٩

151K 2.6K 368
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ ٩/٧/٢٠١٩



الفصل التاسع

جلست ودموعها تنهمر في صمت.. خائفة من أن تخرج من باب غرفتها؛ ودت لو فقط ذهبت لشاهندة وبكت بين ذراعيها في عناق حنون. لماذا كل ذلك يحدث لها؟ لماذا عليها أن تتحمل حقارة كريم وكراهية بدر وعناده؟ لماذا عليها كلما أشتاقت لمنزلها التي قضت به أحلى أيام عمرها الصغير تتذكر دناءة زوج والدتها؟

ماذا تفعل الآن وأين تذهب وهي حرفيا لا تملك أحد بالحياة؟ أستظل بذلك المنزل؟ أستظل تحتمي بسراب؟ ماذا لو كريم فعلها حقاً وأقنع بدر الدين والجميع بأن كل ما حدث قد خططت له مُسبقاً مع زوج والدتها لتأتي لذلك المنزل حتى تستفيد منهم مادياً؟ أحقاً سيصدقون؟ أيملك دليلاً على كلامه؟ ربما ذهب ليُسري وأتفق معه على كل شيء.. ولكن يبقى السؤال، لماذا يريدان أن يفعلا بها كل ذلك؟

تكورت بسريرها تبكي وحدها وهي تشعر بإشتياق لا نهائي لوالدتها كوثر، ودت لو أنها هنا الآن، لو فقط تستطيع أن تزور قبرها لتُخبرها بالكثير مما حدث لها، ودت لو أنها فقط حصلت على عناق أخير يجمعها بها قبل أن تذهب، لم تكن تتصور أنها ستذهب وستتركها بكل هذه السهولة، دون وداع، دون عناق، دون أي شيء ليبقى الذكرى الأخيرة بينهما لتتذكرها بها.

ظلت تنتحب وتبكي والأفكار تدوي بعقلها وهي مرتعدة وتراقب الساعة، تعلم جيدا أنه لم يتبقى على مجيء كريم الكثير من الوقت، تحاول أن تهدأ نفسها وستتظاهر بالنوم وسيمر كل شيء على خير.. أو هكذا تتمنى!


❈-❈-❈



ماذا بها لتأتي له في تلك الساعة المتأخرة من الليل وتخبره بهذا الآن؟ لماذا بدت بذلك الخوف الذي كان جليا على وجهها ونظراتها كالشمس في وضح النهار؟ أيُعقل أنها تخفي شيئا ما مجددا لا يعلم عنه شيء؟

ظل يتجول بغرفته إلي أن شعر بالإختناق فجذب قميصاً قطنياً قصير الكم ثم ارتداه وتوجه للخارج حتى يتمشى قليلاً بالحديقة وهو يُفكر ليشعر بحركة على الدرج فتريث وهو يحاول أن يعلم من الذي يصعد او يهبط الدرج.

تخفى جيداً وهو يحاول النظر ليجده كريم ليضغط أسنانه وأخذ يكزها في حنق وهو يراقبه ليجده يتوقف عند غرفة نورسين ومد يده ليفتح الباب فوجده موصد..

طرق كريم الباب أكثر من مرة وفي النهاية ابتسم في غضب ممزوج بالغيظ من فعلتها ثم توجه ليهبط الدرج مرة أخرى ولم يرى عينا الصقر تلك التي تتابعه ورآت كل ما فعله..

شعر وكأنما الغضب يجري بعروقه بدلاً من الدماء، حسناً، هو الآن تأكد أن هناك شيئاً بينهما، لا يوجد أي عذر أو سبب أو مبرر لذهاب رجل لفتاة بعد الساعة الثانية صباحا غير أمر لا يستطيع أياً منهما أن يواجهها به الجميع.

دجى الليل الجزء الأول - ظلام البدر  كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن