رفع يده حتى يصفعها ولكن دوى بعقله صوتها وهي تُخبره بحفنة كلمات بريئة

"تفتكر أقدر بجد ابعد عنك.. أنا خلاص مبقتش أحب حد قدك.. حتى بقيت بحبك أكتر من شاهي.. وبخاف وبزعل لما بتسبني لوحدي" ، "ايوة بحبك اوي.. بس بخاف منك" ، "أنت ليه ضربتني كتير وبعدين بقيت بتحبني وبتعملي حاجات حلوة؟"..

"فلوسك هتوصلك بكرة الصبح" همس وهو يترك تلك العا* هرة التي كانت أمامه ليومأ لها أن تغادره وعقد قبضتاه في غضب لا يدري من نفسه أم من تلك البريئة التي تسللت لعقله وقلبه حتى تستطيع بمنتهى الطفولية أن تواجه ذلك الغضب الجم بداخله بل وتمنعه وتوقفه أيضاً!

توجه لغرفته بمنتهى الغضب وذلك الاحتياج الذي لا يزال يحثه على فعل العديد من الأشياء ولكنه لأول مرة لا يستطيع إخراجه، لقد أعجزته تماماً على المضي قدماً في الشيء الوحيد الذي يجعله يُفرغ غضبه هذا قليلاً..

لمح نفسه بالمرآة ليرى شعره مبعثراً ومظهره لا يبدو مُرتباً وقميصه غير مهندم.. لم يعتاد أبداً على ذلك.. ابتسم بتهكم وهو يتخيل لو أن والده شاهده الآن، ربما ستكون عقوبته له الحبس الإنفرادي لعشرة أيام بالقرب من آلات عذاب عديدة وجديدة لم يعرفها يوماً..

توجه للحمام ليخلع ملابسه بأكملها وأوصد عيناه أسفل المياة وهو لا يزال غاضباً، ذلك الكبت بداخله يحثه على أن يفعل شيئاً عنيفاً بأحد، لقد جرب مراراً العدو والذهاب لغرفة الألعاب الرياضية وتناول المهدئات ولكنه لن يهدأ أبداً إلا عندما يُخرج ذلك العنف على جسد إمرأة..

خرج من أسفل المياة وهو يوصد الصنبور ثم تناول احدى المناشف وخرج لغرفته لا يدري ما الذي عليه فعله!! جلس على السرير وهو يخلل شعره الفحمي بضيق وغضب ونظر بعدها لكفاه اللذان لا يزالان يرتجفان غضباً ثم لمح صورة ليلى بالقرب منه بضحكتها الرائعة لينظر لها بلوم وبنفس الوقت بإشتياق..

"أنا بحبها يا ليلي.. بحبها ومش عارف أعمل ايه.. أنا حاولت اجيبلها حقها من الكلبين وبهدلتهم، أنتي متخيلة إني من كتر ما كنت خايف من رد فعلها لو عرفت إني عرفت الحقيقة نزلت من نظر نفسي كراجل ومرضتش ابهدل الوسخ ده يومها وأنا سامعها بوداني بتصوت منه؟!!.. بس أنا جيبتلها حقها النهاردة، وبردو أنا ظلمتها كتير وهي بعدها ورتني حنية محدش ورهاني.. بحسها بتحجمني عن كل حاجة، أنا مبسوط بإنها بتغيرني بس النهاردة خلاص مش قادر أمسك نفسي، أنا بقالي شهور معملتش حاجة في حد، بس لما قربت من واحدة غيرها مقدرتش استحمل دقايق قدامها.. كده يا ليلى تسيبيني في وسط كل ده؟ مش لو كنت انتي هنا كنتي استحملتيني وعرفتي تخلصيني من اللي أنا فيه؟ أنا عمري يا حبيبتي ما اقدر انساكي بس نورسين.. نور دي اللي نورتلي دُنيتي كلها، بس مهما اللي عملته فيا هافضل انسان معقد، هافضل زي ما أنا بوجعي وسوادي وقسوتي.. عارفة يا ليلى حاسس إنها وحشاني اوي، وحشاني ونفسي أكون معاها عشان بس كام ساعة بعيد عن عيني.. أنا مش بكرهك يا ليلى وبحب غيرك، بس أنتي بردو كنتي صاحبتي اللي باحكيلها وبفضفضلها بكل حاجة" ابتلع غُصة بحلقه بصعوبة ثم أكمل

