٨

98.9K 1.8K 222
                                    

تم النشر بتاريخ ٨/٧/٢٠١٩ على موقع واتباد


الفصل الثامن


"أأأنا؟" تلعثمت وهي تراه يتفرسها بنظرته المُزعجة تلك ليومأ لها بالموافقة "ده.. ككان..مممـ.. مممعرفش الرقم" ازداد تلعثمها وابتلعت بتوتر.

"انتي هتستعبطي؟!" نظر لها في غضب لتتدارك هي ما قالته

"مممكنتش أعرف الرقم" تريثت لثوان ثم استجمعت شجاعتها واجابت "وبعدين عرفت إنه كان Mr كريم!" سكتت لبرهة ليصر أسنانه في غضب وبدأ الشك يتآكل عقله من جديد

"كان بيسألني Mrs شاهندة رجعت ولا لأ عشان يسألها على حاجة لأنها مبتردش على موبايلها.. وكان عاوز حاجة في الشغل بس أنا قولتله إني هنا" نظرت للأرض ولم تتحمل أن تظل ناظرة لعيناه الثاقبتان تلك.

تلعثمها وشحوب وجهها المفاجئ جعله يرتاب أكثر.. يعرف جيداً أن هناك شيئاً ما تخفيه ولكن لربما تخبره الحقيقة، فلقد أخبرته منذ ثوان بمنتهى السهولة أنه كان كريم، ثم حقيقة ماذا الذي يظن أنها أخبرته بها؟! أتخدعه تلك الصغيرة هو الآخر؟ لا لن يصدق تلك التراهات التي تحدثت به! بالطبع هناك شيئاً ما تُخفيه وسيعرفه عاجلاً أم آجلاً.

لماذا يسألها عنه؟ أسمع شيئاً؟ أيعرف ما الذي حدث بينهما؟ نظراته تلك لا تبشر بالخير، ومتى كانت نظراته تبشر بالخير؟ ستتجاهله، نعم ستفعل، أهم شيئاً أن تبتعد عنه هو وكريم وكل شيء سيكون بخير..

"طب أنا هقوم عشـ.." صاحت وهي تنهض بينما أختل توازنها ليلحقها مسرعا وهو ويمسك بخصرها كي لا تسقط وتوقفت عن الحديث من تلقاء نفسها بعد أن أقترب منها وتلاقت أعينهما مجدداً في ذلك الصمت العجيب وتلك الأنفاس المتهدجة منها وأنفاسه هو المتثاقلة وتلك المرة ظلت تنظر له وتحدق بملامحه لترى الغضب يرتسم على وجهه مرة أخرى.

"أنتي مبتفهميش؟ قولتلك متتحركيش دلوقتي خالص!!" تحدث بعصبية حانقاً ليدفعها راغماً اياها على الجلوس مرة أخرى على الأريكة خلفها

"يعني أنا هافضل قاعدة كده طول اليوم؟ الساعة بقت اتنين ونص وأنا مخلصتش غير الـ proposal وبعدين أنا جوعت! سيبني بقا اروح آكل وأشوف شغلي" تحدثت هي الأخرى بإنفعال رافعة رأسها وهي تنظر إليه بتلك الزرقاوتان التي قتلته ليعقد حاجباه في غضب

"لا طبعاً مش هتفضلي قاعدة كده.." تحدث بين أسنانه المتلاحمة غضباً ثم توجه لمكتبه موليها ظهره وأمسك بهاتفه ليفعل به شيئاً لمدة دقيقتان وهي تتابعه بعينيها ثم آتى مُحضراً العديد من الملفات وأقلام ثم عاد ليجلس على مكتبه بعد أن ألقى بكل ما كان بيداه على المنضدة أمامهما

"مش عايزة تشتغلي.. اتفضلي" أخبرها دون أن ينظر لها وبدأ في اشعال حاسوبه وكأنما يبحث به عن شيء ما ثم أعطاه لها بطريقة فظة.. "مليني الأرقام اللي هسألك عليها من الـ Sheets (أوراق) اللي معاكي وأنا هارجعها من على الـ system" ظل لا ينظر لها عاقداً حاجباه لتتنهد هي في سأم وتوتر وبدأت في فعل ما أخبرها به.

دجى الليل الجزء الأول - ظلام البدر  كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن