الجزء السابع

5.6K 175 25
                                    

جريمة باسم الحب
الجزء السابع
ـ هدير بهدوء: كل واحد بيقول يالا نفسي.
ـ نورا بحزن: عندك حق، الناس بقيت وحشة قوي.
ـ هدير بتأكيد: قوي، قوي، أكتر مما تتصوري، تصدقي أن سمير كان بيصورني واحنا بنتقابل.
ـ نورا بذعر: يا لهوي، الواطي ابن الكلب، وعملتي أيه.
ـ هدير بهدوء: ولا حاجة ربنا ستر [ضاحكة بمرارة] بيقول كان ناوي يبعتهم لأبويا بس رجع في كلامه لما حس أني بحبه بجد.
ـ نورا متنفسة الصعداء: الحمد لله، ربنا عالم بحالك، وحنن الواطي ده عليكي، ربنا سترها معاكي المرة دي يا هدير، اتعلمي بقى ومتثقيش في أي حد.
ـ هدير بهدوء: عندك حق، محدش بقى له أمان.
******************
بغرفة القبو
ـ محمود بإرهاق: سلام عليكم، أزيك ياما، هادخل أغير وأخد دش، تكوني غرفتي الأكل لأحسن هاموت من الجوع والتعب، هاكل ونام علطول، عشان اقدر اصحى للفجر.
ـ نعمات بتردد: تعبان من أيه قوي كده يا محمود يا محمود.
ـ محمود بدهشة: هو أيه اللي تعبان من أيه، هو أنت مش عارفة هدة الشغل، وبعدين اليومين دول بزيادة قوي، الحمد لله من ساعة ما جيبت الماكنة الجديدة ووسعت الشغل، واتفقت مع كام معرض جداد، واحنا مابنونش، وكمان جيبت ثلاث صنايعية جداد ومش ملاحقين.
ـ نعمات بغموض: ربنا يزيد ويبارك، بالحلال يا محمود، وأهم حاجة الحلال يابني، أصل الحرام ما بيخليش، بياخد كل حاجة في وشه ويطير.
ـ محمود بدهشة: في أيه ياما، كلامك مش عاجبني وفيه ريحة مش حلوة، أنا عملت حاجة ضايقتك مني.
ـ نعمات بتلعثم: أنت أيه اللي بينك وبين زبيدة مرات البواب الجديد، اللي في البرج اللي مكان بيتي.
ـ محمود بصدمة: يعني أيه اللي بيني وبينها، أنت أيه اللي بتقوليه ده.
ـ نعمات بحدة: باقول اللي سمعته، الست جات لك الورشة كذا مرة، وفي ناس شافتك بتديها فلوس.
ـ محمود بانفعال: وكده يبقى في بيني وبينها حاجة، [بصدمة لفهمه كلامها السابق] وبتسأليني مهدود من أيه، [بمرارة] اطمني ياما يمكن أنا جيت كده، بس ما اعملهاش، كفاية علي جيت من الحرام والنار مستنياني، زي ما الحيث بيقول {كل ما نابت من حرام فالنار أولى به} وأنا مش هازودها واخلد في جنهم.

ـ نعمات باستنكار: أيه العبط ده، أيوه ده حديث صحيح، بس ملوش علاقة بالخلفة حرام ولا حلال، ده بيتكلم عن لحم الجسم اللي نبت من مال حرام، سرقة بقى ولا ربا، لكن الناس كلها قدام ربنا زي بعض الفرق في العمل، اللي بيعمل خير بياخد ثواب، والفاسد بياخد عقابه، و ربنا مبيحاسبش حد بغلطة حد، عشان يحاسب عيال على عاملة اهاليهم، ده ربنا نفسه في كتابه العزيز: {أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى * ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى}.
ـ محمود برجاء: ياريت ياما بس العيال زمان كلهم كانوا بيقولوا كده وخوفت أسأل، يقولوا على راسي بطحة.
ـ نعمات بعزم: والله زي ما باقولك كده، كان في شيخ جاه هنا قبل الشيخ أحمد وعرف حكيتنا وسود الدنيا في عيني، وقعد يقولي أني نسبك لجوزي حرام وقعدتك معي حرام وحرم علي عيشتي من غير ما يفهم ولا يسأل، ساعتها الأسطى رضا خدني دار الأفتا، واستفسرت عن كل حاجة، وقالي أني بدل رضعتك تبقى ابني وشرح لي مسألة نسبك للزيني وأني جهلي بالحرمانية وقتها، عفاني من الذنب لأني اتصرفت بحسن نية، وكان قصدي خير، و قالي ساعتها شوية احاديث مفهومة غلط ومن ضمنها الحديث ده وشرح لي اللي قولته لك دلوقتي.
ـ محمود بارتياح: ربنا يطمن قلبك، بس لو أنت عارفة أن كل واحد وعمله شاكة في ليه، عملت أيه يشكك في.
ـ نعمات بحنان: خايفة عليك يا ابن قلبي، عارفة أن في نار والعة في قلبك، خوفت الشيطان يكون ضحك عليك، أنك تنساها بغيرها.
ـ محمود ب: انسى مين ياما، دي في دمي مش في دماغي وبس، طيب يا ريت ينفع انساها بواحدة تانية، ما كنتش اترددت لحظة، [بعتاب] بس برضه مكنش هيبقى بالحرام كنت هاروح اتجوز واحدة حلوة ومنكسرة، ترضى بحالي، و أكسب فيها ثواب.
ـ نعمات بحرج: حقك علي يا حودة، ده من خوفي عليك، أنا عارفة أنك مجروح وأن الشيطان شاطر.
ـ محمود باعتراض: لا ياما الشيطان خايب، بس اللي بيسمع له، أخيب منه، و أنا مش خايب.
ـ نعمات بتودد: بعد الشر عليك من الخيبة يا قلب أمك، بس هي حاجة غريبة وفي ناس خدت بالها، أصل مفيش سبب أنها تيجي لك وكمان تديها فلوس .
ـ محمود بحسم: لا في ياما، بس الناس بتشوف اللي يريحها، أنت عارفة أن من يوم موتة الأسطى رضا الله يرحمه، والهوانم بناته تقريبا مش بيجوا، والست فوقية قاعدة لوحدها، حتى الطلبات اللي بيبعتوها متكفيش عيل صغير، والكلام ده أنت اللي بلغتيه لي بنفسك لما اشتكيت لك وأنت بتزوريها، و لو علي كنت اتكفلت بطلباتها كلها، بس محبيتش اتعدى الأصول، لما عرفت أن جوز أختها المعلم حسين مقصرش ومش مخليها محتاجة حاجة، بس أنت عارفة أن عندها الغضروف وحركتها صعبة، وكام مرة عيل من العيال اللي بيشوفوا طلباتها يجي يقولي أنها كانت بتعيط وهي موطية تنضف، وأكيد مش هتقدر تطلب من الحج حسين حد يساعدها بعد ما أم شوقية اللي كانت بتساعدها مشيت بعد موت الأسطى، ولاقيت البواب معه أرطة عيال، ومراته بتساعد أي حد بس يراضيها، فطلبت منها تطلع للحاجة فوقية كل يوم شوية، كأنها بتسليها وتقوم باللي هي محتاجه وحسابها عندي، من غير ما الحاجة تعرف عشان ما تتحرجش.
ـ نعمات بفخر: ربنا يحميك لشبابك ويبارك لي فيك.
ـ محمود بعتاب: بعد أيه بقى، بعد تلقيح الكلام، و الحرام اللي ما بيخليش، و بياخد كل حاجة في وشه ويطير.
ـ نعمات بتودد: أنت ما صدقت وهتمسكي لي على الكلمة، وبعدين ما أنت برضه غلطان، وجيبت لنفسك شبهة.
