الفصل السابع والخمسين

7.2K 176 8
                                    

الفصل السابع والخمسين
كان خالد وياسمين قد عادا من مرسى مطروح واطمئنت ياسمين على مريم وصحة الطفل بينما طلب منهما عبد الله أن يمكثا فى الفيلا لبضعة أيام فنفذ خالد مطلبه..

فى أحد الأقسام.. كان الضابط يجلس على مكتبه وأمامه شخصان.. قال الضابط مقطباً جبينه " انتى ادتينى دليل على كل اللى شادى عمله.. هيتحول للتحقيق وبكرة الصبح هيروح للنيابة " قالت فتاة ما " اتمنى كدة " بينما قال المجهول وهو يعطيه بعض الأوراق " دى أوراق تدين عادل شكرى رجل الأعمال المشهور انه بيتاجر فى الهيروين " تطلع الضابط فى الأوراق ثم قال " هنحقق فى الموضوع دة " بينما قالت الفتاة " ينفع احضر التحقيق مع زميلى " أومأ الضابط موافقاً بينما قال للعسكرى " هات شادى واللى معاه من الزنزانة " ذهب العسكرى ليلبى أمره فأحضر الحارسان والممرضة وشادى كذلك.. دفعهم الى داخل المكتب ثم أغلق الباب.. فور دخول شادى تسمر مكانه.. لقد تلقى صدمته الثالثة.. كان الجالسان هم سارة والشاب المجهول الذى ضربه.. كان الشاب ينظر له بسخرية وتهكم بينما سارة لم تكلف نفسها عناء النظر له.. قال الضابط للحارسان والممرضة ببرود " هتعترفوا بالذوق ولا اية نظامكم " ردت الممرضة بسرعة " انا هقول لك يا باشا " نظر لها شادى بغضب فتجاهلته قائلة بخوف " شادى بيه جالى المستشفى وقال لى لما حد ييجى يسأل على يوسف دة.. اقول له إنه بيتعالج من المخدرات وادانى الفين جنيه " نظر الضابط لشادى بسخرية ثم وجه حديثه للحارسان " وانتوا " قال أحدهم " شادى بيه جالنا الكباريه وادانا صورة شاب.. لما شوفناه عرفناه وجه فى يوم ودخل المكان ولقينا حد جاى بعديه بيسأل عليه.. قولنا له زى ما شادى بيه قال لنا انه بييجى يسكر هنا كتير مع بنات ليل " قال الضابط بصوت عالى " يا عسكرى " حضر العسكرى على الفور فقال الضابط " خدهم وسيب لى الواد دة " كان شادى يقف بذهول مما يحدث أمامه.. سارة خانته.. ومن هذا الشاب الذى معها وكيف تعرفه.. أفاق من ذهوله على صوت الضابط يقول بحدة " اللى رشيتهم بفلوسك اعترفوا عليك.. مش ناوى تعترف انت كمان.. كدة كدة انت لابس القضية.. فاعترف بالذوق " رد شادى ببرود " انا عايز المحامى بتاعى " ضحك الضابط وقال ساخراً " هنتصل بيه يا روح امك " ثم اردف بتهكم " بس خليك عارف انك متهم فى قضية قتل واغتصاب وارتشاء.. يعنى المحامى النونو بتاعك مش هيقدر يعمل لك حاجة " نظر له شادى بدهشة قائلاً " اغتصاب " ردت سارة تلك المرة قائلة باحتقار " هو انا مقولتلكش.. مش انا رفعت عليك قضية اغتصاب.. اوعى تكون فاكر انك بعد اللى عملته فيا هاجى لك راكعة وانفذ لك اللى انت عايزه.. وانت مكنتش بتخبى عنى حاجة.. فسجلت لك كل كلمة قولتها " كاد يفقد وعيه بعد الذى ألقته على مسامعه.. طلب منهم الضابط الخروج فخرجت سارة بعدما ألقت عليه نظرات محتقرة بينما همس المجهول قرب أذنه ساخراً " قلت لك متلعبش مع الأكبر منك يا شاطر " ذهب برفقة سارة بينما شادى يقف مذهولاً.. قال الضابط ببرود " معلش انا عارف ان الصدمة كبيرة " إنه هالك لا محالة.. كيف سينجو منها.. حاول التظاهر بالقوة قائلاً  "انت مش عارف انت بتكلم مين.. لو خرجتنى من هنا بدل رتبة الظابط دى هخليك رائد " رد الضابط بتهكم " بجد " ثم اردف بصوت عالي " عسكرى.. خد الو** دة من هنا " أخذه العسكرى وأعاده الى الزنزانة مرة أخرى..

