فمها ابتسامة جذابة، لطالما كانت مفتاحه للجنة.
ـ حسين بانبهار: ما شاء الله، أيه القمر ده.
ـ ماهي بخجل: عجبك.
ـ حسين بحب: طول عمرك عجباني يا ماهي.
ـ ماهي بحب: ربنا ما يحرمني منك يا قلبي، وكل سنة واحنا طيبين.
ـ حسين بتوتر: هو النهاردة أيه، النهاردة مش عيد جوازنا أنا متأكد،[باعتذار] بصي، أنا مسجل كل مناسبتنا، بس النهاردة كان الشغل كتير وأكيد...
ـ ماهي ضاحكة: طيب اهدى، اهدى، ما تقلقش، منسيتش مناسبة ولا حاجة، دي مناسبة جديدة.
ـ حسين بدهشة: مناسبة جديدة!
ـ ماهي بابتسامة: أيوه عيد ميلادنا.
ـ حسين بتعجب: عيد ميلادنا!
ـ ماهي بهمس مغوي بجانب أذنه وقد التف ذراعيها حول رقبته: من شهرين أنت رفضت تحتفل بعيد ميلادك، وقلت أنه اه صحيح اليوم اللي اتولدت فيه، بس أنت مش شايف أن ده شيئ يستحق الاحتفال، صح؟.
ـ حسين باضطراب لاهث من قربها المهلك لاعصابه: صح.
ـ ماهي بدلال: أنا كمان قررت أن يوم ميلادي اللي يستحق أحتفل به، مش اليوم اللي اتولدت فيه، انما النهاردة.
ـ حسين بحيرة: النهاردة.
ـ ماهي بحب: زي النهاردة، كان أول يوم نتقابل فيه، لما كنت بازور بابي وقت ما أنت كنت بتساعده في أول مشروع لشركتنا.
ـ حسين بسعادة: النهاردة.
ـ ماهي بحب: وأنا بقى شايفة أن يوم ميلادي اللي يستحق أحتفل به، هو اليوم اللي قابلتك فيه، وقررت أن كل سنة احنا الاتنين هنحتفل بعيد ميلادنا في نفس التاريخ ده، كل سنة واحنا طيبين يا عمري.
ليحتضنها حسين بسعادة، وهو يحمد ربه على نعمه عليه، ويستغفره، على كل لحظة يأس واستسلام تمكنت من قلبه.
***************************
عودة لمكتب أحمد بدار الرعاية
دلفت السيدة الثانية للمكتب، بتردد وبعينيها نظرات خجلة.
ـ السيدة بحرج: سلام عليكم.
ـ نعم بابتسامة وهي تشير للسيدة بالجلوس: وعليكم السلام، اتفضلي حضرتك، اسمك أيه.
ـ السيدة بتوتر: أنا اسمي سامية.
ـ نعم برفق: أهلا يا مدام سامية شرفتيني، ممكن أعرف قضيتك أيه.

ـ سامية بتوتر: أنا عايزة اطلق بس محدش من أهلي راضي يوقف جنبي، بيقولوا لي أني بدلع، وست ظالمة عايزة ابهدل عيالي في المحاكم.
ـ نعم بابتسامة: أكيد هما غلطنين، مفيش حد بيحب يبهدل نفسه من غير سبب، بس واضح أنك، مقدرتيش تقنعيهم بالسبب، ممكن بقى أعرف أنا أيه السبب ده.
ـ سامية بضيق: رخم، وبارد وبرطة كده.
ـ نعم بصدمة: برطة، اللي هو أزاي يعني،[بحرج] بتشتكي من الحرمان يعني.
ـ سامية بسرعة: لا الصراحة هو طبيعي، [بحسرة] بس مبيعرفش يقول كلمتين حلوين على بعض، عمره ما بخل علي بحاجة، بس برضو عمره ما فرحني بمفاجأة، اللي باطلبه بيدهوني وخلاص، عمره ما مد أيده علي بس برضو مش حامي كده ومنحرر.
ـ نعم بخبث: وأنت متأكدة أنك لو اتطلقتي منه هيتقدم لك الحامي المنحرر ده.
ـ سامية بتوتر وأعين زائغة: الدنيا مليانة، وكل واحدة نصيبها مستنيها.
ـ نعم بهدوء: بس حاسة كده أنك عارفة نصيبك فين، وطبعا أنا المحامية بتاعتك والمفروض نكون صرحا مع بعض.
ـ سامية بتردد: بصراحة، هو أنا تقريبا عارفة، [بثقة] بس ربنا العالم أني عمري ما عملت حاجة تغضب ربنا، يعني احنا بتكلم على الفيس وبس، وكلام عادي كمان، أوعي تفتكريني من الستات الخاينة.
ـ نعم بحسم: اسمع بالتفصيل وبعدين أقولك.
ـ سامية بحرج: هو أسمه كامل كان جارنا، وكنت بحبه قوي، كنا متفقين على كل حاجة حتى اسماء عيالنا، بس لما فكر يتقدم أمه قلبت الدنيا عشان كان بينها وبين أمي مشاكل، وبعدين شوقي اتقدم لي واتجوزنا وخلفنا سلوى وسامي، [بابتسامة] بس من كام شهرلقيته دخل لي خاص بيقولي أنه عمره ما نسيني، وأنه خطوبته اتفسخت مرتين عشان مش قادر يحس بحد غيري، وأن أمه ماتت، وأنه مش عايز اكتر من أني أكلمه عشان ما يحسش أنه لوحده.
ـ نعم بضيق: وكلمتيه؟
ـ سامية بتوتر: في الأول كنا بنتكلم بسيط، يعني بنطمن على أحوال بعض، وبعدين بقينا نحكي لبعض كل حاجة، [بحرج] وبعدين رجع يقول انه بيحبني ومش قادر يتخيلني مع واحد غيره، الأول كنت بصده وأهدده أني مش هاكلمه تاني، بس بصراحة كلامه كان بيفرحني ويحسسني أني ست، أصل شوقي كان طول الوقت في الشغل وحتى وهو في البيت يبقى يا ساكت يا نايم.
ـ نعم بجدية: وهو دلوقتي مستعد يتجوزك.
ـ سامية بفرحة: هيتجنن، مش مصدق نفسه، وبيقول أنه هيعوضني عن كل لحظة بعدتها عنه.
ـ نعم باهتمام: وولادك؟
ـ فاطمة بتوتر: هو بيقول أن أكيد شوقي هيصمم يفضلوا معه، خصوصا بعد ما نتجوز، وأن الاحسن منعملش مشاكل معه، وأنه هيخلني أشوفهم وقت ما أنا عايزة.
ـ نعم بحزم: أشك، تفتكري أن واحد بيغير من جوزك وأنت على ذمته هيسمح لك تكوني على علاقة بولادك منه، بعد ما تبقي مراته هو.
ـ سامية بثقة: لا كامل بيحبني، ومش هيحرمني من ولادي طبعا.
ـ نعم بتأكيد: صدقيني أنا مش باحاول أضايقك، بس لو كان بيحبك كان اتمسك بيكي زمان، كان وقف قدام مامته وصمم يخطبك، لكن هو راضها على حسابك، ودلوقتي بيراضي نفسه على حساب بيتك وولادك، وكمان سمعتك [قامت من خلف المكتب لتجلس بالكرسي المقابل لها وهي تنظر بعينيها] فكري فعيالك اللي مايستاهلوش تسبيهم، فكري فالراجل اللي سلمك أسمه وحياته اللي مايستاهلش تخونيه كده.
ـ سامية بانفعال: حلفت لك بالله أن كل اللي بينا كلام على الفيس وأني عمري ما عملت حاجة تغضب ربنا.
ـ نعم برفق: وأنك تكلمي رجل غريب، وتحكي له كل حاجة عن حياتك دي مش حاجة تغضب ربنا، ولما تسمحيله يقولك كلام حب وتبقي فرحانة بده، دي مش حاجة تغضب ربنا، [اقترب منها تربت على كتفها بحنان] عارفة أنك انسانة كويسة ومكنتيش قاصدة تغضبي ربنا، لكن الشيطان ساحبك لحد ما اتفقتي على الجواز مع رجل وأنت لسه على ذمة جوزك، مع ان ربنا نهى عن خطوبة المخطوبة، فما بالك بالمتجوزة.
ـ سامية ببكاء: والله غصب عني، ما أنا كمان بني أدمه، محتاجة احد يحسسني بحبه ويراعيني.
ـ نعم بعتاب: مين قال أن الكلام هو دليل الحب، الكلام مفيش أسهل منه، لكن اللي بيحبك بجد هو جوزك اللي صاينك ومقدرك، مش هانك وبيأذيكي.
ـ سامية بانفعال: ليه كلكم بتفكروا بنفس الطريقة، هو معنى أن جوزي بيصرف علي، يبقى خلاص عمل اللي عليه وأحمد ربنا.
***************************
الطلاق زي أي حاجة في الدنيا سلاح ذو حدين، ده غير أنه أبغض الحلال إلى الله، وتجنبه أفضل بقدر المستطاع. 
***************************
مع تحياتي
منى الفولي

جريمة باسم الحب Where stories live. Discover now