الحلقة التاسعة والعشرون

5.7K 94 4
                                    


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



الحلقة التاسعة والعشرون


دخل ادهم بحذر شديد فوجد في الداخل ثلاثة رجال اثنان منهما يمسكان بسلمى من معصميها ويثبتانها امام الرجل الثالث والذي كان يجلس امامها ببرود واضعا قدما فوق الاخرى وهو يذكرها بخطئها في حقه عندما اهانته بين اهل بلدته حين اجبرته على طلاق زوجته فجعلت منه مثار سخرية كل اهل بلده بعد ان كان الجميع يخاف منه والان جاء ليثأر منها ويذيقها العذاب والذل بل ويدهس كرامتها تحت حذائه امام اهل بلدتها وفي عقر دارها
تابع ادهم مايحدث بتعجب فقد كان يتوقع انها ستبكي او تنهار او تطلب منه الرحمة ولكنه فوجئ كما فوجئ عبد الله نفسه (الرجل الثالث ) باصابتها بهستيريا ضحك متواصلة اجفلت الاثنان ثم قالت ضاحكة :
_وده مين ضحك عليك وقالك انني بتهدد او بخاف .....روح العب بعيد يا ......ولا بلاش اخلاقي تمنعني اذكر صفاتك الحقيقية يا عديم الرجولة والنخوة
فانتفض عبد الله واقفا هادرا بغضب :
_ورحمة ابويا في تربته لادفعك تمن طولة لسانك دي غالي قوي واذلك واخليكي عبرة قدام اهل بلدك وفي وسط بيتك
ثم اخرج من عباءته سوط جلدي طويل (كرباج )وضرب به عدة ضربات في الهواء محاولا اخافتها ولكنها وقفت امامه بقوة وكبرياء غير عابئة بما في يده ناظرة له نظراتها الشرسة المعهودة
هنا تحرك ادهم بهدوء وخلع جاكت بدلته والقاه ارضا فكان يحاول التفكير في مخرج لتلك المجنونة قبل ان تصاب باذى بسبب لسانها الذي يبدو انه اطول من برج ايفل نفسه
ولم تكد سوى لحظات خاطفة كانت سلمى تم تثبيتها من الرجلين لاحد المقاعد ولكنها لم تعطيهم الفرصة ليربطوها بل جلست هي وللعجب وضعت قدم فوق الاخرى بما جنن عبد الله اكثر وجعل ادهم يكاد يطبق على رقبتها ليذهق روحها حتى تتخلص من هذا الغرور الاعمى
جلست وهي تهيء نفسها للضربة القادمة لا محالة ولكنها لن تخاف وستتحملها ولن تجعله ينتصر عليها برؤيته لدموعها ابدا ورفع عبد الله يده بالسوط فاغلقت عيناها تنتظر الضربة ولكنها لم تصل ففتحت عيناها لتجد امامها مباشرة وعلى بعد انشات قليلة من وجهها عينان بلون خضار الارض مشبعة بخيوط ذهبية خالصة جعلتها تاهت في دنيا اخرى شاعرة انها في ارض خضراء جميلة تحتضنها اشعة الشمس الذهبية بحنان فياض جعلها دون وعي منها تهمس بصوت خفيض سمعه ادهم بوضوح (سبحان الخلاق العظيم )ولكنها انتبهت من شرودها على سؤال ادهم :
_انت كويسة ؟
ولكنها لم تستطع الرد فقد صرخ عبد الله برجاله ان يبعدوه عنها لكنهم لم يستطيعوا ان يحركوه ولو انش واحد وهو في تواصل مستمر مع عيناها وهنا زفر عبد الله بضيق وامررجاله بالابتعاد وسينهال على كلاهما معا
نعود للخلف سريعا عندما هم عبد الله بضرب سلمى اندفع ادهم في لمح البصر ناحيتها ومال على المقعد التي تجلس عليه واضعا كلا يديه على يدي المقعد فكان كمن يحاوطها وظهره لعبد الله ولذلك نال ادهم الضربة على ظهره بدلا منها
ونعود لما نحن عليه ورفع عبد الله يده وهوى بالضربة الثانية والتي كانت في نفس مكان سابقتها على ظهر ادهم ولكنها تحركت مسافة قليلة جعلت طرف السوط يلمس في شدته جانب وجنة سلمى فأنت بالم واغلقت عيناها لفترة قليلة ثم فتحتهما فتنبه ادهم لما حدث عندما رأى خيط رفيع جدا من الدماء تكون في جانب وجنتها وسريعا تغيرت عيناه فلقد ذهلت سلمى لسرعة تغير تلك الخضرة الهادئة للون تكاد تقسم انها لبركان على وشك الانفجار ...
واثناء ذلك رفع عبد الله يده ليهوي بالثالثة ولكنها لم تصل لاي مكان سوى لكف يد ادهم الذي استدار سريعا ووضع كف يده مقابله ثم استطاع بمهارة وسرعة كبيرة جذب السوط من يد عبد الله عندما لفه على يده عدة لفات حتى جذبه من يده وهوى بطرفه الاخر (الذي كان يمسك به عبد الله منذ قليل )على جسد عبد الله في عنف وقوة وغضب حاول الرجلان التدخل فنال الاول لكمة افقدته نصف اسنانه الامامية والاخر نال ركلة افقدته قدمة فصرخ لاجلها كما النساء وانهال حينها ادهم على عبد الله باللكمات والركلات ولم ينتبه لعبد العزيز الذي وصل بعد ان اجهز هو ورجال الشرطة على رجال عبد الله في الخارج
فاندفعت سلمى لوالدها والذي سارع بضمها لحضنه عل قلبه يهدأ برؤيتها امامه سليمة ولم يمسها أي ضرر ...اما ادهم فتجمع عليه عدد من العساكر لمحاولة تخليص عبد الله من بين يديه قبل ان يزهق روحه ولكنهم لم يقدروا عليه فكان غضبه يفوق الحد ولكنه تنبه اخيرا على صرخة سلمى الملتاعة :
_هدددددددددى
فاوقف ضربه به كما وقف تنفسه وكاد ان يتوقف قلبه ايضا وهو يلتلفت ليجد هدى امامه باكيه وملابسها مليئة بالدماء ......
***************************
بدات مها تفتح عينيها من جديد لتجد نفسها في مكان اخر فشعرت بخوف شديد ورهبة من المكان ولكنها انتبهت لمن يجلس على اريكة في اخر الغرفة ينظر لها بابتسامة لا تعرف حقا لما تشعر انها رأته من قبل حتى صوته وهو يحادثها الان تشعر انه كان ونيسها لكن كيف لا تعلم ؟
بدأ احمد يتحدث اليها بهدوء شديد محاولا عدم ارهابها وبث الامان بقلبها وهو ايضا لا يعلم ان قلبها يشعر بحنين جارف اليه ولكن عقلها لا يتذكر وكأن القلب لم يفقد ذاكرته واعلن العصيان المباشر على سيطرة العقل فبدأت تستسلم له رويدا رويدا ظل يحكي لها عنهما وقصة حبهما التي عاشاها معا منذ الطفولة كان يتحدث وفي داخله رغبة قوية لضمها لصدره والاعتذار لها الاف المرات لانه خذلها بحق لكنه مجبر ولم يكن في استطاعته ان يقف امام امه فتكون نهايتها
تنبه من شروده على اسئلتها التي امطرتها كلها على رأسه مرة واحدة فنظر اليها قليلا رافعا احدى حاجبيه فتوقفت وخجلت ووجهت نظرها للارض معتذرة منه ولكنها فوجئت بضحكاته العالية عليها المتواصلة فشردت في ضحكته ومرت بذاكرتها لمحة سريعة لضحكة مشابهة في وسط حقول واسعة وكان حينها يضحك على محاولتها ان تصل لثمرة مانجو عالية فسخر من قصر قامتها فدفعته فوقع مصطدم باحدى فروعها فوقعت الثمرة على راسه فتألم وضحكت عليه ثم ضحك معها
عادت من لمحتها على صوته وهو يعتذر عن ضحكه عليها مبررا ضحكه انها طوال عمرها كانت هادئة جدا ويبدو انها منذ فقدت الذاكرة فقدت هدوئها ايضا فصارت ثرثارة ومشاغبة فغضبت مها وضربته على كتفه فعاد للضحك من جديد وللغريب انها شاركته الضحك بما اثلج صدره واعاد له الامل من جديد في حياة هادئة واهم شيء لا تخلو من جميلته مها .
برغم ازالة عدد من الحواجز بين مها واحمد الا انها كانت ما تزال تخاف من الاختلاط بباقي عائلته ابراهيم وياسمين ويوسف اما رقية فكانت بعيدة كل البعد عنها ولم تحاول الاحتكاك بها نهائيا خوفا من تهديد ابراهيم لها
مرت ايام عديدة وحياة مها اصبحت في غرفتها لا تتركها ابدا وكذلك احمد الذي كان لا يفارقها الا ليجلب لها الدواء او الطعام تاركا كل شيء خلفه فهي الان اهم شيء في حياته صحيح لا يتمنى ان تعود لها ذاكرتها فتكرهه لكنه ابدا لن يضع أي شيء للظروف فكان هو المتحكم في كل شيء ومع قليل من الحديث المرح من ياسمين ويوسف وحكايات ابراهيم عن شريف والدها بدأت مها تلين معهم وتخضع للحوار معهم حتى ذلك اليوم ....
مها بابتسامة :
_صباح الخير يا احمد
احمد بنعاس :
_صباح الفل يا قمر ايه اللي صحاكي بدري قوي كدة ؟
مها :
_مفيش كل مرة انت بتصحى قبلي وبتجهزلي الفطار فقلت انا لازم اسبقك النهاردة يالا قوم وعلى ما تاخد شاور اكون جهزت الفطار لينا كلنا تحت
احمد منتفضا من مكانه :
_لالا مفيش تحت احنا هنفطر هنا لوحدنا
مها برجاء :
_ليه يا احمد كفاية كدة انا بقيت كويسة ....خلينا ناكل مع عمي وطنط وياسمين عشان خاطري
احمد :
_يا مها اسمعي الكلام عشان خاطري وخلينا هنا لوحدنا انت لسة تعبانة
مها :
_لا والله انا الحمد لله كويسة يالا بقى بلاش كسل
وخرجت مها من الغرفة فاندفع احمد ليأخذ اسرع شاور في التاريخ وينزل راكضا لاسفل ليبلغ والده بما تنوي عليه مها فاتجه ابراهيم بدوره الى رقية التي تجلس في غرفة المعيشة
ابراهيم :
_رقية ...اسمعيني وركزي معايا الله يرضى عليكي
رقية بامتعاض :
_طب قول صباح الخير الاول
ابراهيم :
_مش وقت لا صباح ولا مسا دلوقتي اسمعي مها نزلت المطبخ عشان تجهز الفطار وتفطر معانا هنا
رقية بغضب :
_يادي زفتة والمفروض اعمل ايه ان شاء الله عشان الهانم
ابراهيم محاولا تمالك اعصابه :
_كل المطلوب منك انك تعامليها عدل من غير كلام كتير ممكن ؟
رقية بضيق :
_حاضر ياسي ابراهيم اما اشوف اخرتها معاك انت وابنك
فخرج ابرهيم وتوجه لغرفة السفرة ولحقت به ياسمين ولكن رقية اجرت مكالمة هاتفية ثم لحقت بهم وجلست بجانب زوجها في حين كان احمد يمرح مع مها في المطبخ وهو يجهزون الفطار سويا مع الخادمة التي نقلته الى طاولة الطعام وجاءت مها ناحيتهم لتجلس على طاولة الطعام وهي تضحك مع زوجها مما اثار حنق رقية وابتسامة ابراهيم ومرح ياسمين ومشاكستها لاخيها دوما وجلسوا جميعا يتناولون فطارهم في جو مرح ملئ بالضحك والسعادة حتى رن جرس الفيلا وفتحت الخادمة ليتفاجؤا جميعا بمن امامهم تبتسم بمكر هاتفة بسعادة خبيثة :
_صباح الخير
احمد بصدمة :
_هايدي !!!!!

ترى ما ردة فعل مها من معرفة هايدي ؟
هل سيصمت ابراهيم كثيرا ؟
ما مصير هدى وماذا حدث لها ؟
انتظروني في الحلقة القادمة باذن الله

قلب الرفاعيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن