الحلقة الرابعة والعشرون

Beginne am Anfang
                                    

***************************
بحث عنها بكل مكان في فيلتهم حتى وجدها تجلس شاردة بالصالون الصغير عندهم المطل على حديقتهم الغناء تفكر بعمق شاردة في المستقبل حتى انها لم تنتبه لجلوسه بجانبها حتى همس
احمد :
_ماما من فضلك كنت عاوزك في موضوع
اعتدلت رقية في جلستها وهمست بالمقابل :
_وانا كمان عاوزاك
احمد بهدوء :
_خير يا ماما في ايه ؟
رقية :
_هتكمل جوازك امتى ؟اظن الدور بتاعك اللي فوق فاضل عليه شوية تجهيزات بسيطة ويبقى جاهز يعني المفروض نحدد ميعاد الفرح بقى مع اللوا جمال
احمد محاولا التحكم بأعصابه والهدوء :
_ماما انا مش هتجوز هايدي على الاقل مش دلوقتي لما مها تولد الاول واطمن على ابني
رقية :
_اسمع يا احمد اذا كنت مفكر انك تماطل معايا وبعدين تفركش الخطوبة تبقى غلطان لاني ساعتها هجبرك تطلق مها
احمد :
_انا مقولتش كدة بس انا عاوز اطمن على ابني الاول وبعدين ابقى اتجوز واسمعي يا ماما بقى مها متعرفش ان انا كتبت كتابي على هايدي وصدقيني يا ماما يوم ما مها تعرف الخبر ده هيكون اخر يوم لهايدي على ذمتي ..تمام كدة
رقية :
_انت بتهددني يا احمد خلاص وانت اذا مكملتش جوازتك من هايدي انا هقولها كل حاجة
احمد :
_ساعتها يا ماما تبقي تنسي ان عندك ابن اسمه احمد لان مها مش هتستحمل ...مها بتمر بظروف صحية صعبة ممكن بأي لحظة تفقد الجنين ودا لو حصل يبقى انت اللي قطعت كل حاجة بتربطني بيكم ..بعد اذنك يا ماما
وتركها احمد وغادر الى المطبخ ليحضر صينية الطعام له ولزوجته حبيبته وعشقه مها
اما على الجانب الاخر لم تكد تزفر رقية بضيق من تعلق ابنها بتلك المها الغير مبرر على الاطلاق من وجهه نظرها حتى سمعت من يهمس بجانب اذنها
ابراهيم هامسا :
_زي ما قلت بالظبط يوم ما تنفذي اللي في دماغك وتضغطي عليه اكتر هتخسريه للابد يا رقيه
ثم وقف في مواجهتها مردفا :
_ياريت تحكمي قلبك المرة دي وبلاش عقلك عشان ما تخسرهوش زي ادهم
وتركها وصعد لغرفة ادهم المقيم بها منذ تدهور امورهم بينما ظلت رقية بمكانها تطلع للفراغ امامها بشرود تفكر فيما قاله احمد وابراهيم ولكن ليس على سبيل الاقتناع ولكن على سبيل كيفية التخلص من مها دون خسارة احمد فيكفيها ألم خسارة أدهم الذي يدمي قلبها في كل لحظة
***********************
يراها تجلس امامه على الارض العشبية الخضراء تلعب بألعابها بهدوء حتى انتبهت اليه فركضت اليه وهي تهتف باسمه بسعادة ولكن حال دون وصولها اليه لبؤة شرسة لكنها تجذب النظر بجمالها الاخاذ وقفت بينهما ترمقه بتحدي وشراسة ان يجرؤ من الاقتراب من مالكة قلبه وعقله هدى ولانه يهوي التحدي لم يفوت الفرصة بل سارع باقتناصها وهو يتقدم تجاهها بقوة وعنفوان قابلته هي يشراسة وهي تجري تجاهه لتنقض عليه بقوة رهيبة دفعته في كتفه .....
لينتبه لنفسه سريعا ويفتح عينيه على ربت سناء الممرضة المسؤلة عن حالة هدى وهي تحاول افاقته من غفوته على اريكة مكتبه التي صارت سريره منذ قدوم هدى للمستشفى ليكون قريبا منها
سناء :
_دكتور ادهم ...دكتور ادهم
اعتدل جالسا وهو يفرك عينيه هامسا :
_خير يا سناء
سناء :
_انا اسفة يا دكتور بس ده ميعاد الدوا بتاع هدى
ادهم بارهاق :
_طيب اسبقيني جهزيه وانا جاي وراك
ذهبت سناء لتقوم بما امرها به ادهم في حين ذهب هو للحمام الملحق بغرفة مكتبه ليغسل وجهه محاولا تجديد نشاطه ثم اسرع لغرفة هدى وطرق على الباب ثم دخل ليجدها جالسة على السرير تبكي في الظلام الدامس للغرفة وليس معها احد فارتعب ادهم من منظرها واسرع اليها
ادهم بخوف :
_هدى مالك يا هدى ؟؟بتعيطي ليه ؟وجدو فين ؟
هدى ببكاء وشهقات متتالية ادمت قلبه :
_مع..معرفش انا صحيت اش... اشرب ملقتش حد جنبي وال... والاوضة عتمة فخفت اقوم من مكاني .انا.....انا خايفة قوي يا ادهم
لم يشعر ادهم بنفسه وهو يجلس بجانبها ويضمها لصدره محاولا ذرع الامان بقلبها عل قلبه هو الاخر يطمئن عليها
ادهم :
_لا يا حبيبتي متخافيش ..انا معاكي اهو ...اهدي خلاص
هدى وهي تتشبث به اكثر وتدفن رأسها بصدره :
_انا خايفة ق...قوي و وبطني بتوجعني قوي
ادهم وهو يقبل اعلى راسها :
_حبيبتي خلاص اهدي انا معاكي مش هسيبك والوجع اول ما تاخدي الحقنة دلوقتي هيروح على طول
هدى :
_حاضر
اخذ ادهم من سناء –التي وصلت للتو الى الغرفة – الحقنة واعطاها لهدى التي ما عات تقاوم مثل الاول بل تسلم له نفسها بهدوؤ وبرضا كامل وبعد انتهائه طلب منها ان تعود للنوم مرة اخرى فالنهار لم يظهر بعد ولكنها رفضت وطلبت منه ان تتحدث معه قليلا وهو بجانبها فوافق علها تهدأ وتنام ورقدت على ذراعه ثم بدأت حديثها
هدى :
_ادهم مش انت صاحب جدو ؟
ادهم :
_ايوة
هدى بتردد :
_طب انت تعرف بابا
ادهم متفاجئ من سؤالها ما جعله تلعثم في الرد :
_ايه !!اه ...لاء ...انت ليه بتسألي السؤال ده يا هدى
هدى :
_اصل كل ما أسأل ماما او جدو يقولولي مسافر وانا عايزة اشوفه قوي
ادهم وهو يقبل جبهتها :
_بكرة ان شاء الله تخفي وتخرجي من هنا وتشوفيه براحتك
هدى ببراءة :
_لا انا عمري ما شوفته ولا حتى شفت صورته ...بس انا نفسي اقول كلمة بابا قوي المس في المدرسة بتاعتي بتقول لنا كلام كتير قوي عن بابا بس انا مش عندي بابا ...تعرف
ادهم :
_ها
هدى :
_كل الكلام اللي المس بتاعتي قالته عن بابا هو كل اللي بتعمله معايا ....ادهم
ادهم :
_نعم
هدى :
_هو انا ممكن اقولك يا بابا
ادهم وقد غزا الدمع عيناه على حال تلك الطفلة المحرومة كليا من اهتمام الام ورعاية الاب :
_حبيبتي قولي اللي انت عاوزاه
هدى بسعادة طاغية :
_بجد !!يعني اقولك يا بابا
ثم شردت وكأنها تكلم نفسها ولكن ادهم سمعها بوضوح :
_هيبقى عندي بابا !!!
ادهم بهدوء :
_اه قولي يا بابا ...بس انا بقى هقول هدهد ايه رايك ؟
فتعلقت هدى في رقبته وهي تهتف بسعادة :
_انا بحبك قوي يا بابا متسبنيش تاني
ادهم وهو يضمها :
_وانا كمان بحبك قوي ومش هسيبك تاني اطمني ...ويالا ننام بقى عشان ترتاحي
هدى بتوسل اذهب بالبقية المتبقية من عقله :
_طب ممكن حاجة كمان
ادهم مدعيا الضيق :
_لا يا هدى انت النهاردة طماعة قوي
هدى :
_بجد اخر حاجة عشان خاطري ...عشان خاطري
ادهم بمرح :
_قولي يا تعباني
هدى :
_ممكن انام في حضنك النهاردة
ادهم بتفكير :
_امممممم ...ماشي تعالي
وبالفعل اخذها أدهم في حضنه ونامت هدى على ذراعه متكورة على نفسها وهو لاول مرة بحياته يشعر بذلك الشعور انه احساس جارف بالحب والامن والسعادة و....مشاعر كثيرة مختلطة ولكنها كانت اكثر من كافية بتضميد جراحه من اسرته باحساس الابوة الرائع ودخل ادهم وهدى معا في سبات عميق نقلهم سريعا لعالم الاحلام السعيد
ولم يلاحظ ادهم ان عبد العزيز كان واقفا عند الباب وسمع حوارهما معا لاخره فقد جاءه اتصال من احد رجاله فخرج من الغرفة ليرد حتى لا يزعج هدى (قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب )وعندما عاد وجد ادهم معها وسمع كل حوارهما ودمعت عيناه على حالها ولكنه سرعان ماشعر بالسعادة تغمر قلبه اطمئنانا على هدى بعد موافقة ادهم على طلباتها وكأن القدر يساعده في مخططه الذي يدبره منذ شهور عدة
*********************
في صباح جديد مشرق بامال الحب من جديد على البعض وصنع المكائد على البعض كان ادهم مازال نائما في غرفة هدى حتى انتبه على من يحدثه
عبد العزيز :
_صباح الخير يابني
ادهم بتوتر وتلعثم وهو يعتدل من مرقده ومبعدا هدى بهدوء من حضنه حتى لا تفزع :
_صباح الخير يا عمي ...معلش ..انا ...كنت ...
عبد العزيز مقاطعا :
_عارف كنت موجود امبارح وسمعت كل حاجة ..ربنا يباركلك يا بني على اد ما انت بتحاول ترضي طفلة غلبانة زي هدى
ادهم :
_ربنا يديمك يا عمي معلش انا هروح على مكتبي بعد اذنك
عبد العزيز :
_اتفضل يابني
وجلس عبد العزيز بجانب هدى وهو يتأمل ملامحها الهادئة وهي نائمة ويتحدث مع نفسه (ربنا يكرمك يا ادهم على اد ما فرحت الغلبانة دي )ثم قبل رأسها بحنان فياض
ومرت حوالي ساعتين كانت هدى استيقظت وكالعادة جاء ميعاد الدواء والغيار على الجرح ولكن فوجئ الجميع بدخول سناء ومعها العربة الصغيرة التي تحوي علاجها وادوات الغيار الخاصة بأدهم ولكن الغريب هنا ان ادهم لم يظهر وعلموا منها انها من ستقوم بكل مايلزم هدى ولن تنتظر ادهم
وهنا توجس قلب عبد العزيز خيفة وشعر ان ادهم تراجع عما قاله لهدى بالامس وانه يحاول ان يخرج من حياتهم
وهذا بالطبع كان وسط صراخ هدى وعنفها الظاهر وهي تصرخ باسمه ...باااااابا....

هل تخلى ادهم فعلا عن هدى ؟
هل ستقبل سلمى بابوته لابنتها ؟
ماذا تخطط رقية لمها وهل ستنجو من مكائدها ؟

تابعوني في الحلقات القادمة باذن الله

قلب الرفاعيWo Geschichten leben. Entdecke jetzt