الفصل الثامن والأربعين

7.4K 136 4
                                    


كان ياسين بغرفته يجلس على مكتبه حين وجد من يدق الباب.. فقال بصوت عالى " اتفضل " دلفت ياسمين بخطوات مترددة.. ابتسم لها قائلاً " تعالى " بادلته بابتسامة صغيرة ثم جلست أمامه.. انتظر ياسين أن تتحدث ولكنها لم تنطق بشئ.. كانت هى حائرة.. كيف تبدأ الحديث.. زفرت بعمق ثم قالت بسرعة " ياسين.. انا سمعتك وانت بتتكلم فى الموبايل " تحولت ملامحه الى الغضب والحدة لتردف هى " اللى انت ناوى عليه دة مينفعش يا ياسين.. يوسف أخوك ومريم مراته.. ازاى تحب مرات أخوك.. أنا عارفة ان قلبك مش فى ايدك.. بس حرام عليك تبعدهم عن بعض عشان تتجوزها انت " وجدته ينتفض بغضب قائلاً " ملكيش دعوة يا ياسمين.. ولو عرفت انك قولتى ليوسف حاجة.. هتشوفى منى الوش التانى.. اياكى تنطقى بأى حاجة " نظرت له ياسمين بذهول.. أهذا هو شقيقها.. أهذا هو من كان يدافع عنها حين يضايقها أحد الصبية فى صغرهم.. أهذا من كان يتسلل إليها ليلاً خوفاً من أن يراه يوسف ليحكى لها قصة قبل النوم.. أهذا من كان يريدها أن تدخل نفس كليته حتى يكون بجانبها ويساعدها بالمذاكرة دون الحاجة لأحد.. أصبح هذا الولد الصغير شاب بالغ بعقل شيطانى يفكر كيف يبعد يوسف عن مريم لتصبح له.. بالتأكيد ليس هذا شقيقها.. هبطت دموعها قهراً على ما آل إليه حاله ثم خرجت من الغرفة وهى تجرى.. تابعها ياسين بأنظاره الغاضبة ثم ارتمى على كرسيه ثانية وهو يتذكر نظراتها المذهولة إليه.. يعلم أن ما سيفعله خاطئ تماماً ولكنه.. يريدها.. نعم يريدها.. ولن يتوانى عن فعل أى شئ لتصبح له.. تناسى شقيقته الباكية والتمع الإصرار فى عينيه مجدداً..

بالفيلا المجاورة.. بالتحديد فى غرفة البطلين.. كان يوسف ينظر لمريم بغضب بالغ.. فتسائلت مريم قائلة " اية.. بتبص لى كدة لية " رد يوسف بغيظ " انا مش قايل لك قبل كدة متعمليش حاجة وترتاحى " حكت رأسها وقالت متذكرة " نسيت.. خلاص بقى مش هعمل حاجة تانى بس تعالى كل " وجدته لازال يقف بمكانه ويطالعها بنفس النظرات الغاضبة.. اقتربت منه ووقفت على أصابعها حتى تصل الى وجنته ثم قبّلته برقة قائلة " لسة زعلان " زم شفتيه بغضب مصطنع فقبّلته على وجنته الأخرى ليقول بغيظ " مبتعرفيش تنشِّنى فى النص " قهقهت عالياً لتشهق فجأة عندما رفعها.. طوقت عنقه بذراعيها وهى تبتسم.. قبّلها قبلة ساحرة من شفتيها الكرزيتين.. غاب الاثنان فى عالمهما الخاص لتنتفض مريم فجأة قائلة " الباب " كان الباب يدق دقات عالية.. ليزفر يوسف بغضب ويقوم ليفتح.. وجد خالد أمامه يبتسم بخبث قائلاً " بتعمل اية يا شقى " رمقه يوسف بنظرات مشتعلة ليعتدل خالد فى وقفته قائلاً " احم.. العشا جاهز " أومأ يوسف بإيجاب ثم أغلق الباب فى وجهه.. نظر خالد للباب مذهولا وضرب كفيه ببعضهما ضاحكاً وهو يقول " مجنون " أما بداخل الغرفة كانت مريم قد ارتدت عباءة منزلية وأطلقت العنان لخصلاتها الحريرية.. نظرت ليوسف فوجدته يجلس مربعاً يديه ويبدو على ملامحه الحنق والغيظ " كتمت ضحكاتها بصعوبة وقالت بهدوء مزيف " يلا " رمقها بنظرة حادة ثم خرج فضحكت بخفوت ثم حملت صينية الطعام التى لم تمس وذهبت وراءه.. هبطا سوياً الى الأسفل واتجها الى غرفة الطعام.. جلس كل منهما على كرسيه بينما عبد الله يراقب سكنات يوسف قبل حركاته.. أما فريدة فكانت توجه له النظرات المغتاظة وقد رأت جرح جبهته المضمد.. تساءل خالد قائلاً " اية الجرح دة يا يوسف " رد بهدوء " ولا حاجة.. خبطة بسيطة " بينما قالت مريم بسعادة " جايبة لكم خبر بمليون جنيه " توجهت أنظار الجميع لها بانتباه لتردف مبتسمة " انا حامل " تهللت أسارير عبد الله ليقول بفرحة " الف الف مبروك يا حبيبتى " ليردف خالد بسعادة أخوية " الف مبروك يا روما " ردت مبتسمة " الله يبارك فيكم " رمق عبد الله فريدة بغضب لتقول الأخيرة ببرود " مبروك " ردت مريم بحزن " شكراً يا ماما " أمسك يوسف يدها بكفه ونظر لها مبتسماً وكأنه يقول لها أنا معك.. فهمت رسالته لتبتسم له متناسية حزنها من والدتها.. يكفيها وجود يوسف بجانبها لتبقى سعيدة.. تناول الجميع طعامهم وكان عبد الله ينظر لفريدة بتحذير لتتحدث فقالت الأخيرة ليوسف بحنق " انا موافقة على جواز خالد وياسمين " قام خالد فجأة ليقبّل رأسها بسعادة حقيقية قائلاً " ربنا يخليكي ليا " بارك له يوسف ومريم ثم قال يوسف بهدوء " تمام.. مستنيك بكرة ان شاء الله بعد صلاة العشا " ابتسم خالد بسعادة ثم أومأ بإيجاب.. انتهى الجميع من تناول الطعام ليذهب كل منهما الى غرفته.. كانت الساعة تدق الحادية عشرة..

" معذبتى " لنوران الدهشانWhere stories live. Discover now