ـ محمود باستنكار: شبهة عشان بتيجي لي المحل، امال لو حد شافنا في حتة تانية ولا داخل عندها العمارة كانوا قالوا أيه.
ـ نعمات بحسم: لا عندك ولا عندها، يتيجي تاخد حسابها مني، يا جوزها هو اللي يحاسبك بعد كده.
ـ محمود بضيق: اللي تشوفيه ياما، أنا مش فاضي للناس الفاضية دي، اللي ما وراهمش حاجة غير يمسكوا في سيرة غيرهم وهما سيرتهم مفوحة الجو، سيبيني بقى الحق أدخل اتشطف واغرفي لي باقولك جاي هموت من الجوع و هلكان.
ـ نعمات بحب:ربنا يقويك، ويعافيك ومن الخير من الأرض للسما يديك.
******************
بغرفة القبو، مساءا
ـ محمود بانهاك: السلام عليكم ياما.
ـ نعمات بهدوء: أزيك يا حبيبي، أدخل اتشطف وأنا هاغرف لك.
أطاعها بصمت، ليخرج من الحمام ليجد طعامه جاهزا، فيجلس باجهاد، يتناول طعامه بنهم.
ـ محمود متذكرا: أه ياما ما فوتيش علي ليه وأنت راجعة من عند الحاجة فوقية زي ما اتفقنا.
ـ نعمات: يا خبر ده أنا ليه مصليتش العشا وهتفوتني، كل وأنا هاصليها ونقعد نتكلم.
ـ محمود بدهشة: عشا أيه اللي هتفوتك، ما هي ممدودة. ـ نعمات بارتباك: ياوله الكلام هياخدنا، وهنام وهتفوتني.
ـ محمود بارتياب: هو في حاجة أنت لاقيتي زبيدة مقصرة مع الحاجة فوقية.
ـ نعمات بهدوء: ما قولت لك هاصلي ونتكلم.
ـ محمود بشك: تقبل الله مقدما.
ـ نعمات بحب: مني ومنك يا حبيبي.
انهى طعامه بهدوء، يشعر بوجود خطب ما، ولكنه يعلم والدته جيدا، فهي لن تتحدث ألا عندما تقرر هي ذلك.
انهت نعمات صلاتها بتروي، تترك له فرصة لتناول طعامه، فهي تعلم أن ما لديها من أخبار، سيحرمه من الطعام والنوم لأيام، وسيوصم قلبه بالشقاء لسنين.
ـ نعمات بحنان: اكلت يا حبيبي.
ـ محمود بتوتر: الحمد لله، عملتي أيه هناك بقى.
ـ نعمات بهدوء: زي ما اتفقنا، زرت الحاجة فوقية قعدت معها شوية، وسحبتها في الكلام عن زبيدة، والحمد لله، البنية طلعت عاملة اللي عليها وزيادة، بتطلع للحاجة كل يوم تشوف طلبتها كلها، ومريحها على الأخر، و كمان مدايها نمرة تليفونها، وقالت لها لو عايزة، أي حاجة في أي وقت تكلمها.
ـ محمود بقلق: طيب كويس قوي، أنت بقى مالك.
ـ نعمات بتوتر: وأنا كمان عديت على زبيدة، وأديتها فلوس وقلت لها على كلام الحاجة فوقية؛ عشان تعرف أننا متابعنها.
ـ محمود بنفاذ صبر: خلاص ياما خلصنا من حوار زبيدة، في أيه بقى بتلفي وتدوري ومش عايزة تقوليه.
ـ نعمات بتلعثم: الحاجة فوقية قالت لي أنها كانت هتنزلنا لو أنا مروحتلهش، عشان عايزك في موضوع شغل.
ـ محمود بدهشة: شغل!
ـ نعمات بتلعثم: الحاجة زينب قصدتها تستسمحك، أنك تشد حيلك في أوض نورا، عايزين يستلموها بالكتير بعد بعد شهرين تلاتة، عشان قدموا ميعاد فرحها.
ـ محمود بصدمة: تتجوز! ده لسه فاضل أزيد من سنة.
ـ نعمات بتوتر: بتقول سالم جالوا قرشين، وأنهم قبل وفاة المرحوم، كانوا ابتدوا يشطبوا ويدهنوا الشقة.
ـ محمود بقهر: أه الشقة اللي دهنها على مزاج أمه وثبت نورا بكلمتين، ما أنا حكيت لك كل حاجة.
ـ نعمات بآسى: ثبتها ولا مثبتهاش، ملناش دعوة، هو دلوقتي جاهز يتجوز، وكلموا فوقية تستأذنك تخلص لهم أواضهم بأسرع وقت، وكمان الحاج حسين هيكلمك.
ـ محمود بقهر: من غير ما يكلمني، هاعمل لها شغل ما تعملش لحد قبلها، وهاوقف الشغل كله، و هاشتغل عليهم بنفسي.
ـ نعمات بتأثر: ربنا يهديك يا ابني، كده، كده، احنا عارفين أنها مخطوبة ومسيرها تتجوز، مفيش جديد.
ـ محمود بقهر: لا في، في أن خطيبها مش جدع بس ليه أهل، معندوش نخوة بس عنده شهادة ميلاد، بيضحك عليها بس هي بتتباهى به، بس والله لوكانت من نصيبي أنا لكنت شيلتها في عيني وخبتها برموشي، وخفت عليها من الهوا، وما سمحت لمخلوق يدوس لها على طرف.
ـ نعمات وهي تجذبه لحضنها: لو تفتح عمل الشيطان ياوله، محدش بياخد غير نصيبه، أرضى يراضيك يا ابن قلبي، أرضى يراضيك.
يسلم نفسه لحضنها، يستمع لهمسها له بآيات الذكر الحكيم، وعلى عكس توقعها بهجر النوم له، ينام فاجأة، ولكنه يهرب لعالم الأحلام من الواقع المرير.
******************
بشقة نورا
ـ زينب بحنان: حمد لله على سلامتك يا حاج.
ـ حسين بابتسامة: الله يسلمك يا زينب، امال فين عروستنا.
ـ نورا بسعادة: أنا هنا ياحاج.
ـ حسين ضاحكا: شوية ونرتاح منك ومن طولة لسانك.
ـ نورا بدلال: كده برضه يا حاج أهون عليك.
ـ حسين بحب: لا متهونيش يا نوارة، حقك علي يا بنتي لو قسيت عليكي في يوم، ده من خوفي عليكي،أنا مش عارف البيت هنقعد في البيت أزاي من غيرك.
ـ نورا بحب: ربنا ما يحرمني منك أبدا ياحاج، هو أنا هاروح فين ده خطوتين.
ـ حسين بحب: ربنا يسعدك يا حبيبتي، على فكرة أنا عديت على محمود أقوله على الأوض.
ـ زينب باهتمام: وقالك أيه؟
ـ حسين بهدوء: لاقيته ابتدا شغل فيهم، أختك طلعت قالت لأمه، [بحيرة] بس اجدع كان غريب قوي.
ـ زينب بدهشة: غريب أزاي؟
ـ حسين بحيرة: كان مضايق قوي، صوته كان مخنوق، وعينيه منفخة، وحالته حالة، خفت نكون ظالمينه خصوصا أن اتفاقنا كان مع رضا الله يرحمه، وممكن الخشب يكون غلي، عرضت عليه فلوس جامد قوي، مرضيش أبدا.
ـ زينب بعطف: يا عيني يا بني، تلاقي حد حرق دمه ولا سم بدنه بكلمة كده ولا كده، عن أهله.
ـ حسين بضيق: ناس معندهاش دم، الواد ده راجل بجد، وأحسن من ماية واحد أهل بس معندوش أصل.
ـ زينب بحنان: عندك حق، الواد أصيل فعلا، فوقية بتقولي بيتصل بيها بليل والصبح يتطمن لو عايزة حاجة، وأول ما بيفتح الورشة، بيبعت لها الصبي بالعيش زي أيام رضا الله يرحمه، رجل جدع بصحيح.
ـ نورا ببساطة: هو فعلا جدع جدا.
ـ زينب بدهشة: أول مرة تقولي كلمة حلوة في حقه.
ـ نورا باستنكار: يعني هو أنا كنت مستقاصده، هو اللي كان بيستفزني بحكاية نوارة دي [ برضا] بس بصراحة من يوم ما اتخطبت، وهو بطلها خالص، حتى يوم ما روحنا نتفرج على الأوض، كنت حطة أيدي على قلبي ، ليقولها لي قدام أم سالم وتمسكها لي، بس هو ربنا هداه وقال أنسة نورا، طبعا لازم يقول لي كده مش باقيت خطيبة الأستاذ سالم.
******************
ـ نعمات بحب: ربنا يفتحها في وشك، ويسهل لك الصعب.
ـ محمود بحزن: اه، ما أنا عارف أن المشوار ده جي على هواكي.
ـ نعمات بحنان: وأنا ديك الساعة لما ابني، يبقى صاحب ورشة قد الدنيا.
ـ محمود بتأثر: مش ده اللي مفرحك، بس يكون في علمك، أنا أه شوفت المحل وعجبني، ورايح امضي عقده النهارده، بس هفضل على وضعي كام شهر، يعني عقبال ما الورشة تتوضب، وأكون عرفت كل زبايني العنوان الجديدة.
ـ نعمات بتفهم: بشوقك يا محمود.
ـ محمود متبرما لإطلاعها على خبايا قلبه، أنا مش عارف أنت مالك، ده كأن في حاجة في الحارة بتقرصك ومخليكي مش طايقها.
ـ نعمات بشرود: لو تعرف أنت واقف فين دلوقتي، مكنتش قولت كده.
ـ محمود بحيرة: واقف فين أزاي.
ـ نعمات بتأثر: الأوضة دي كانت المخزن بتاع أبو محمود، كنا ساكنين في بيت مكان البرج الكبير اللي اتبنى جنب الورشة القديمة لما البيت وقع [مشيرة الى حوائط الغرفة] كان بيرص اقفاص الطماطم والفاكهة والخضار، حولين الحيطة هنا [أشارت لمنتصف الغرفة] وكان بيسيب الفسحاية دي فاضية عشان نتغدى فيها لما انزل له كل يوم بالأكل [وهمست بصوت مرتعش وهي تشير باصبع مرتجف لمكان قصي تنظر له بأعين شاخصة تذرف الدموع] وهنا كنت باحط محمود في مشنة الخضار، كنت باخاف واحنا بناكل قفص ولا حاجة تقع عليه [بقهر] مكنتش اعرف أنه قبل ما يكمل ست أشهر، هيقع عليه اللي أكبر من كده بكتير [بانهيار] أنا اللي مش عارفة هاسيب كل ده هنا أزاي وامشي، بس هامشي، هامشي عشان راحتك يا ابن قلبي، كل واحد بيخسر حاجة ربنا بيعوضه بحاجة يمكن تكون أحسن كمان، وأنا خسرت وربنا عوضني بك؛ ومعنديش استعداد اخسرك واشوفك مقهور وأنت شايفها مع غيرك، وهاخدك ونمشي، يمكن لما وجعك يقل ترضى وتشكر نعمة ربنا عليك.
ـ محمود محتضنا لنعمات باكيا: أنت عوض ربنا لي عن كل اللي شوفته واللي هاشوفه في حياتي، أنت نعمة كبيرة، لا مش نعمة واحدة أنتي فعلا نعمات، نعمات كتير قوي قوي، واللي له أم زيك عمر ما حاجة تقهره أو تكسره، متخفيش ابنك جامد، ده أنا تربيتك، أنا بس مش عايز اضيع فرصة أني أشوفها الكام شهر اللي باقيين، أو يمكن عايز استنى لما تبقى لغيري فعلا يمكن ساعتها قلبي يجمد لما يتأكد أنها مش من نصيبه ويرحمني من الوجع.
ـ نعمات بحب: ربنا يهديك ويراضيك يا محمود يا قلب نعمات.
******************
بشقة هدير
ـ نورا بحيرة: مالك يابت مش على بعضك ليه.
ـ هدير باضطراب: مالي ما أنا حلوة أهو.
ـ نورا بدهشة: حلوة أيه يا بنتي، ده أنتي قلبتي دماغي، تعالي عايزكي ضروري، عايزكي ضروري، ومن ساعة ماجيت منطقتيش بكلمة وقاعدة مش على بعضك أصلا.
ـ هدير بتلعثم: أنا جي لي عريس.
ـ نورا بسعادة: يا آلف مبروك [ بشك] أوعي يكون المنيل سمير.
ـ هدير باضطراب: لا سمير أيه، ما أنا قلت لك، ده موضوع واتقفل، ده قريب أمي لسه راجع من الأمارات، وهي موافقة عليه بس أنا خايفة اكمنه كبير حبتين، وكمان خايفة ليكون قليل الأدب.
ـ نورا بفضول: حاول يمد أيده عليكي.
ـ هدير نافية: لا بس وهو راجع جاب لي هدية غريبة قلقتني منه.
ـ نورا بفضول: هدية أيه دي.
لم ترد هدير على تسائلها، بل تحركت بجمود لغرفتها، لتخرج وبيدها حقيبة كبيرة مليئة بقطع ملابس النوم المثيرة.
ـ نورا بدهشة: جايب لك قمصان نوم، ده بجح قوي [ضحكت وهي تتفحص بعض القطع] بس ذوقه حلو، وشكله صاحب مزاج، وجايب كل دول وهو لسه بيتقدم، ده على كده هيجهزك لو وافقتي، ماتخليه يخطبني يومين عقبال ما أكمل الجهاز وبعدين نفركش [ممسكة بإحدى القطع] يالهوي على القميص ده وجماله.
ـ هدير ببرود: متخشي تقسيه.
ـ نورا باستنكار: أقيس أيه أنتي اتهبلتي.
ـ هدير بالحاح: ما قولت لك أمي بايتة عند خالتي، وأبويا مبيجيش قبل العشا، هاقفل علينا بالمفتاح، وكل واحدة تجرب واحد مرة، ونعمل عرض أزياء زي اللي بنشوفه في التليفزيون.
ـ نورا بتردد: لا أنا هاجرب ده بس، بصراحة هاتجنن وأشوفه علي.
توجهت لغرفة هدير، لتتغيب قليلا بها لتخرج وهي ترتدي تلك القطعة المثيرة.
ـ نورا بسعادة: يا ختي على جمالي، القميص هياكل مني حتة، ده أنا جامدة فحت.
ـ هدير بإغراء وهي تعطيها قطعة أخرى: لا أنا حاسة أن اللون ده يليق عليكي أكتر، أنا هاجرب الأحمر الأول، وبعدين ادخلي جربيه.
ظلتا يتبادلا القطع وكلا منهما تمتدح جمالها ومفانتها، حتى جربتاها جميعها، ونظمتا القطع بأغلفتها كما كانت، لتنصرف نورا بعد أن قضت وقتا سعيدا مع صديقتها، وحاولت قدر استطاعتها أن تخفف توترها تجاه الخطيب المنتظر.
******************
ياترى مين هو عريس هدير ، و محمود هيقدر على البعد فعلا، و سمير هيكون موقفه أيه.
اتمنى الحلقة تعجبكم ومستنية رأيكم فيها.
******************

جريمة باسم الحب Where stories live. Discover now