6

9.1K 273 3
                                    

( 6 )

في صباح اليوم التالي عندما مر باسل ليصطحب لمي

كان لتشوش أفكاره اليد العليا في المزاج المسيطر

عليه . . فكان ترحيبه بها أقل من الليلة السابقة . . وامتنع عن ملامستها كما طلبت منه . . واكتفى بتحية

عابرة قبل أن يتخذ مكانه بجوارها على الأريكة الخلفية لسيارته , ثم لاذ بالصمت الكئيب طوال المدة التي استغرقتها السيارة لتصل إلى أحد أشهر

الكافيهات بوسط البلد . .

اختار مائدة منعزلة في أحد الأركان وسحب لها مقعداً لتجلس ورغم ضباب أفكاره إلا أن ذلك لم

يمنع عينيه من أن تمرا على قميصها الوردي الحريري الملتصق بجسدها بشدة . . وتنورتها القصيرة

ولكنها بالطبع كانت أطول من ثوب ليلة أمس . . اختارا سريعاً ما يودا تناوله . . وظل الصمت مخيماً عليهما لفترة . . وما بين مشاعر الذنب والانجذاب كانت تتماوج الأفكار . . وتتلاقى العيون لتتباعد مرة أخرى . .

وكأن كلاهما يخشى التقاء النظرات . . امتنعا عن أبسط أنواع التواصل . . حتى لا يعترفا أن الأمر أكبر من عبث البارحة . . وكأن مرور الليل أزاح الستار عن أعماقهما وجعلهما يواجها الواقع . .

بحروف كبيرة واضحة . .

" انتهى العبث " . . وضع النادل الطعام أمامهما . . وبدأ باسل بتناول طعامه .. ولكن لمى أخذت تتأمله قليلا وهي تكاد تلمس

المشاعر السلبية التي تحيط به . . أنه يتهرب من مواجهتها . . كما تتهرب هي منه . . الأمر واضح وضوح الشمس . . ولكنها يجب أن تجذب انتباهه لها مرة أخرى . . هذا ما تعرفه الآن . . رغم أنها لم تستطع تحديد سبباً واضحاً لذلك الشعور . . هل لتستمر بخطة ناريمان ؟ . . أم لأنها تريده أن يوليها كل انتباهه . .

وينسى التفكير بأي شيء آخر . .

حسناً . . ستمضي في مخططها . . والأمر منوط به إما يجارها كما فعل من قبل أو يصدها ويرضخ لمشاعر

الذنب التي ترتسم على ملامحه منذ الصباح . .

ألقت الشوكة من يدها بعبث وهي تخبره :

- ماذا هناك ؟

رفع رأسه وهو يسألها :

- ماذا ؟ . .

مازحته : 

- يبدو أنك تشعر بالندم لدعوتي إلى ذلك المقهى الراقي . . هل سأضطر إلى غسيل الأطباق لتسديد

فاتورة طعامي ؟ ! . . حركة بسيطة من شفتيه تشبه ابتسامة أو قد تكون تعبر عن امتعاض . . أو تهكم . . لم تستطع التحديد , ولكن كان هذا رد الفعل الذي حصلت عليه منه,

فأكملت وهي تشير إلى الطعام أمامها :

- أعني . . أنني على استعداد للاكتفاء بكوب من الشاي

 ﻛﻴﻒ ﺗﺨﻄﻔﻴﻦ ﺭﺟﻼً ﻗﺒﻞ ﺯﻓﺎﻓﻪ - ﻧﻬﻲ ﻃﻠﺒﺔDär berättelser lever. Upptäck nu