نعم.. لقد أخبرتها نجوى كل هذا.. أهذا يعني أنه يُحبها؟ هو لم يُخبرها بعد!! هو فقط اجابها ونطقها بطريقة ملتوية ولكنه لم ينطق تلك الأربعة أحرف مثل ما فعلت هي

تنهدت وهي لا تدري ماذا عليها أن تفعل، بلحظة كان يُمازحها وفي ثوانٍ تحول ليبدو بتلك القسوة وذاك الغضب.. لا تدري لماذا وجدت ذراعها يحاوطا صدره وكيف استطاعت أن تتغلب على خجلها ولكنها فعلتها على كل حال..

"تفتكر أقدر بجد ابعد عنك.. أنا خلاص مبقتش أحب حد قدك.. حتى بقيت بحبك أكتر من شاهي.. وبخاف وبزعل لما بتسبني لوحدي، وحتى بقيت بتوحشني أكتر من كوكي.. أنا كنت أقصد ابعد عنك يعني.. يعني استخبى هنا في البيت أو اروح الحمام او اي حتة.. متزعلش مني!" أخفض سودوتاه لتلك التي تتوسد صدره وهو لم يعد يستطيع تحمل تلك الصغيرة وكل ما تفعله به.. كيف لها التفوه بكل تلك المشاعر بمنتهى السهولة وجعلته يلين تجاهها بلحظة واحدة.

"انتي كمان متزعليش! أنا آسف" اخبرها باقتضاب ليحتضنها بكلتا ذراعاه وبالرغم من شعورها بقمة الأمان بهذا العناق إلا أنها شعرت بالخوف أيضاً من ذلك الرجل الذي ستتعامل معه بطريقة مُختلفة تماماً الفترة القادمة..

❈-❈-❈

أين ذلك الدفء الذي ينعم به؟ لقد كانت معه أليس كذلك؟ لقد عاشرها ذلك لم يكن حُلم ما!! هو متأكد أنه لم يكن يحلم، لماذا إذن لا يجدها بجانبه؟!

نهض جالساً على السرير لينير ضوء الغُرفة ليجد أنه لا يزال بغرفته ولا يزال كما هو بنفس هيئته.. إلي الآن كل شيء يبدو منطقي.. دلف الحمام ليجد ملابسها التي خلعها لها.. أين هي إذن؟!

ذهب ليبحث عنها بعد أن ارتدى بنطالاً من دولابه على عجل، لا يدري لماذا يشعر بالقلق هكذا من عدم وجودها بجانبه!!

تفقدها وهو يهبط الدرج مهرولاً ثم تنفس الصعداء عندما رآها تفعل شيئاً ما بالمطبخ وهناك موسيقى لأغنية ما تستمع إليها فأقترب منها وهو لا يزال يأخذ خطوات سريعة ليحتضنها من خصرها ودفن رأسه بعنقها لتشهق هي في مفاجأة من وجوده خلفها فهي ظنت أنه لا يزال نائماً.

"خضتني.." همست وهي تشعر بالخجل من عناقه لها هكذا بينما شعرت هي بإبتسامته التي ارتسمت على شفتاه التي تُقبل عنقها

"بتعملي ايه؟!" همس سائلاً

"بعمل أكل عشان مكلناش حاجة"

"ممــ.. مش حاسة بوجع دلوقتي؟" همهم وهو يستنشق عنقها ثم همس سائلاً

"لأ مش زي الأول.. خف شوية.. بس هو أنا ليه أصلاً حسيت بوجع كده؟" التفتت له واتسمت البراءة على عينتاها لتجده يتنهد وينظر لها في تعجب وحيرة

"طيب تعالي نحضر الأكل وأنا احكيلك ليه حصلك كده.." اومأت له ثم قبلها على جبينها "قوليلي بقا أساعدك في ايه؟"

دجى الليل الجزء الأول - ظلام البدر  كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن