الجندي المتبيض '' THE BlANCHED SOLDIER ''

Chapter nine

الحل الإجرامي لا يحتمل التحري، إذ لم يتم التبليغ عن جريمة غير محلولة في تلك المنطقة ، كنت متأكداً من ذلك ، ولو كانت هناك جريمة لم تُكتشف بعد فمن الواضح أنه من مصلحة العائلة أن تتخلص من الجانح وترسله إلى خارج البلاد بدلا من إبقائه مختبأً في البيتو، ولم أتمكن من رؤية أي تفسير لاتجاه سلوك كهذا . كان الجنون مقبولاً أكثر ، فوجود الشخص الثاني في المنزل الخارجي أوحى بأنه
حارس ، وحقيقة أنه أقفل الباب عندما خرج عززت الافتراض وأعطت فكرة الاحتجاز، من
ناحية أخرى لم يكن هذا الاحتجاز مشدداً وإلا لما تمكن الشاب من الإفلات والمجيء لالقاء
نظرة على صديقه. ستتذكر يا سيد جيمس أنني كنت أتلمس النقاط سائلاً إياك على سبيل المثال عن الجريدة التي كان يقرؤها السيد كينت، فلو كانت المبضع أو المجلة الطبية البريطانية لكانت قد ساعدتني، إلا أنه ليس من غير القانوني أن تحتجز معتوهاً في مبنى خاص طالما أنه يوجد شخص مؤهل في رفقته وعندها كان سيتم إخطار السلطات المحلية حسب الأصول. لماذا إذاً كل هذه الرغبة المستميتة حيال السرية؟ مرة ثانية لم أستطع
الحصول على النظرية التي تناسب الحقائق.
بقي هناك الاحتمال الثالث والذي بدا أن كل شيء ينسجم مع بعضه فيه رغم كونه نادراً وغير مرجح ، فالجذام ليس أمراً غير شائع في جنوب إفريقيا، وربما قد التقط هذا الشاب العدوى به عن طريق صدفة استثنائية ما، وقد يوضع أناسه في موقف مخيف جداً بما أنهم يرغبون بإنقاذه من العزل ، فسيحتاج الأمر تكتماً كبيراً لمنع انتشار الشائعات ولمنع التدخل
اللاحق من السلطات، ومن السهل إيجاد رجل طبي مكرس - إذا ما دفع له ما يكفي - ليتحمل مسؤولية المصاب، ولن يكون هناك أي سبب لعدم السماح بالحرية لهذا الأخير بعد حلول الظلام ، وتبيُض الجلد نتيجة شائعة للمرض. كانت القضية مُحكمة محكمة جداً لدرجة أنني قررت أن أتصرف كما لو أنها مثبتة فعلياً ، ولدى وصولنا إلى هنا لاحظت أن رالف - الذي ينقل وجبات الطعام - كان يرتدي قفازات مشربةً بمواد مطهرة فتلاشت شكوكي الأخيرة ، وقد
أظهرت لك يا سيدي كلمة واحدة أن سرك قد انكشف وإن كنت قد كتبتها بدلاً من قولها فحتى أثبت لك بأنه كان ينبغي الوثوق بتكتمي .
كنت أنهي هذا التحليل البسيط للقضية عندما فُتحت الباب ودخلت الهيئة الصارمة لطبيب
الجلدية العظيم، لكن ملامحه التي تشبه أبا الهول  استرخت دفعة واحدة و كانت هناك نظرة
إنسانية حميمية في عينيه، سريعاً خطا نحو الكولونيل إمسوورث و صافحه بيده
- غالباً ما يكون من نصيبي أن أجلب أخباراً سيئة وقلما تكون جيدة  " قال " وهذه المناسبة هي
الأكثر ترحيباً بها ، إنه ليس جذاماً
- ماذا ؟ !!
- إنها حالة بارزة جداً لجذام زائف أو تحرشف للجلد ، وهو أثر يشبه الحراشف على الجلد قبيح ومزمن لكن من المحتمل أنه قابل للشفاء و هو غير معد بالتأكيد ، نعم يا سيد هولمز إن المصادفة استثنائية ، لكن هل هي مصادفة أليست هنالك قوى خفية تعمل ولا نعلم عنها إلا القليل هل نحن متأكدون من أن القلق الذي يعاني منه هذا الشاب بشكل مريع دون شك منذ تعرضه للعدوى لم ينتج ربما أثراً جسدياً يحاكي ذلك الذي  يخشاه على  أية حال انا أتعهد بسمعتي المهنية...
لكن لقد أغمي على السيدة وأعتقد أنه من الأفضل أن يبقى السيد كينت معها ريثما
تستفيق من هذه الصدمة السعيدة .....

........THE END ..........