الحلقة الثامنة والثلاثون

Start from the beginning
                                    


**************************
مرت عدة ايام على ذلك الحال حتى شعر ادهم بامتلاك سلمى لقلبه كاملا بل انها تبادله نفس مشاعره فاصر عليها تحديد موعد للزفاف ولكنه فوجئ ...
ادهم :
_يا سلمى انا حاسس انك مخبية حاجة ..ارجوكي قولي ومتخبيش عليا حاجة وانا اوعدك اني هتفهمك
سلمى متجنبه النظر له :
_يا ادهم صدقني مفيش حاجة كل الحكاية ان معايا قضيتين مهمين وعاوزة اخلصهم قبل الفرح
ادهم :
_طب ما احنا متفقين انك هتشتغلي بعد الجواز يبقى ايه اللي يمنع انك تخلصيهم بعد الفرح
سلمى :
_مينفعش صدقني
ادهم زافرا بضيق :
_طيب هما هيخلصوا امتى
سلمى :
_والله لسة مقدرش احدد دوول قضيتين كبار قوي وصعب احدد هيحتاجوا وقت اد ايه
ادهم بضيق :
_خلاص يا سلمى براحتك ..انا ماشي بعد اذنكم
سلمى :
_ادهم انت زعلان ..والله انا مقصدش ازعلك لكن غصب عني
ادهم :
_لا مش زعلان عادي عن اذنكم
خرج ادهم من الفيلا وعقله يكاد ينفجر من كثرة التفكير فأسبابها واهية وغير مقنعة بالمرة فما هو السبب الذي تخفيه عنه ..لا يعلم ...
اما عبد العزيز الذي كان يتابع الحوار الدائر امامه بصمت هتف بعد خروج ادهم :
_ليه ما حكيتلوش الحقيقة
سلمى :
_مقدرش يا بابا هقوله ايه ؟
عبد العزيز :
_يعني ايه هتقوليلوا ايه قولي الحقيقة
سلمى :
_انت عاوزني اقوله ان جوازي منه هيخرجني من حلم حياتي ...ان جوازي منه هيكون خروجي رسمي من الجمعية اللي كانت فكرتي وقامت على اكتافي
عبد العزيز :
_طب والحل ما هو في الاخر هيعرف
سلمى :
_لا مش هيعرف مش عاوزة احسسه بالذنب ..انا فعلا هخلص القضيتين اللي معايا وبعدين هرجع تاني لمكتبي وهتنازل عن الجمعية
عبد العزيز :
_طب ما تعملي كدة دلوقتي
سلمى :
_القضيتين دوول مهمين جدا يابابا واحدة منهم اتعرضت لنفس اللي انا دوقتوا والثانية جوزها رجل اعمال كبير ومحدش ان شاء الله هيقدر على الاتنين غيري ...انا عايزاك بس يابابا تتكلم معاه وتفهمه اني مش بندم على ارتباطي بيه زي ما هو فاهم وان شاء الله كلها مدة بيطة وهتمم كل حاجة
عبد العزيز :
_في الحالة دي هيكون كلامك انت معاه افضل مني ياسلمى ...روحيلو يابنتي واتكلمي معاه ادهم قلبه طيب وهيفهمك
سلمى :
_حاضر يا بابا بكرة ان شاء الله الصبح هروحلو المستشفى واعزمه بالمرة على الغدا ايه رايك
عبد العزيز :
_تمام قوي كدة ربنا يهدي سرك معاه يابنتي ويسعدكم
**************************
في صباح اليوم التالي في المستشفى كان ادهم جالسا وراء مكتبه شارد التفكير في اسبابها للتأجيل وما يمكن ان تكون تخفيه عنه ولكنه انتبه على طرقات على باب المكتب فهتف :
_ادخلي يا سناء
سلمى بعدما دخلت :
_ولو مش سناء متدخلش
فقام ادهم من مكانه ليسلم عليها ورحب بها ببرود ودعاها للجلوس وهو يتحدث معها برسمية شديدة جديدة عليه فهتفت :
_ادهم ممكن اتكلم معاك ضروري
ادهم ببرود :
_مش هينفع ...انا عندي مرور على الحالات اللي عندي دلوقتي
سلمى :
_انت بتتهرب مني صح ؟
ادهم :
_ليه يعني ؟
سلمى :
_لانك زعلان مني وعشان كدة مش عاوز تواجهني
فقام ادهم من مكانه واتجه لنافذة مكتبه وهو يدس يديه في جيوبه هاتفا ببرود :
_لا خالص ..عادي يعني محصلش حاجة مهمة لده كله
سلمى بقهر :
_هو اتفاقنا على ميعاد فرحنا مش مهم عندك
فضحك ادهم ساخرا هاتفا وهو ينظر لها :
_اه طبعا اصل انا عندي شغل مهم ومقدرش اسيبه عشان حاجة تافهة زي الفرح
فلمعت عيناها بالدموع والتي للعجب اصبحت تظهر سريعا من مجرد كلمة من ادهم والذي واضح انه امتلك فيها الكثير حتى دموعها عند هذا لم يتحمل ادهم فالتفت سريعا ينظر للنافذة حتى لا يضعف امام تلك اللآلئ الي تأسر قلبه فهمست سلمى بصوت مختنق بدمزعها :
_ادهم ...انا ...انا ..بحبك
فتوقف قلبه وتتسع عيناه ليلتفت لها بذهولفهذه اول مرة تعترف بحبها له مقابل اعترافه لها الذي طالما قاله لها ولا يجد منها في المقابل سوى الصمت القاتل وها هي الان تصرح بحبها ولكنه تنبه على صوتها المتلعثم :
_انا ...اسفة ...بس
لحظات قليلة كانت سلمى محاصرة بين ذراعيه هاتفا بها :
_بحبك يا سلمى ...بحبك يا اغلى انسان في حياتي
سلمى بدموع :
_وانا كمان
ادهم وهو يقربها اكثر وان اتيحت له الفرصة لسجنها داخل ضلوعه لتسكن قلبه هاتفا :
_انت ايه ؟
سلمى بخجل وهي تخفض راسها لاسفل :
_انا ..ب ح ب ك
فحضنها ادهم بقوة دافنا راسها في صدره وهو يهتف :
_ياااه يا سلمى أد إيه كنت مشتاق اسمع الكلمة دي منك ...تعرفي اني حاسس اني زي البيبي المولود اللي اول مرة يدخل الدنيا بس البيبي بيجي بصرخة انا بقى جاي بفرحة
سلمى وهي تزيل دموعها بظهر كفها كالاطفال :
_ربنا يباركلي فيك يا ادهم
ادهم وهو يزيل باقي دموعها :
_ويباركلي فيكي يا قلب ادهم
سلمى :
_يعني خلاص مش زعلان وهتصبر عليا شوية
ادهم :
_مش زعلان ممكن لكن اصبر موعدكيش اني هصبر كتير ...انا نفسي بقى استقر ياسلمى واعيش حياتي معاكي انت وهدى واطفالنا الجايين ان شاء الله
سلمى :
_ان شاء الله ربنا هيحقق لنا كل احلامنا الجاية
ادهم غامزا :
_طب مفيش تصبيرة كدة على الماشي
سلمى وهي تدفعه من كتفه :
_عيب يا دكتور
ادهم :
_طب الدكتور محتاج المسكن ياقلب الدكتور
سلمى :
_ادهم بلاش جنان حد يدخل علينا
ادهم برجاء :
_تصبيرة صغيرة يا سلمى متبقيش بخيلة
فارتفع سلمى على اطراف اصابعها وقبلته قبلة صغيرة في وجنته ثم اسرعت تجاه الباب وهو تضحك على معالم وجهه المغتاظة فهتف بها :
_سلمى انت كدة بتضحكي عليا
سلمى :
_خلاص بقى هستناك النهاردة على الغدا متتأخرش
ادهم مدعيا الحزن :
_مش هاجي
ثم اردف بمكر وهو يسرع نحوها :
_الا لما اخد حقي
فهرولت للباب وهي تهتف :
_لالالا ...
ولكنه استطاع ان يلحق بها قبل ان تفتح الباب واندفع ليلتهم شفتيها في قبلة اثارت فيه مشاعر قوية كلما استزاد منها لتهدأ مشاعره زادته اشتعالا وتركته يتخبط في نيران اشتعلت بقلبه وكذلك هي ولكنهما ابتعدا سريعا نظرا لطرق سناء الباب فأذن لها ادهم بالدخول فاخبرته انهم يحتاجون اليه لحالة طارئة فهتفت سلمى :
_انا همشي انا وهستناك على الغدا ..اوعى تتأخر ..سلام
ادهم :
_ان شاء الله مش هتأخر مع السلامة
وعاد ادهم لعمله بهمة ونشاط بينما ذهبت سلمى من فورها لمكتبها لتدرس القضيتين لتحاول الانتهاء منهما سريعا لتنعم بحياتها مع من امتلكها ولا يعلمان كلاهما ان حياتهما معا على وشك الاصطدام بأول نوائب الدهر

لن احدد اسئلة تلك المرة ولكن يكفي ان اقول انتظروني في الحلقة القادمة مع جرح جديد لقلب الرفاعي

قلب الرفاعيWhere stories live. Discover now