ﻛﻴﻒ ﺗﺨﻄﻔﻴﻦ ﺭﺟﻼً ﻗﺒﻞ ﺯﻓﺎﻓﻪ - ﻧﻬﻲ ﻃﻠﺒﺔ

8

( 8 )

اتخذت لمى قرارها ونفذته في الصباح الباكر حيث خرجت من منزلها قبل وقت طويل من موعدها مع

باسل . .

أرسلت له تخبره بوجود عمل عاجل وضرورة ذهابها

إلى المجلة وعدم استطاعتها انتظاره . . في قررت العمل عکس نصيحة ناريمان . . والابتعاد عن باسل ولو ليوم واحد . . تريد البعد عنه بمشاعرها للتأكد

نهائياً أنها سلمت

حصونها . . تحتاج للابتعاد عن هالته المسيطرة وتأثيره الطاغي عليها . . ابتسمت وبخيالها ترى سيارته أمام 

منزلها وتصارح نفسها ؛ تريده أن يشتاق لوجودها . . أن يفتقدها . . ويحن إليها ، لا أن تتحول إلى شيء

روتيني في حياته , وكان للمى ما أرادت بالضبط . . وكاد باسل أن يحطم

الهاتف غضباً وهو يقرأ رسالتها . . لقد أراد رؤيتها بشدة . . ورغب في التواجد معها والشعور بها قريبة منه . . فقد أصبحت ضرورة من ضروريات حياته . . ولا يدري كيف حدث ذلك بتلك السرعة ؟ . . قد يكون الحب . ولكن هل سيستسلم له ويخضع لسلطان قلبه ويتوقف عن الاستماع لعقله ؟ . . . أم يتناسى كل شيء ويعود بذهنه وأفكاره إلى شيرويت . . خطيبته

الجميلة ؟ . .

شیرویت . . خبط جبهته بكفه وكأنه تذكرها للتور تذکر تخليه عنها ليلة أمس دون حتى محاولة لترضيتها . . قد تكون هادئة ناعمة لا تطالبه بالمشاعر الجياشة . .

ولكنها بالتأكيد ستطالب بإخلاصه . . . التقط الهاتف بتردد واتصل بها . . . يحدد معها موعداً تلك الليلة تعويضاً عن الليلة السابقة . . ولكن بعد إغلاقه للهاتف شعر بخواء غريب بداخله . . دوامة كبيرة من الفراغ تملأه , بل يشعر إنها ستبتلعه

بداخلها . . سحقاً . . إنه يفتقد لمى . . يفتقدها للغاية وقد مرت عدة ساعات فقط على رؤيته لها . .

حاول الاتصال بها . . ولكنه وجد هاتفها مغلقاً . . حاول . . وحاول . . وفي كل مرة يجد الهاتف مغلقاً . . كاد أن يتصل بها في المجلة ولكن ذرة من العقل أخبرته

بإمكانية وصول الخبر إلى ناریمان . .

كيف سيمكنه التغلب على شوقه هذا في المستقبل . . كيف ؟ . . هل سيمكنه التخلي عن لمى تماما ؟ . . ربما لا . . ربما توجد طريقة أخرى . . طريقة للحصول على رضا

العقل وسعادة القلب معاً. . .

* * * * * * * * * * * * * *

جلس باسل أمام شيرويت بإحدى أفخم مطاعم القاهرة يستمع إلى هذرها بذهن غائب . . يتفقد هاتفه

كل دقيقة بحثاً عن مكالمة أو رسالة من لمى التي ترك

لها عشرات الرسائل وهي لم تجبه إلى الآن . . تصرخ أعماقه . . ماذا حدث ؟ . . هل هي منشغلة حقاً