٣٥⇜أسئِلة

Start from the beginning
                                    

لم تنظر إليه حيثُ كانت مشغولةً بِتعبئة كوب الماء له
"تسمى بِإيميلي، لديها سرطانٌ تقريبًا في كل جسدها، لكن أهلها الأغبياء يصرون على إبقائها حيةً رغم عذابها"
تنهدت بدرامية، ثم ناولته الكوب مع حبوبه و اضافت بملامحَ جادة:
"لكن لا بأس هي سترتاح قريبًا.."

صمتٌ جالَ المكان لوهلة، قبل أن تتحول نظراتها الفارغة إلى أخرى أكثرَ حيوية ورقة
"اوه مرحبًا تايهيونغ، هل قلت شيئًا غريبًا قبل قليل؟"

عقد حاجبيه على صوتها الذي أصبحَ الأن حادًا وأنثويًا أكثر من ذي قبل وهز رأسه للجانبين لأنه لم يكن يستوعب ما تقوله مع هذهِ الهالةِ المخيفةِ حولها

تفقدت ساعتها سريعًا وانحنت لتلقط الصينية التي اتت بها حينما تدلت سلسلةً تحتوي جوهرةً وردية اللون من رقبتها
كانت تبدو لماعةً جدًا تحت أشعة شمس ما بعد الظهيرة مع ظلال من البنفسجي تحيط بها

حدق بها بصمت وتلاقت أعينهما لتبتسم بتوتر وتعيد إدخالها بحذر قبل أن تخرج من الغرفة

لم يكن يشعر بالإرتياح حولها، رغم أن شخصيته الاجتماعية قد بدأت بالظهور مجددًا إلا أنها أصبح حذرًا أكثر من ذي قبل حول الناس الذين يحيطون به

مضى يومان لم يستطع رؤية جاسبر فيهما بسبب تشديد الحراسةِ حولَ مداخل المشفى وبالأخص في الطابقِ الأرضي
لم يكن أحدهم ليصدق في البداية أنه اصبحَ محبوسًا في الطابقِ الأرضي، لأن لا أحد يعلمُ بأن أماندا لم تنتحر بل تم قتلها على يدِ شخصٍ مجهول

كان يسمع احاديثًا عشوائية عن عودةِ نوباته العدوانية وهي السبب الوحيد المنطقي بالنسبة لهم

لم يرَ تايهيونغ شريكه يتصرفُ بعنفٍ مفرط قد يؤدي به إلى أن يعزلَ في غرفةٍ مغلقة من قبل، لكن يبدو أنه كان مشهورًا بهذهِ الأفعال

من الجيد رؤية كيف أن الجميع بدلًا من أن يتجنبوه خوفًا من أن يعتدي عليهم، كانوا حقًا يهتمون بهِ ويعطفون عليه

أخرج هاتفهُ وكتب الرقم على لوحة المفاتيح ليجيب بعدها الآخر بسرعة ويصيح في الهاتف:
"تايهيونغ!، لن تعرفَ ماذا حصل يا صاح!
هوسوك أصبح لديه حبيبة وينوي الزواج منها بأسرع وقت، لقد عقلته كثيرًا لكنه لا يفهم لقد أعماه الحب!"

ابتسم لكلام صاحبه المهتاج بعض الشيء وقال بهدوء:
"دعه يفعل ما يريد وان اخطأ فليتعلم من خطأه
انها حياتهُ وهو من يختار طريقه صحيح؟"

تنهد جيمين على الخط الآخر وقال:
"لو تكلمت معك قبل سنتين عن مثل هذا الأمر لقفزت تحييه بكل انبهار بجرأته الرائعة ومجازفته التي لا مثيل"
ثم ارتفعت زوايا شفتيه في ابتسامة وان كان في هذا ما يخالف المنطق إلا أنها كانت مسموعةً لِـصديقه:
"لكنني معجب بتغيرك هذا، أصبحت أكثر نضجاً واستقرارًا لكن أقل كآبة"

ابتَسِم || KTHWhere stories live. Discover now