'مِحرَابُ العِشقْ'
إبَّانَ وُجُومَ لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ أَخَذَتْ تَسْتَلُّ خِطَابُهَا، فَأَبْصَرْتُ بِهَا بِالْقَلْبِ تَتْلُو وَعَلَىٰ شُعَاعِ نُورِ الْبَدْرِ تَهْمِسُ بِتَناجِي:
كُنْتُ أَنَا المُصلِّية فِي مِحْرَابِ عِشْقِكَ يَا قَاتِلِي
أَزْهَرْتَ أَغْصَانَ قَلْبِي شَغَفًا..
بِصَفَا روحِكَ
وَبِسمَا فُؤَادَكَ
وَأَتبلتَ نَفْسِيّ عَنْ سِوَاكَ
فَمَا كَانَ عَقْلِيّ لِغَيْرِكَ سَاعِيًا..
...تَشَكَّلَتْ للُقْيَاَكَ مَدَامِعِيَّ
وَاِنْبَرَىٰ جَوِّفِي خَالِيًا عَنْ رُؤَاكَ..
...تَبَدَّلَتْ رُوحِيّ أَنسامًا
وَأَضْحَىٰ كُلَّ أَمْرٍ كَالْْخُرَافَةِ بِنَاظِرِيّ
عَدَاكَ!
...فَهَلْ تُراكَ كَمَا أَنَا؟..
عَذَابٌ يُبَاغِتُكَ؟
وَأرْجَاسَ الْحَيَاةِ تُعَاقِبُكَ!
إِِْحتَرتُ أَنَا..
فَكُلَِّي مِنْكَ وَإِلَيْكَ يَشْدُو..
وَرُوحِي فِيكَ فِي زَمَانِ الْبُعْدِ وَالْقُرْبِ تُرَتِّلُ!
...فَمَا كُنْتُ أُجِيبُهَا إِلَّا بِهَجْسِ سَرِيرَتِي وَأخفِّي عَنْهَا جَلْجَلَتَي وَزِمَامِيَّ:
لَا تُبَارِحِي سَاعَاتِ الشَّوْقِ عَنِْي
وَلَا تُزِيحِي عَنْ قَلْبِكِ فُتَاتَ أَوْصَالِي!
حَدِّثِي مُهَجَ الرّوحِ عَنِْي بِأَنِّيِّ مَلَاَذُهَا
وَأمَانُهَا وَسَلَاَمٌ كَانَتْ تَفْتَقِدُهُ عِنْدَ إِفتِرَاقِي
...فَتَبَتَّلِي وَأَفِيضِي بِالعِشقِ حِيَالِيّ
وَلَا تَيأَسي لَحْظَةً بِلَا وِصَالِيّ
فَأُقَسِّمْ بِأَنَّ الْقَلْبَ جَارَهُ الشَّجْوَ مِنِّيّ
وَاِسْتَلَّ السَّيْفُ مِنْ نَصلِهِ فِي أَعْمَاقِيّ
...فَيَا جَنَّتَي وَجِنَّانِيَّ.. وَيَا قَدَرِي وَصَلَوَاتِيّ
سَيُزْهِرُ الشَّوْقُ صَبْرًا فَإِِْنِي بِالْخُلْدِ مُلاقِي
مَيتٌ وَمَا مَاتَتْ رُوحِيّ بُرْهَةً..
فَأَنْتِ بِالْفِكْرِ قَبْلَ جَرِّيُّ الدَّمِ فِي أَوْدَاجِيِّ!
...
DU LÄSER
شَقَائِقُ المَاضِيْ
Facklitteraturمُدّونة أدبية تُحاكي تراتيلَ النَّفس وتبوح بأسرارِ الرُوح...بقلمٍ نزفَ عِطرًا؛ كي يظلُّ شذاهُ عبيرًا علىٰ مدارِ العصور.