"شوفتي يا ليلي جت عملت فيا ايه النهاردة؟ فكرتني بكل حاجة بحاول أنساها وابعد عنها، فكرتني إني كنت بتذل وبتبهدل، هي ليه مصممة تعمل فيا كده زمان ودلوقتي؟ هو يا ليلى فيه أم ممكن تعمل كده في ابنها بجد؟" تسائل لتنهمر الدموع من سوداوتاه

"هي ليه مش بتحبني؟ أنا مكنش ليا ذنب في حاجة.. ليه دايماً بتفكرني أبويا كان بيعمل فيا ايه؟ ليه دايماً بتأذيني في اللي بحبهم بالكلام ده؟ هو.. هو أنا لو جبت طفل أو لو كنا خلفنا كان ممكن ابقى زيها؟ أو.. أو زيه؟" ابتسم بمرارة وهو لا يدري كيف يتوقف عن البكاء ليبدو كطفل صغير يبحث عن ملجأ ليأويه

"أكيد كنت هبقا زيها.. أنا لسه شبهها اوي.. لسه كل حاجة فينا زي بعض، أكيد كنت هابقا نسخة منها، كان عنده حق أبويا وهو بيقولي إني بفكره بيها، هو.. هو ليه مموتنيش في مرة لما كان بيبهدلني وكان خلصني من كل ده!! أنا تعبت اوي يا ليلى.. أنا محتاج نور جنبي، محتاجها بس تقعد جنبي من غير ما تتكلم، محتاج ألمحها بس.. بس.. أنا خايف من نفسي عليها.. خايف اوي يا ليلى!!" همس بحرقة لينهض مسرعاً وارتدى ملابسه على عجل وكأنه يريد التهام تلك الدقائق القادمة التي تفصله عن رؤية وجهها البريء، لا لن ينتظر أكثر من ذلك بعيداً عنها،سيذهب إليها الآن..

أحضر هاتفه ليعيد فتحه بلهفة ونفاذ صبر شديد وهو يتصل بنورسين التي أجابت بعد مدة بصوت ناعس ولم يستطيع فتح حوار معها حتى

"عشر دقايق هاكون عندك.. البسي وانزلي بسرعة.. هستناكي قدام البيت" آخبرها بنبرة تعجبت لها نورسين ثم تفقدت الوقت الذي قارب على السادسة صباحاً لتضيق ما بين حاجباها في استغراب من فعلته ولكنها نهضت لتنفذ ما أخبرها به على الفور!

 يُتبع..


تنويه ورسالة شكر وتقدير


ياريت يا جماعة نشكر الجندي المجهول اللي ورايا في كل حرف أنا بكتبه.. أنا مكنتش هاكمل ولا رواية من روياتي من غيرها بجد.. هي اللي فضلت ورايا لغاية ما كملت كما يحلو لي.. وهي اللي ظبتت معايا جسارة الإنتقام وظلام البدر بقا هي بردو اللي مظبطة معايا كل حاجة فيها وهي صاحبة فكرة وفاء بتاعت جزء النهاردة

omfarida2014

والله أنا من غيرها كنت هابقا فاشلة فشل ذريع وكنت اتشتمت للصبح ومكنتش فعلاً هاكتب بسرعة كده.. اشكروها يا جماعة عشان بجد من غيرها ولا عمري هاكتب تاني.. بجد أنا بحبها جداً ومقدرش أعمل حاجة من غيرها في حياتي ❤️❤️❤️❤️

دجى الليل الجزء الأول - ظلام البدر  كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن