9

10.2K 263 2
                                    

( 9 )

وكان البكاء هو بطل الليلة بلا منازع . . فبينما ناريمان تبكي كرامتها وحبها الذي توهمته لسنوات , كانت لمى تبكي ماضيها . . وقبلها الذي ظنت أنه تحطم من قبل . . وسنوات عمرها التي قضتها تهرب من مشاعر ظنت أنها دفنتها عميقاً ولن يصل إليها أي رجل آخر . . بعد

عادل . . عادل . . ماضيها الحلو المر . .

تفتحت عينها كطفلة بريئة على وجوده حولها . . فهو كان جارا لها . . بنايته تقابل البناية التي تسكن بها في حي سيدي بشر بالإسكندرية . . شرفتها تطل على نافذة

حجرته . .

أحبته منذ الأزل . . منذ تحولت مشاعر الطفلة المنبهرة

بجارها الوسيم إلى مشاعر افتتان خجولة من مراهقة ذات ضفيرتين وجهاز تقويم للأسنان . .

بدأت تراقبه وتتابعه دائماً . . تبحث عن الأعذار للتواجد حوله ، حتى أنها قامت بزراعة بعض

النباتات في شرفتها حتى تمنح لنفسها العذر للبقاء بها أطول وقت ممكن بحجة رعاية أزهارها . . ولكنه لم

ينتبه إليها . .

حاولت بشتى الطرق التي توصل لها عقلها المراهق أن تجذب انتباهه ؛ من أجله فكت ضفيرتها وأطلقت

شعرها حراً مجنوناً تتمايل خصلاته إلى ما بعد

خصرها . . خلعت جهاز تقويم أسنانها قبل موعده . . تعلمت وضع مساحيق الزينة وارتداء الأحذية عالية الكعبين . . لقد تعلمت كيف تكون أنثى حتى تجذبه إليها . . وبالفعل انتبه لها أخيراً وكانت وقتها سنتها

الأخيرة بالمرحلة الثانوية . . تفتحت أنوثتها , وظهر جمالها لينبئ عن ولادة أنثى فاتنة لفتت انتباه عادل

على الفور .

أخبرها مرة . . أنه لم ينجذب لجمالها بقدر ما جذبه خجلها . . ووجنتيها اللتان تتوردان بسرعة شديدة ما إن يركز نظراته عليها . . وذابت مشاعرها على الفور لجملته تلك . . لم تفهم أنه أعجب ببلاهتها وسذاجتها

التي أراد استغلالها . .

بدأت قصة حبهما المزعومة . . وكان هو في سنته النهائية في الكلية الحربية . . فكانت مقابلتهما محدودة بوقت أجازته وعدم قدرتها هي على الخروج من المنزل بسهولة . . ومع تخرجه والتحاقها هي بكلية الآداب قسم صحافة وإعلام . . زادت حريتهما في الخروج

وتعددت لقاءاتهما . . كان حبها بريئاً . . تفصح عنه نظراتها وصوتها وهي تحكي عنه لأمها وشقيقتها . . فهي

أرادت حباً طاهراً لا يتوارى عن أعين الناس . . وأخيراً كللا حبهما بعقد الخطوبة والقران وكانت هي

في السنة الثالثة من كليتها . . وكانت سعادتها لا توصف في تلك ليلة . . فأخيراً تحقق حلمها بالاقتران

 ﻛﻴﻒ ﺗﺨﻄﻔﻴﻦ ﺭﺟﻼً ﻗﺒﻞ ﺯﻓﺎﻓﻪ - ﻧﻬﻲ ﻃﻠﺒﺔWhere stories live. Discover now