وهـم كوتار.

١٢.

كوتار:فتح الباب لكن انصدم بعدم وجود احد ورجع قفل الباب وقبل يلتفت حس ب انفاس حاره تلامس رقبته قشعرت جميع جسده
استسلم بصمت وهو يحس بالشخص اللي وراه يربط عيونه لجل لايشوف شي
كوتار:لف وهو يهمس-مين انت؟
...:اقترب لتلامس انفاسه ملامح كوتار-تقدر تقول حياتك
ورغم مرور سنين طوال على جمود كوتار وعدم استجابته وكأنه جثه ظهر طيف ابتسامه على ملامحه وهو يحس ب انفاس الظل ويدينه اللي تلمسه وحتى عطره البسيط
الظل:نقول بدايه حياتك بين هالابتسامه الخفيه؟
كوتار:رفع يده ليتحسس المكان بسبب ربطه عيونه-ناديتك مارديت علي
الظل:كان حولك كثير
كوتار:ويده لامست ملامح الظل-بس ماكنت ابي احد منهم
ابتسم الظل وهو يطبع بوسته على يد كوتار اللي تتحسس ملامحه
كوتار:حس ب الظل يبتعد من بين يدينه-وين رايح؟
ماكان في اي رد وهذا اللي جعل كوتار يفك الرباط ويتفاجئ بـ دُهام اللي واقف قدامه تماماً
كوتار:تنهد وهو يضم الرباط اللي كان على عيونه-
دُهام:ناظر النافذه والباب-شلون فتحت الباب؟.
كوتار:هو انفتح لحاله
دُهام:انفتح لحاله كيف ياكوتار
كوتار:عقد حواجبه وهو يشوف عيون دُهام اللي امتلت دموع والهالات تأكد ارهاقه-ما اعرف
دُهام:شال الأكل اللي كان مثل ماهو وقبل يطلع وقفه كوتار بنبره واضح التردد فيها
كوتار:خليه
التفت دُهام لكوتار اللي اول مره مايرفض الأكل
كوتار:ابعد نظره عن دُهام-باكل بس كل معي
دُهام:نزلت دموعه وهو يناظر كوتار-بتاكل عشاني او عشانك
كوتار:لف ليواجه ملامح دُهام اللي غالبها التعب-عشاني
دُهام:ابتسم بين دموعه ليرجع الأكل-اظن انه برد
كوتار:اكل بدون تذمر وبدون عناد تحت انظار دُهام-قلت باكل بس كل معي
دُهام:دخل بين يدين كوتار وضمه بعمق وكانت شهقاته هي الصوت المسموع بالغرفه
رغم انعدام مشاعر كوتار كان اقل شي ممكن يسويه لشخص ابدى صاحبه عليه هو ضمه
لذا ارتفعت يدين كوتار لتشد جسد دُهام الصغير
كان يتذكر نظره دُهام وكسرته بوقت صراخه عليه امام الطبيب آدم
وغضبه بكل مره يشوفه يكلم الظل
صراخه وقت عدم رغبته بالاكل وضيقته عند رفضه وحرمانه نفسه
هزل جسمه وشحوب وجهه وتعبه بسبب اهتمامه وخوفه عليه
طبطب كوتار على ظهر دُهام اللي كان هو الضعيف بهاليوم بعكس باقي ايامه.
.
‏لكل شخص قوة تحمل
لكل شخص دوافعه الخاصة حتي في الثبات والتجاوز
ربما تحملت اشياء لومرت علي احدهم لاانهار تماماً
وربما تحمل غيري اشياء لو مرت علي لسقطُ في وحل الكأبه والحزن للأبد.
.