《 Those Days 》

537 51 608
                                    

مدخلان يدخل منهما الشيطان للمرء فيتلبسه ويحكمه :

الخوف

والغضب

فكن أنت الشيطان .

(جوزيف فيتالي)

⊙¤⊙¤⊙¤⊙¤⊙¤⊙¤⊙¤⊙¤⊙¤⊙¤⊙

رفعت رأسها تبصر لمعة النجوم المبعثرة حول القمر،، تضفي من الأنس نوراً يداعب ظلمة هذه الليلة الشتوية.. قد تقطعت سحابة تسير مع الريح وحل برد خفيف ودافئ الشعور يزيد من لذة الأحضان وتقارب الأنفس..

وقفت أمام ذات البوابة تلمس قلبها فتشعر به يرفرف موشكاً على الطيران شوقاً إليه.. تسمع الخرير خلفها فتلتفت للنافورة هناك عن اليمين إذ ظلام أزرق مبيض من سناء القمر يتخلل أخاديد حجارته حوض النافورة البيضاء،، تتراقص فيها أمواج المياه لتروي عن ليلة ماضية قد رددت فيها قصائد عشق عن عينيه ،، وكيف سقط في ركود أيامها وقع قبلته فاضربت ونسيت كيف ينام البشر..

أو يأكلو..

كيف يتوقفون عن الإشتياق؟!

اقتحم أحلامها ورحل منها بسلام عدة مرات لتتمنى من قلبها أن يتم حبسها في أحد الأحلام قربه..

عجباً لعينيها،، كيف أدخلته قلبها بهذا اليسر وقبلته،، فأحرقت كل ما أحبت وعشقت أمام وجهه فقط!! وها هو جسدها ووجدانها يعودان إلى ذات المكان لعلها تستقي منه جرعة أخرى تعيد إليها جمال سكرة الشوق وثمالة الخيال..

تقف يلاعب النسيم طرف حجابها النيلي،، فتشتم مع مرور النسمات،، ريح ورد عطرة تحرس عتبة بوابتهم..

تلتفت خلفها من حين لآخر فهي تنتظر قدوم والدتها من هناك،، والتي ترفع عبائتها المزخرفة وتسير ببطء على كعبها الدقيق،، قد أثقلتها الحلي ورنت الأساور مع سيرها كالعرجاء.. وتصل إلى موقع ابنتها بصعوبة..
"أؤ أوه"

كادت تسقط أثناء الصعود فتمسك ابنتها مي بيدها..
"اللعنة على هذه سلالم" يستوي ظهرها واقفة وتتنهد بحمد،، ثم تشير للسائق أن يرحل..

ضغطت على الجرس مرة،، وتلفتت إلى جمال ابنتها تحت السنا،، كم أن ملامحها العادية رقيقة وسمحة!!

تهمس إليها والدتها "تذكري ما قلته لك.. حاولي أن تفتحي معه أي موضوع،، أن تغريه بفطنتك ورقتك.. ولا تنسي الضحكة.. الضحكة أهم شيء.. أنتي في الخامسة والعشرين ولستي-"

أحدهم فتح الباب فألقى الضوء نفسه على عبائته سلمى اللامعة،، لتقطع حديثها وتبتسم بتصنع "أووووه حبيبتي فريال"

تنظر إليها فريال من خلف الباب وتبتسم بخجل..
فيعلو من خلفها صوت والدتها "من هناك يا فريال؟!"

THE JUGGLER || المتلاعب (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن