الفصل الرابع والعشرون

2.1K 61 31
                                    



[... الفصـل الرابع والعشــرون ...]

مرآهـــق .. إقتــربت منـه واحتضنتــه , وانخمــد بشكل مفاجئ ذالك الحريــق
تمســك بها جيــدآ , أغمض عينــيـه بشـده
سمع ضحكــآت والده من مكـآن بعيــد
همســت بصوتها الدافئ : لا تفتح عيونك يآحسـآم
لكن لم يستطــع اشتــآق لها , اشتـآق لوآلده وفتـــح عينـــآه
ودفعتـــه بعنف للخــلف , سقط بالارض وصرخت بشكــل مفجـــع , لم يحتــرق المنزل بل احتــرقت هيــآ
وبدأ والده بالنحيـــب كآنو يقتربـــو منــه وهوا يزحــف للخـــلف
والده مغطى بالدماء وهيا يشتعل جســدها
صرخـــآتهم ازدادت
توقف عن الزحف ورفع اياديــه على اذنـــه , واغمض عينيـــه بشده
لم يشـــعر بشيئ
وقــف مجددآ ومازال مغمض العيــن ويده لم يبعدهــآ عن أذنــه
احس باأنفــآس حاره على رقبتــه , أبعــده يده عن اذنــه وهمست مجددآ : لاتفتــح عيونك ياحســـآم _ وصرخت بصوت حااد وعالي جدآ _ لاتتتتفتح عيونك ياحســآم
.
رفــع جسمــه العلوي من على السرير وانفــآسه تتســآرع وعيونه جاحظــه , يطــآلع حوليــه بكل خــوف , رمى اللحـآف على الأرض
وقــف بطريقــه سريــعه , خرج من غرفتــه وهوآ بيحاول الهروب لفيــن مو عـآرف بس ضــآق فيه المكــآن
شكل ابــوه وامـــه كل بعــد فتــره بيزيــد تشووه في كوآبيــسـه
وقــف فيي الصــآله وجسمـه ينتفــض , ماقدر يجلس ثانيــه في الشقــه ..
لبس الكروكس في رجــله
وخررج من الشقــه نزل للشــآرع , مشي بعشوائيــه
الساعه 5 الفجــر ...
يحــآول يهدى برغم دموعه بعينــه
يحاول يخرج من حالـة الخوف لكن دقات قلبـه وانفـآسه مازالت سريـعه
ومــرت 3 سـآعات ...رجع لشقتـــه , رجــع للمكـآن الكئيـب مرآ ثانيـه


,'

صحيـت من نومــها , مازالت مسدوحـــه , تبتســم وتزيـد ابتسامتـها كل ماتتذكر كلام صبـآ ..
الحٌـــب يخلي الحيــآه بعيــنك لها طعــم وللون كل شي حوليكي يسير له رونــق مختــلف
جلست على طــرف السرير , استشعرت حتى بنعــومة السرير
تحس فيه موسيــقى كلاسيكيه راااايقه وســط راســها
عشان كدا مبتسـمه وعشـآن كدآ بتتجهز للجـآمعه وهيا برضو مبتسمـــه
خرجت فطرت مع أمــها , دخلت لغرفتها سحبت شنطتــها ونزلت
وحتمر أكيـــد عليه , فتحت باب الكآفي مقــفل , لكن الأنوار مفتــوحـه شايفه الاضائه من بين الستايــر , دقت على الباب كدا مرا
الستاره ابتعدت لمحها , فتح الباب ومشـــي
دخلــت وصوتـه الحـآد قال : اقفلي الباب
الوقــت لسى بـــدري , قفلت الباب بالمفتـآح
كآن يمشي بااتجـآه مكـآين القهوه وهيا مشيت باارتباك وراه
بدأت تخــمن انو زعلان بعد اللي سـآر أمس بينــهم ...
لكن من يوم ماشافت وجهه , عيونــه الحمــرا , وجهه المرهق من السهــر والتفكير ..
وقفت وبينــهم الفــآصل قالت بصوت خـآفت: إيش بــك
مــآعــلق ,ولا طــآلع فيــها , يشيــل الكـآسات يحطها في الرف المخصص , علب الحليب
يعدل اشياء مالها دآآعي
عـآدت سؤالها : قصي إيش بك
ماكان فيه جوآب , زاد عنفــه للأشياء وحدة ملامحــه
وجهه في دي المرحلــه يـبــعد عنـه اي شــخص
ملامحــه حـآده وشــرســه
ملامحــه تدل على خطــر التعـآمل معــآه
على خوفــها منـه لكن فتحت الباب الخشبي الصغير ودخلت لعنــده
اتوجــه لمكينـة القهوه شغــلها وفضل واقف قدآمهـآ وهيا جـآت لحده
ماكان يبــآها تقــرب
نـدم إنو فتحــلها اساسا البــآب
وقبــل لاتتكلم اندفع جسمـها للخـــلف لما مــر من جمبــهاا واندفت بذراااعه
ماوقــف, دخل للغرفـــه وهيا واقفـه مكـآنها مفجوعــه
تحذير لهــآ
تحذيــر لها انها تخــرج
ماستوعــبت ردة فعلــه !
واقفــه مكـآنها مصدومــه لمدة دقيقــه , رفعت اكتـآفها بخوف لما دق جوالها فجأه خرجتو من جيبـها وشدت حوآجبها بااستغراب " قصي "
ردت ورفعت بشويش الجوال على اذنها كآت جدآ مرعوبـه إلا وصلــه صوتــها : أخــرجي ,أخرجي من الكآفي
دقــآت قلبها اتسـآرعت بشكل مو طبيعي ماقدرت تنطق بولا كلمـه
هيا قفلــت
هيا نزلت الجوال وقفلت بدون مآتعلــق
كل شي بدأ يتحطم بعيـــنها
مشيت 4 خطوآت
باب الغرفــه يميــنها , الباب الخشبي الصغير يســآرها
ليش يدفعها بدي الطريقــه اتألمت ..!
مافي شي منطقي براسـها غير إنو وجودهــآ مايبـآه !ليش , ايش ســآر ماتعرف !
انقهــــرت
اتوجهت للباب وفتحتــه بقهــر , كآن واقف عند الدواليبـ الحديد .... قفــل الدولاب
شايــفـتــه من الخــلف , مرر اصابــعه على الارقـآم الموجوده على الدولاب الحديــد بطريقـه مزعجه , يرفع صباعه الابهـآم وتتغير الارقـــآم مره ومرتيــن
ومنال اتكلمت بصوت مهزوز وعصبيه : لو أنا زعلتك في شي اتكلم معايا ماتعاملني بدا الإسلوب
مـآزال يغــير في الارقـآم وهيا اتنرفزت زيـآده : إنتا ماتقدر تكون طبيعي زي البشـر يوم كويس ويوم تعاملني على حسب مزآجك
الضٌعــف بيــزيد فيه كل ماتزيـد نبرة صوتها
مو قــآدر يطـآلع فيــها , اختفــى صوتـها , سمع صوت الباب انفتح وانقفــل
مآكآن يباهــآ تمشي على إنو حـآول يبــعدها لكن كآن يبـآاها
من بعــد الكآبوس اللي شافــه كآن محتـآجها
رفع جوآلــه 14 مره كآن حيتصل عليـها خلال دا الوقت كلــو لكن حآرب احتيــآجه
بس جــآت حاليا بنفســها وقلبت موآزيــن صبره
قدر يبــعد عنها لكن ماقدر يكون طبيعي بوجودهــآ
مآزآل يحرك اصابــعه على الأرقــآم ومو شااايف ولا رقــم من كثر دمــوعه
بعــد يدو , كآن حيخـرج إلا شافـها واقفـه عند الباب ..
,
فتحت الباب , حقــدت من صمـته بس قبـل لاتخــرج
استوعـــبت انو قصي مايسكت
قصي لو عصــب يتكلم كلام يجــرح , قصي لما يعصــب ماحيديها ظهره بالعكس نظرآآتــه دايما تعبـر عنـه
رجعت للغرفـه والباب اترد
طالعت فيــه , انتظرت لحـد ماتشــوف وجهه
وشـــآفتــه
دمــوع محجره ماتنزل على أي شــي ...رفع يده بردة فعل سريـعه ومررها على عيونـه
مشي ومآزال يبـىى يبـعد عنهـآ لكن وقـفت قدآمه وقالت بهدوء : فين حتروح
عينه على الباب اللي وراها , ضيق على عينـه : بعدين نتكلم
: ماحروح
نزلت عدسـة عينه عليـها , أكتفى بالنظر ومر بمرآآآآحل كتير من الضعف وهوا بس يطـآلع بعيونها
ارتبكــت من نظراتـه : تعال اجلس
حرك راسـه بنفي
ضمت يدها تحت صدرها : ماحتحرك ولا حروح مكـآن
: منـآل والله لو
قاطعتـه : لاتهددني ماحتحرك
زفر بتوتـــر , مشي في الغرفــه وبعدها جلس على الكرسي ويحرك رجولـه الإثنين بطريقـه سريـعه ..
ثواني وجلست جمبـه ووقـف حركـة رجلـه
بينهم مسـآفه بسيـطه
: لو ماتبى تتكلم لاتتكلم خلاص بس حجلس هنـآ
ماعــلق
جلســت 20 دقــيقــه وهو سـآكت
اتحمــل لأخر لحظــه , أتوقعها حتنسحب لكن مـآزالت جالسـه
أنخنـــق
انخــنق
بعد صمـــت طوووويل , بعد ماوصلت لمرحلـة إنو مستحيل يتكلــم قال : أمي و ابويـآ مو مرتـآحين في قبرهم
اتكلم بهدوء وصوت مهزوز وعينه بعيده كل البعـد عنها : أحيآنآ اقول من كثر تفكيري , واحيانا احس كل ماأقرب من شي لهم احلم فيهم يبـو يبعدوني لكن لو يبو يبعدوني خوف عليـآ مو مشكله , بس لما تحسي انو همـآ مازالو يتألمو , مازالو عايشين برغم انهم ميتيــن , شي باقي لهم هنـآ بيوجعهم ومو عـآرف كيف اوقفــه _ اشر على صدره بيد تتنافض _ وربي أحس باألم كل وآحد فيهم أصحى اخر الليل ماقدر انـآم , أفكر كيف اقدر اريحـهم ! بس مالقى حـل , أوصل لمرحله مابى أنـآم ثاني عشان لاأشوفهم بنفس المنظر , اضطر اخرج من البيت امشي لمسافات طويله , استنى الشمس تطلـع واحس بوجود النآس حوليا حتى لو مايعرفوني لكن انا اطمن _ رفع يده مررها على عينه قبل لاتخونـه دموعه _
بصوت تحاول تتمـآلك نفسـها : ليش ماكلمتني ؟
: أكلمك 5 الفجر ايش اقولك ! تعالي ؟ حتقدري تجي !
: حقدر اتكلم معاك بالجوال
: كنت محتـآج اكثر
منـآل : إنتا ايش بتسوي عشان تحس انهم بيحاولو يبعـدوك
لأول مرا تسئــل
لكـن ماعلــق
منآل : طيب يمكن دا سببهم يمكن يتمنوك تعيش حيـآتك
حسـآم : لو فعلآ دا السبب حرتـآح
منـآل : أبعـد وحتعرف
حسام حرك راسـه بنفي , منـآل بخوف من تصرفاتـه : اللي بتسويـه غلط , انا مو عارفه تفاصيل حياتك لكن متأكده
حسام قاطعها وقال بحده : شوفي مافي حاجه بدي الدنيـآ تخليني اتراجع عن اللي بسويـــه, قلتلك لو اعرف انو دا الشي الللي مخليني احلم باأهلي بدا المنظر برضو ماحبطل , لووو اعرف انو دا الطريق نهايتي برضو حكمل فيـــه
دقـآت قلبها اتســآرعت , نظراته , الحقــد اللي بعيــنه
هل حبت الإنسـآن الغلــط .؟
منـآل بتوتـر سئلت ثاني : إنتا ايش بتسوي ؟
شاف الخــوف بعينـها , هوا مو قـآدر يبــعد عنها , لكن يمكن هيــآ تبــعد : تبيني اقولك انا مع ميــن اتعـآمل ؟
ماعلقــت بس مارخت عينها من عينــه
الخوف يزيــد ويــزيد , صدرها يرتفع وينخفض تستنى جوآبـــه
قال بصوت هـآدي وهوا يراقب كل ملامحــها : عآرفه ليش اتأخرت عليكي ؟ _ رفع حواجبـه وصوته ارتخى اكثر _تتوقعي ايش كٌنت اسوي ؟
قشعرلها جسمــها مع إنو مانطق ولابـحرف , مازالت عيونها معلقــه فيــه
اتأمل لحظـآت رٌعبــها , تباه يتكلم وبنفس الوقت لأ
قصي : إنتي عارفه انو فيه شي غلط بحيـآتي لكن ولا مره حاولتي تبــعدي , ليش مو خـآيفه مني!؟
منـآل بصوت مهزوز : خايفه منـك دحين
قصي : بس لسى واقفه قدآمي
منآل : لأني احاول اثق فيك دايما
قصي : يعني عايشه في صراع بين انك تمشي من قدآمي وبين إنك تثقي فيا ؟!
منـآل : أحيآنآ مابى افكر انتا ايش ممكن تشوف بحياتك عشان عارفـه اني ماحعيش في صراع بعد كدآ , عارفه اني حخـآف منك لدرجة حتى الكآفي ماحدخلــه
قصي : ممكن الحقيقـه تخليكي تختـآري الطريق الصح ؟
منـآل : مو ممكن أكيـد , علاقتي في بابا لو كنت منطقيـه فيها كآن انفصل عن ماما من زمـآن كآن ممكن أدمـن زيـآده كآن ممكن مـآت بجرعه زايده من سنين لكن _ ضمت اياديها لبعض وهيا تحركها بتوتر ومابتطـآلع فيه _ لكن ربنـآ يزرع جوتنـآ الحٌب والصبر عشان يعمينـآ احيانا عن اغلاط غيرنـآ ممكن حبآ فيهم ممكن حٌبـآ لنا إحنا _ بصعوبـه طآلعت فيه ,ونطقت كلمـآتها _ مو إنتا قلتلي اعتبريني اخوكي ؟دا أنا اسلوبي لما اعتبر احد من عيلتي
قصي: تخليه يغرق زيـآده ؟
منـآل حركت راسها بنفي : لو جآتني القوه اللي اقدر اوقف فيها قدآمك حوقـف بس حاليا اعرف انك حتعدي من جمبي
ابتسم برغم ارهـآق ملامحـه , حب كلامــها وثقتــها : وتتوقعي قوتـك حتخليني اوقف في يوم ؟
منـآل ابتسمت بااحراج : لايغرك صٌغر حجمي
ضحك , سكت للحظـآت وبعدها قـآل : انا من ضمن عيلتك ؟
رجعت شعرها ورا اذنها ووجها طاغي عليـه الإحمرار : انتا اللي اقترحت وانا وافقـــت
: كنت غبي لما اقترحت
نــظره منـه بوسـط نقاشهم الهـآدي وهيا لعبت بساعتها بتوتــر وشتت عينها عن عيــنه , قالت باارتباك وباستغباء : انتا ماعندك أخت وانا ماعندي أخ عادي يعني
ابتسم ومـآزال يراقب ارتباكهـآ : ترى كل شي ماعندي يعني مو شرط تختـآري دا الخيـآر
طالعت فيه مفجوعـــه وهوا ضحـــك , رفع اكتـآفه واياديه ببرائه وضحكتـه تزيـد : مـآليا صلاح شوفي مخك ايش كان يبا واختــآر
وقفت بصدمـه زياده من تعليقــه
انحرجت , قالت ووجهها طاغي عليه الاحمرار : انتا ماتستحــي
ضحكتــه زادت وهيا مشيت , وقف بســرعه ومسك ذراعها وسحبها : ههههههه خلاص بمزح
سحبت ذراعها بسرعه منـه وضمت يدها تحت صدرها : مستفز
رجع يضحــك وكآنت حتمشي الا قال بردة فعل سريــعه : خلاص وربي خلاص
وقفت بس مازال الإحراج واضح في ملامحـها , وهوا مـآزال مبتسم بحقـآره برغم إنوماعلــق
مرر يده على عيونـه واتنــهد وكأنه اخيرا احد غيرلــه موده ...
اشرت على الخلف : لازم اروح الجآمعه
: طيب
ابتسمت باارتباك , دارت جسمـها , دفت الباب وقبل لاتخرج قال : منـآل
دارت بس راســها اتجاهه ومـآزالت ماسكه الباب : لو سار شي كلميني اجيكي
حركت راسها باايجـآب بدون أي كلمـه
بس بعدت عنـــه , زادت ابتســآمتــها
خرجت من الكآفي وكأنها مخدره بكلمـآته ونظراتــه
واختفت ابتسـآمتها بتدريـج لما اتذكرت جملـتـه
" ترى كل شي مآعنــدي "
قالها باسلوب مزح لكن حاليا حست بمعنـآهآ
ومشيـت طول الطريـق وكٌل كلامـه يتعـآد براســها

سلع ارواح محرمهWhere stories live. Discover now