بينما فى شركة عادل شكرى.. كان يجلس فى مكتبه يبدو عليه الحيرة والغضب.. لقد أصبحت شركته على الحضيض.. خسر أموالاً طائلة كما خسر عملائه أيضاً.. ما الذى يجب عليه فعله.. تفاجئ بالباب يفتح بقوة ويدلف أحد الظباط قائلاً للعساكر " هاتوه " جذبه العساكر خارج الشركة تحت أنظار الموظفين المذهولة والسعيدة.. فقد كانوا يكرهونه على أية حال..

فى القسم كان يجلس نفس الضابط وأمامه عادل شكرى يتصبب عرقاً ويبدو عليه الخوف.. قال الضابط ببرود وهو يعطيه ملف " الملف دة مش بيفكرك بحاجة " أخذه منه وفتحه فألجمته الصدمة.. يا إلهى إنه ملف لإحدى صفقات الهيروين الذى أتاجر به.. ازداد انصباب عرقه وقد شعر ببرودة تسرى فى جسده بعدما هرب الدم منه.. ليصاب بالذهول حين قال الضابط " معانا تسجيلات ليك وانت بتتفق مع رجالتك ياخدوا الهيروين من الشحنة اللى فى المينا.. عايزك بقى تقول كل حاجة بالذوق لأنك كدة كدة مش خارج منها " أقر عادل شكرى بكل ما فعله كما اعترف على نية قتله ليوسف أيضاً.. عندما انتهى من اعترافاته أخذه العسكرى ليضعه بنفس زنزانة شادى..

فى اليوم التالى.. عُرض شادى والحارسان والممرضة وعادل شكرى على النيابة.. حين دخل القاضى الى المجلس وقف الحاضرون احتراماً ثم جلسوا.. ليقول القاضى بصوت جهورى " بناءاً على الأدلة والأوراق المقدمة والتى تأكدت المحكمة من صلاحيتها.. حكمت المحكمة حضوريا على المتهم شادى الهوارى بالاعدام شنقا وذلك لتهمة التحريض غلى القتل والارشاء والاغتصاب.. وثناء متولى ورضوان محمد وسيد الخولى بالسجن لثلاثة أعوام.. كما حكمت المحكمة حضورياً على المتهم عادل شكرى بالسجن مدى الحياة مع الأعمال الشاقة وذك بتهمة التحريض على القتل وتجارته فى المواد الممنوعة.. رُفعت المحكمة " فور انتهاءه ارتفع الصريخ والعويل من عائلة المتهمين بينما سقطت ثريا والدة شادى مغشيا عليها أما سارة فقد نظرت لشادى بانتصار وسعادة حقيقية فقد انتقمت واخذت حقها منه للتو.. بينما ابتسم المجهول بانتصار ثم خرج من القاعة برفقة سارة..

انتشر خبر سجن رجل الأعمال المشهور عادل شكرى على التلفاز والصحافة بسرعة البرق وكذلك اعدام شادى الهوارى..

بفيلا عبد الله الراوى.. كان عبد الله يجلس على الأريكة فى الصالون يشاهد التلفاز وتجلس فريدة بجانبه تقرأ مجلة ما وعلى بعد خطوات منهما كان خالد يعمل على حاسوبه الشخصى وياسمين بجواره تأكل الأيس كريم.. شاهد عبد الله على التلفاز أحد الصحفيين أمام المحكمة العليا وهو يقول بعملية " لقد تم إلقاء القبض على رجل الأعمال المشهور عادل شكرى بتهمة التحريض على القتل والتجارة فى الهيروين وحُكم عليه بالسجن مع الأعمال الشاقة بينما تم إلقاء القبض على شادى الهوارى ابن المستشار صفوت الهوارى بتهمة الإغتصاب والشروع فى القتل وحُكم عليه بالاعدام " شهقت فريدة بصدمة ثم اتصلت على ثريا لتتأكد منها ولكن هاتفها مغلق.. بينما قال عبد الله بتشفى " أحسن.. عادل شكرى دة طول عمره مؤذى.. أهو خد جزاته " أكّد خالد على كلامه قائلاً " فعلاً.. يوسف الله يرحمه قال لى قبل كدة إنه حاول يإذيه فى شغله " ظهرت ملامح الإمتعاض على عبد الله قائلاً " يمهل ولا يهمل " بينما دعت ياسمين ليوسف فى نفسها بالرحمة.. انتفض الجميع فزعاً من دقات الباب العالية فقال خالد مسرعاً " اطلعى فوق بسرعة " صعدت ياسمين للأعلى بهلع بينما فتح خالد الباب ليجد أمامه أحد الضباط وخلفه العديد من العساكر.. قال الضابط بصوت جهورى " دى فيلا عبد الله الراوى " هز خالد رأسه بخوف ليردف الضابط " مطلوب القبض على فريدة الحسينى بتهمة الشروع في القتل " ثم أمر العساكر قائلاً " هاتوها " فزعت فريدة من منظر تدافع العساكر وقد جذبها بعض منهم الى سيارة الشرطة تحت أنظار خالد وعبد الله المذهولة.. قال خالد بسرعة " انا هروح وراهم واطمنكم.. خدوا بالكم من نفسكم " خرج يبتلع خطواته وقد استقل سيارته وذهب وراء سيارة الشرطة.. بعد قليل فى أحد الأقسام.. كان يجلس خالد أمام الضابط وهو يقول بقلق " انا مش فاهم حاجة.. اية الدليل اللى مع سيادتك عشان تقبض على والدتى " قال الضابط بهدوء " انا عارف ان الموضوع صعب.. بس انا معايا كل الأدلة اللى تدين والدتك بإنها اتفقت مع شادى الهوارى على قتل يوسف الراوى " نظر له خالد بصدمة.. يوسف.. كيف.. شغّل الضابط بعض التسجيلات وفيها صوت فريدة التى تتحدث قائلة " قدامك مهلة 3 أيام يا شادى وتجيب لى خبر وفاة يوسف.. انت فاهم " أوقف التسجيل ثم قال " فى تسجيلات تانية كتير وكلها من تليفون والدتك.. جيبناها من الشركة واتأكدنا من صحتها " شعر خالد بالغضب والصدمة والحزن.. مشاعر مختلطة لا يعرف أيهم صحيح.. قال بصوت متهدج " ممكن أشوفها " أومأ بإيجاب ثم أمر العسكرى بإحضار فريدة.. فور دخولها خرج الضابط ليترك لهما فرصة للتحدث.. قال خالد بعدم استيعاب " انا مش مصدق ان انتى ممكن تعملى كدة.. أمى اللى شايفها مثلى الأعلى تقتل.. ازاى " ثم أكمل بغضب هادر " يوسف أذاكى فى اية عشان تقتليه.. محستيش بالذنب وانتى شايفانا بنموت كل يوم الف مرة عشان يوسف مات.. مزعلتيش على مريم اللى كانت قربت تتجنن بعد ما عرفت الخبر " اردف بصرامة وقلب مذبوح " من انهاردة انتى مش أمى ولا اعرفك.. تستاهلى اللى يجرالك " التمعت الدموع فى عينيه ليخرج بعد انتهاءه من كلماته بينما فريدة قد انهمرت دموعها النادمة.. أما خالد فاستقل السيارة عائداً الى الفيلا.. قص لوالده كل شئ الذى ارتمى على الأريكة قائلاً بصدمة " انا عارف انها بتكرهه.. بس مش لدرجة القتل " بينما أجهشت ياسمين فى البكاء.. زوجة عمها من قتل أخيها.. كيف.. بينما خالد انهار باكياً وهو لا يصدق ما فعلته والدته.. احتضنته ياسمين فتمسّك بها بقوة وكلاً منهما يريد من الآخر تهوين الأمر عليه..

بينما فى احدى الدول الأوروبية.. بالتحديد فى باريس.. كان يجلس أدهم السيوفى مالك أكبر شركات صناعة الأدوية فى أوروبا بمكتبه.. بينما يجلس أمامه أحد الأشخاص.. قال أدهم وهو يمسك أحد الجرائد " شادى الهوارى اتسجن وعادل شكرى هيعدموه " تابع ملامح الشخص الذى أمامه فوجد البرود يكسوها.. قال بجدية " مش ناوى ترجع مصر " رد المجهول بصوت خرج من أعماق قلبه " هانت "...

#نوران_الدهشان
متنسوش الڤوت 💜

" معذبتى " لنوران الدهشانWhere stories live. Discover now