البارت السابع

287 19 5
                                    

*منزل هاري:
كم من الجبال التي استقرت فوق القلب هُدِمَت الآن...؟!
ترى لو كان "هاري" قد وجد شخصًا يحكي له كل ما بداخله منذ البداية، هل كان سيلجأ للشارع كي يشكو له همه كما لجأ؟، هل كان سيعتزل الحياة كما اعتزل؟، وهل كان سيهمل حياته السابقة كما اهمل؟

ليس هذا ما يدور في عقلي وعقولكم فقط.. بل هذا ما يدور في عقل "كارول" ايضًا"..
هذا صحيح، لقد سمعت كل ما قيل، لن اقول انه بالصدفة؛ لأنها تعمدت التجسس بالفعل؛ ربما كانت تحتاج لسماع هذه العبارات كي تنهال دموعها كما انهالت دموع زوجها..
ربما احتاجت لسماعها كي تصفح عنه، او ربما كي تفكر فقط في الصفح عنه... وحتى ان صفحت، فليس هذا ما ستظهره، ليس في الوقت الحالي على الأقل.

مسحت "كارول" دموعها واصطنعت نبرةً غير راضيةٍ وهي تقول: "الطعام جاهز".
مسح "هاري" دموعه كذلك وابتسم قائلًا: "لوكاس"، يجب ان تتعرف على زوجتي "كارول"، انها غاضبةٌ مني قليلًا ولكن لا بأس.... "كارول"، تعالي وتعرفي على "لوكاس".
دخلت "كارول" الغرفة قائله: تشرفت بمعرفتك.."لوكاس"..
  - انا من اسعدني التعرف عليكِ سيدتي.
هاري: هل سمعت ما قيل؟، الطعام جاهز.
  - انا لا اعرف ان كنت سأقدر على تحريك اصبعٍ حتى..
  - لا بأس، هذا لأنك استيقظت للتو.. بعد قليلٍ ستشعر بتحسن.. لحسن الحظ لم تتضرر من الحادث كثيرًا.
  - اجل، لو كنت في المقدمة لكنت... مهلًا لحظه... ما الذي حدث ل"توماس"؟!
  - "توماس" من؟
  - انه سائقي الخاص، لقد كان معي في الحادث، لا بد انه تضرر كثيرًا....
  - صدقني انا لا اعرف؛ لم يذكر "زاك" اي شيءٍ عنه..
  - "زاك" اذًا... ذلك الوغد..
  - انت تعرفه؟
  - لقد حاول بطريقةٍ معسولةٍ ومستفزةٍ اجباري على خوض عمليةٍ لتبديل عيناي، لكنه لم ينل مراده؛ لذلك دبر لهذا الحادث..
  - لهذا كان غاضبًا.. هل تعلم؟، قبل دخولي لغرفة العمليات سألته عن العينان البديلتان، اخبرني بأنه لا يوجد، وانك تستحق ذلك.. كان يريد تركك من دون عينان...!، كما ترك ابني بقلبٍ بلا نبض...
كارول: هلّا توقفتما عن التندم والتحسر على ما فات الآن؟، هيا الى المائدة؛ انا لم احضر الطعام ليُترك هكذا..

خرجت "كارول" من الغرفة بمشيةٍ تشبه مشية العساكر...
وقتما ابتسم "هاري" ابتسامةً بلهاء قائلًا: "أرأيت كم شخصيتها قويه؟؛ لقد فرضت علينا سيطرتها للتو".
ابتسم "لوكاس" وضحك ضحكةً صامتةً بسبب طريقة "هاري" المرحة في قول هذا..

امّا في مكانٍ آخر:
*منزل "واتسون":
اشتد بكاء الخادمة "كارما" على صغيرها الذي لم تلده..

ونستون: اهدئي رجاءً، اخبرتكِ سيكون على مايرام.
  - نحن حتى لا نعرف ان كان السيد الصغير في حالةٍ خطرةٍ ام لا، ارجوك دعنا نذهب إليه.
  - اخبرتكِ، عندما كنت هناك اجبروني على المغادرة وكان الأمر اشبه بالطرد، قالوا عندما تُسمح الزيارات سيتصلون بي، وقتها سآخذكِ معي...
  - يأسفني حقًا ان "توماس" لم ينجو...
  - وانا ايضًا.. لقد عاش طيلة حياته مخلصًا للسيد "بارون" والسيد الصغير.

عميان البصيرة | "جاري التعديل.."Where stories live. Discover now