الفصل الخامس ( وقت لاينفع الندم)

8.8K 417 27
                                    

تصاعد فجأه صوت اختها امل وهى تهتف : امينه حصلك ايه انتى كويسه .. حصل ايه ياماما
ام امينه : كل خير ياامل امال فين جوزك
امل : فى البيت مع العيال
ام امينه وهى تنظر الى امينه نظره جانبيه : وسابك تنزلى لوحدك فى نصاص الليالى كده انما نقول ايه
امل : فى ايه ياماما مالك وماله دلوقتى الحق عليه انه لغى خروجته وقعد بالعيال
ام امينه : لا كتر خيره انه حيعد بعياله ماكان خلاكى تجيبيهم معاكى بالمره
امل : مالك مش طايقاه ليه ياماما
ام امينه : مفيش يختى ناس تشترى التراب بالغالى وناس تبيع الذهب بالرخيص ..
امل : انتى غريبه اوى ياماما النهارده امال على كده فين عبد الله بقى
ام امينه : انا قايمه اشوف ابوكوا
امل بخفوت وهى ترى والدتها مغادره : تلاقيه مجاش عشان ميدفعش حساب المستشفى وبابا اللى يدفع ... ماهو بخيل
ام امينه : دفع ٣٠ الف من غير مايطلب حاجه مننا جوز اختك ميتعوضش
ما ان خرجت والده امينه حتى نظرت امل الى امينه قائله : ماهو طلع مدكن اهو ودفع ٣٠ الف بمنتهى السهوله امال بس عامل فيها الغلبان
امينه : انا كنت حامل
امل بظره غريبه : كنتى يعنى ايه يعنى سقطتى
امينه بحزن : اه سقطت يعنى هو مطلعش مبيخلفش زى ماقلتى
امل وهى تحاول تبرير موقفها : عادى يعنى انا كنت بخمن وهو انتى مكنتيش تعرفى انك حامل
امينه : لا مكنتش اعرف وروحت قلتله نعمل تحاليل عشان ممكن تطلع مبتخلفش
امل بفرحه ظاهره فى عينيها : ها وقالك ايه
امينه وقد استشفت فرحتها تلك : تفتكرى لو حد مكانه حيقولى ايه
امل بشماته : يضربك او يطردك من البيت اكيد هو السبب فى الخرشمه اللى حصلتلك دى انا عارفه الاشكال دى كويس
امينه بتحدى : انهى اشكال اللى زى جوزك
امل : قصدك إيه
امينه : مكنتش اعرف ان جوزك بيخونك
امل بتردد : مين .. مين قال كده لا طبعا انا جوزى بيحبنى
امينه : واللى بيحب حد بيضربه ويطرده من بيته فى نصاص الليالى
امل بانفعال وقد بدأ صوتها بالعلو : اكيد ماما اللى قالتلك كل ده .. بس انا جوزى بيحبنى وبيعمل كل حاجه عشان يرضينى حتى بصى بصى الغوايش دى كلها والخواتم وبصى الشنطه دى عارفه بكام
امينه وهى تضحك ضحكه جانبيه : بتقنعينى ولا بتقنعى نفسك
امل وقد ارتدت حقيبتها وهمت بالمغادره : تصدقى ان انا غلطانه انى جايه اشوفك انا ماشيه
امينه بسخريه : روحى لعيالك وجوزك ياامل وملكيش دعوه بحياتى تانى
نظرت اليها امل نظره طويله قبل ان تغادر والشرر يتطاير من عينيها ..
***********
رن هاتفها فى حوالى الساعه الثامنه صباحا ..
امينه بصوت ناعس متعب من اثر المسكنات : الو
هو بجدية : امينه ازيك دلوقتى انتى فى مستشفى ايه
امينه بلهفه : حتيجى دلوقتى
هو : لا حوصل الاولاد النادى واجيلك على الظهر
امينه بسخريه : اه النادى طب وبتتكلم عادى مش خايف المدام تسمعك
هو : خايف ايه خايف دى ايه الاسلوب ده ياامينه
امينه : اه اسلوبى هو اللى مش عاجبك انما اللى عملته امبارح ده هو اللى المفروض يعجبنى كنت فاكراك اما ابقى فى محنه واحتاجك حتجيلى على طول كنت فاكراك راجل اقدر اعتد عليك وقت مااحتاجك
هو وقد تحولت لهجته : امينه خلى بالك على كلامك
امينه بسخريه : واخلى بالى ليه مش ده الواقع كنت مستنياك تبقى جمبى فى اول محنه امر بيها بس للاسف كنت مع المدام والاولاد هههه وحتجيلى دلوقتى زياره كده زيك زى الغريب .. فرقت ايه انت عن اى حد بقى
هو بعنف : اى حد .. لا بقولك ايه ياامينه فوقى مش عشان تعبانه وفى مستشفى حسمحلك تهلفطى بالكلام .. انا متدخلش عليا الاساليب دى انتى حتبقى مراتى يعنى اسلوبك يتعدل مش ....... اللى مراته تكلمه كده ولا تقوله انت زى اى حد
امينه ببرود : يااااه حبقى مراتك كتر خيرك والله طيب مش لما تطلق مراتك الاول
هو بتردد : وانتى مين قالك انى حطلقها دلوقتى وبعدين جوازنا حيبقى فى السر مؤقتا لحد ماامورنا تتظبط
امينه بدهشه : فى السر بس ده مكنش كلامك ليا
هو : مكانتى متسمحش انى اعلن جوازنا دلوقتى
امينه وقد فقدت اعصابها : ليه حتتجوز واحده من الشارع .. عموما انا اللى ميشرفنيش ارتبط بواحد زيك .. مش عاوزه اسمع زفت صوتك تانى..
اغلقت امينه هاتفها بعنف لاتصدق ماصدر منه !!..
والده امينه وقد استيقظت على صوتها المتعالى : فى ايه ياامينه انتى كويسه
امينه : الحمد لله ياماما معلش صحيتك وعارفه انك منمتيش طول الليل
والده امينه : ايه اللى بتقوليه ده بس يابنتى المهم تبقى كويسه بس كنتى بتزعقى مع مين كنتى بتكلمى عبد الله
بدأت تتجمع الدموع فى مقلتيها عندما تذكرت عبد الله وقالت لوالدتها بحسره : عبد الله .. وهو عبد الله حيرضى يكلمنى بعد اللى حصل
والده امينه محاوله التخفيف عنها : بصى يابنتى انا معرفش ايه اللى حصل بينكوا ولا عاوزة اعرف بس اللى اعرفه ان عبد الله روحه فيكى حتى لو مكنش مبين واكيد هو عاوز يطمن عليكى جربى تكلميه دلوقتى يمكن .. محدش عارف ربنا مدبر ايه
وبالفعل حاولت امينه الاتصال به لكن هل سيجيبها ام ... هو من المؤكد فى عمله الان و..... قطع تفكيرها صوت والدته ..
امينه : الو صباح الخير ازيك ياطنط
والده عبد الله بلهفه : ازيك ياامينه ياحبيبتى دلوقتى
امينه : الحمد لله
والده عبد الله : لولا تعب عبد الله كنت جتلك مسبتكيش
امينه بلهفه : ماله عبد الله حصله ايه
والده عبد الله : ابدا يابنتى رجع امبارح وشه مصفر ومش قادر يصلب طوله وكان حيقع مننا لولا ستر ربنا ومن ساعتها فى اوضته مش راضى يحط لقمه فى بقه ولسه قايلى على تعبك وكنت حلبس واجيلك بس مش قادره اتحرك لوحدى من غيره ..
امينه : لا سلامتك ياطنط حاولى تأكليه كويس وانا الحمد لله بقيت كويسه حطلع النهارده
والده عبد الله : طيب يابنتى بيتك مستنيكى
امينه بحزن : بيتى .. هو عبد الله مقالكيش حاجه
والده عبد الله : ولا نطق بكلمه بس انا عارفه انكوا متخانقين بس ارجع واقولك ملكوش الا بعض
امينه بيأس : ماشى ياطنط اشوفك على خير سلميلى على عبد الله ..
***********
خرجت امينه فى المساء وتوجهت الى بيت والدها حتى تتحسن حالتها قليلا ومن ثم ستذهب لجمع حاجايتها من بيت زوجها .. او طليقها ...
ماان دخلت غرفتها حتى تأملتها بحزن فكل مره كانت ترجع اليها يكون عبد الله معها .. يبيت معاها على فراشها فهو لم يتحمل بعدها عنه او عدم نومها بجواره وفى نفس الوقت لم يشأ رفض رغبتها فى الذهاب الى اهلها والمبيت بغرفتها التى تفتقدها واستعاده ذكرياتها .. فكان يبيبت معها على مضض خوفا من ان يسبب الازعاج لاهل البيت او ان يكون ضيفا ثقيلا .. لم يعلم بأن حبه سيطر على قلوب من بالبيت جميعا وأولهم قلبها !!
بعد فتره من تأملاتها ارتفع رنين هاتفها ..
ظهر رقمه فاجابت على مضض ..
امينه : مش قلتلك متتصلش تانى
هو : امينه متزعليش منى عارف انى زودتها شويه
امينه : لا والله اه وبعدين .. مزعلش من ايه بالظبط
هو : من طريقه كلامى
امينه : اه وايه كمان
هو : امينه عاوزك تقدرى ظروفى انا عندى اولاد ولسه ممهدلتهومش طلاقى من مامتهم او انى حتجوز حد تانى ويبقى عندهم مرات اب فاستحملينى الفتره دى لحد ماتعدى ونعلن جوازنا على طول
امينه باستنكار : على اساس انى حوافق اتجوزك فى السر
هو : مش فى السر اوى هو اهلك حيبقوا عارفين طبعا بس الكلام ده سابق لاوانه انتى لسه عندك ٣ شهور عده
امينه : عارف المشكله فى ايه المشكله انى اختارت غلط
هو : قصدك انك ندمانه على اختيارك ليا
امينه : لا انا ندمانه على اختيارى انى اتطلق من جوزى
هو : اللى انت اصلا مش بتحبيه
امينه : لا اللى كنت فاكره ان الحب بينا اختفى وبظهورك فى حياتى افتكرته مات خلاص بس اكتشفت انه لسه موجود وعايش جوايا ..
اكتشفت انى خسرت راجل بجد وقف جمبى فى محنتى بعد ماجرحت رجولته وكرامته .. راجل انقذنى من الموت واتبرع بدمه ودفع كل اللى حيلته فى ليلتين فى المستشفى ..
كان نفسى يطلع الراجل ده هو انت وانى اما افوق الاقيك جمبى هههه بس انت كنت جمب المدام وتانى يوم كنت بتودى الولاد النادى ولا حاسس بيا ... عارف يعنى ايه حاسس بيا يعنى تبقى جمبى قبل مااطلبك يعنى قلبك يقع فى رجليك اما يحصلى حاجه حتى لو بعيد عنك ..
هو : امينه خليكى واقعيه احنا نعرف بعض من اسبوع ححس بيكى امتى
امينه : واقعيه !! مانا بعت دنيتى واتطلقت عشانك واحنا بردو نعرف بعض من اسبوع !! ليه مقولتليش ساعتها خليكى واقعيه !!
هديت المعبد على راسى وسبت بيتى وجوزى اللى بيحبنى وابنى اللى خسرته عشان واحد اعرفه من اسبوع بردو و....
هو مقاطعا : ثانيه واحده انتى كنتى حامل!!
امينه : للاسف كنت
هو : بس انتى مقلتليش انك حامل وكنتى ناويه نتجوز ومتقوليليش بردو .. ازاى
امينه باستنكار : انا لوكنت اعرف انى حامل مكنتش حفكر اسيب بيتى وجوزى بس معرفتش الا بعد الحادثه اطمن اوى يا ... بيه مكنتش ناويه اخدعك واكتب الطفل بأسمك واقنعك انه ابنك عشان يورث الملايين ولو ده تفكيرك فيا يبقى ملوش لزوم الكلام من اساسه .. وافتكر انى مكنتش اعرف ان عندك اولاد انت كمان ورغم كده مفرقش معايا
هو : مقصدش ياامينه انا اسف بس..
امينه : انا اللى اسفه انى خنت جوزى بمشاعرى ناحيتك .. كنت شايفاك اسطوره فى خيالى ايقونه للرجل المثالى اللى بيحب بجد وافتكرته حبنى نسيت انك مجرد انسان يمكن كنت واخدنى نزوه فى حياتك وفى سبيلها هديت حياتى مع راجل كان بيحبنى بجد.. حب حقيقى زاد مع عشرتنا حبنى اكتر من نفسه اكتر من كرامته بس انا مكنتش شايفه كل الحب ده .. كنت بدور عليه فى الروايات وهو موجود قدامى بس انا اللى عطياله ظهرى .. افتكرت انى حبيتك لما لقيت فيك كل مواصفات فتى احلامى واتصورت علاقتنا علاقه اسطوريه حيملاها الحب وبس .. بس كنت غلطانه .. ارجوك انسى انك قابلتنى وانسى رقمى لانى ناويه ارجع لزوجى وبيتى يمكن ربنا يسامحنى وهو كمان يقدر يسامحنى .. انا اسفه انى شوفتك او عرفتك بس يمكن كده احسن عشان اعرف ان الخيال لو اتطبق على الواقع حيبقى بشع ..
هو : لا ياامينه ار...
لكنها اغلقت هاتفها وقامت بمسح رقمه ووضعه فى قائمه الحظر ومسح صورته من هاتفها وكل مايخصه .. حتى تلك الروايه التى تصاعد منها هو الى ارض الواقع قامت بحذفها هى الاخرى ..

جلست امينه فى غرفتها تنظر الى الحائط غير مدركه ماحدث بحياتها .. فلولا تأثرها بابطال الروايات وكلام اختها امل .. لكانت الان جالسه ببيتها فرحه بخبر حملها ..
ام .. كانت ستظل تعيسه فهى لم تقدر النعمه التى كانت بيدها الا بعد زوالها .. لكن .. لكنها ستعيدها مره اخرى نعم فقد حان اوان الاستفاده بما قرأته فى تلك الروايات ..
نامت امينه ليلتها تلك وقد قررت ماستفعله غدا فى الصباح .. لأسترداد زوجها مره اخرى !

بطل فى يد أمينه Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα