الحلقة التاسعة

ابدأ من البداية
                                    

_تمام يابني ربنا يباركلي فيكم ..صحيح انا خلفت رجالة تقدر تتحمل المسئولية

فاحتضنه أحمد وأدهم والثلاثة في داخلهم يعلمون جيدا أن كل محاولاتهم ستعود بالفشل ولكنهم يحاولون لمجرد المحاولة

ومرت الايام الواحد تلو الاخر وكل منهم يحاول تأجيل السفر بدافع مختلف عن الاخر فا إبراهيم قد جذبه الحاج عبد العزيز بعقله وقوته وحلاوة صحبته فما عاد يريد الابتعاد عنه
أما أحمد فكان يعلم تمام العلم كمية المشاكل والصدام الذي سينشب بمجرد رجوعه لوالدته لتعلم بخبر زواجه وهو يريد ان يعيش السعادة بهدوء مع حبيبته الذي طال شوقه وانتظاره لها
وأما مها فكانت تعلم هي الاخرى مدى كره رقية لها وتعلم انها ستعاني منها الامرين ولذلك كانت تهرب وتحاول تأجيل المحتوم

*******************

طرقات كعب عالية ومنتظمة جذبت انتباه العاملين ليقفوا جميعا لتحية تلك الصغيرة ...عذرا لم تعد صغيرة او مدللة ولم تعد حياتها بين الرحلات واخر صيحات الموضة كسابق عهدها بل صارت الان(قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب ) اقوى واشرس سيدة اعمال في مصر استطاعت في فترة وجيزة حفر اسمها بقوة في ذاكرة اغلب رجال الاعمال المصرييين بل والاجانب ايضا بقوة شخصيتها وتحكمها بزمام الامور بقوة وذكائها الخارق نعم يا سادة انها ياسمين هانم الرفاعي
لا أحد كان يعلم سر هذا التغيير الناقض لكل عاداتها القديمة الا أدهم وأحمد فقط من يعلمان سر تحولها ولم يكن سوى صدمتها في الشخص الوحيد الذي استطاع اختراق حصون قلبها ليتوج ملكا على عرشه ثم اختفى هكذا ودون سابق انذار اختفى لتختفي معه كل مشاعرها وحبها ويتحول قلبها لصخرة صماء لا تخضع لبشر

دلفت ياسمين لغرفة مكتبها تتبعا مديرة اعمالها ريهام
ياسمين بجدية :
_ريهام هاتيلي ملف صفقة روديس

ريهام بطاعة :
_حاضر يا فندم

غابت قليلا لتعود بعدها ومعه الملف :
_اتفضلي حضرتك

ياسمين :
_تمام اتفضلي انت ومش عاوزة أي ازعاج وأجلي كل مواعيدي لبعد الظهر عاوزة اراجع الملف قبل المقابلة النهائية

فاطاعت ريهام أمرها وتركتها وخرجت ولم يمر سوى دقائق وكان يعلو في المكتب رني الهاتف

ياسمين بضيق :
_في إيه يا ريهام مش قلت مش عاوزة ازعاج ؟

ريهام :
_انا اسفة يافندم بس فيه واحد على التليفون مصر يكلم حضرتك وبيقول موضوع حياة او موت

ياسمين باهتمام :
_مين الشخص ده ؟ وايه هو الموضوع ؟

ريهام :
_مقالش اسمه يافندم بس قال ان عنده معلومات مهمة عن صفقة روديس

ياسمين :
_طيب حولي ليا المكالمة

ياسمين بهدوء :
_السلام عليكم ورحمة الله خير حضرتك اتفضل

الشخص المتصل :
_وعليكم السلام ورحمة الله
ازيك يا ياسمين وحشتيني

توقف الزمن والعالم بأسره اختفى من حولها وجف حلقها شعرت بنبضات قلبها زادت وهددت بالتوقف ان اسكتتها ثانية
ياسمين بتلعثم :
_ي...يو....يوسف

يوسف باشتياق :
_ايوة أنا يوسف يا ياسمين .... عاملة ايه يا حبيبتي وحشتيني قوي ..أنا ....

قاطعته ياسمين بغضب وانفعال سيطر كليا عليها :
_بس مش عاوزة اسمع منك حاجة انت ليك عين تتصل بيا تاني ..يا بجاحتك يا اخي

يوسف برجاء :
_ياسمين ارجوكي اسمعيني أنا كنت ....

ياسمين هادرة بغضب :
_خلص الكلام يا يوسف وياريت متتصلش هنا تاني

واغلقت الهاتف وهي مازالت مصدومة من عودته فجأة وعودة نبضات قلبها مرة اخرى وانسابت دموعها تغرق وجنتيها محدثة نفسها :
_(ااااه يايوسف ليه رجعت تاني ؟ليه ؟....كنت خلاص قفلت على قلبي بمليون قفل ...ليه رجعتني لمشاعر غالية بس مش هقدر احسها واعيشها تاني ...وجعت قلبي يايوسف وجرحتني )

انهارت ياسمين في أحزانها وتركت الشركة سريعا وذهبت بسيارتها وهي تكاد لا ترى من دموعها وجدت نفسها أمام أكثر مكان يهواه قلبها (كورنيش النيل )أول مكان جمعها بيوسف عندما .......

flash back

إيه ياجميل ....مترد علينا ياقمر

هكذا هتف أحد الشباب وهو يتفحصها بنظرات شهوانية قذرة
ياسمين بضيق وتأفف:
_لو سمحت عيب كدة

الشاب :
_ليه بس يا قمر دا انا حتى نيتي سليمة تعالي بس هنتكلم شوية

واتبع كلماته بامساكها من يدها ليجذبهانحوه فصرخت ياسمين وهي تحاول التخلص من قبضة يده على معصمها مستنجدة بأي شخص ولكن للاسف المنطقة جديدة فشبه خالية من السكان ومع هذا الوقت المتأخر من الليل لم تجد من ينقذها من براثن هذا الذئب البشري

وبالفعل استطاع هذا الحقير جذبها لسيارته ضد ارادتها لانه كان أضعاف حجمها شعرت ياسمين انها النهاية حاولت التملص منه لم تستطع حتى اوصلها لسيارته وفتحها وحاول ادخالها عنوة وهنا ظهر شخص اخر ركن سيارته سريعا وخرج منها دافعا ذلك الشاب بعيدا عنها ومفسحا لها المجال لتبتعد عنه في حين واجهه هو بعدد لابأس به امن اللكمات والركلات كان لها بالغ الاثر على ملامح وجهه المتورمة

أما ياسمين فلم تبتعد بل كانت تبكي بحرقة وعقلها عاجز عن الاستيعاب فظلت في مكانها متكورة على نفسها بلا أي مقاومة تذكر
في حين شعر ذلك الشاب الحقير بدنو نهايته ان وقف دقيقة أخرى فتحامل على نفسه رغم ألام جسده وركب سيارته مبتعدا بها باقصى سرعة وهنا التفت يوسف لياسمين هادرا بعنف وغضب :
_انت ازاي تقفي في الشارع كدة لوحدك في وقت زي ده ؟؟؟

ياسمين بتلعثم وبكاء وانهيار :
_والله العظيم ...انا ...أنا

يوسف بغضب :
_انت ايه انطقي ؟

منة (صديقة ياسمين المقربة )بخوف :
_ياسمين ...مالك في إيه ؟؟

لم تستطع ياسمين التحمل أكثر فرحب عقلها بظلمة دامسة سحبته داخلها لتسقط فاقدة للوعي ليتلقفها يوسف بين يديه وهو يلعن بصوت هامس الصدفة التي احضرته لذلك المكان في ذلك الوقت تحديدا

فصرخت به منة :
_ياسميييين ...انت عملت فيها إيه ؟؟انطق !!!

يوسف بتوتر :
_معملتش حاجة ...تعالي معاها خلينا نلحقها في اقرب مستشفى

واتبع كلماته بان حملها بين يديه ووضعها بسيارته في المقعد الخلفي فلم تجد منة بد من الصود معها فهي لن تتركها بمفردها معه ...فانطلق يوسف للمستشفى التي حددتها له منة تحديدا وتم ادخالها في قسم الطوارئ في حين التفت يوسف لمنة مؤنبا اياها :
_أنا بس عاوز افهم انتم برة بيوتكم في الوقت ده ليه

منة ببكاء :
_كنت راجعة بيتي عشان أجيب شوية حاجات لبابا واجي تاني له هنا وهي اصرت تيجي معايا عشان توصلني ومركبش تاكسي في الوقت ده لوحدي

يوسف بتعجب :
_هنا!!!انت والدك هنا ؟

منة وهي تمسح دموعها :
لي_ايوة حتى لو مش مصدقني تعالى معايا في الدور التاني كان السكر نزل عنده جدا فجبته هنا والدكتور اصر انه يفضل هنا يومين تحت الملاحظة

وهنا خرج الطبيب من غرفة ياسمين فاسرع اليه يوسف :
_خير يا دكتور ؟؟ ارجوك طمني عليها

الطبيب :
_حضرتك تبقى ليها ايه ؟

يوسف بتردد :
_أنا ...أنا ...خطيبها

الدكتور مبتسما :
_متقلقش كدة هي كويسة والله هو بس ضغطها نزل شوية وعلى بكرة الصبح هتبقى كويسة ان شاء الله

يوسف بارتياح :
_الحمد لله ....الحمد لله
متشكر ...متشكرجدا يادكتور
طب بعد اذنك ممكن اشوفها

الطبيب :
_اه طبعا اتفضل

فاتجه اليها يوسف وطرق الباب عدة طرقات حتى سمع صوتها الضعيف تسمح للطارق بالدخول

يوسف مبتسما عندما دخل :
_حمد الله على السلامة

ياسمين بدموع :
_والله أنا ....

يوسف مقاطعا وهو يجلس على مقعد قريب من السرير :
_خلاص خلاص ...اهدي....والله عرفت اني قليل الذوق

ياسمين بدهشة :
_نعم !!!!!!!!

يوسف بجدية :
_ايوة طبعا انفعلت عليكي وانت ملاك

ياسمين بخجل :
_متشكرة ..انا بس كنت عاوزة اشكر حضرتك على وقفتك معايا

يوسف مبتسما :
_لا شكر على واجب ....انا سعيد جدا بمعرفتك أنا يوسف الجندي

ياسمين متوردة الوجنتين :

_انا أسعد ..أنا ياسمين الرفاعي

منة التي دخلت الغرفة على غفلة منهما بعدما اطمأنت على والدها وعادت :
_وانا منة الشيخ

فاتنبها الاثنان لها بتوتر وارتباك
منة :
_حمد الله على سلامتك يا سمسمة أنا كلمت مامتك وقلت وقلتلها انك هتباتي معايا هنا

ياسمين :
_خير ما عملت يا منة ..انا لازم أقوم

منة :
_لا استني ...الدكتور قال بكرا هتخرجي

ياسمين بعند :
_لا أنا كويسة ...لازم أخرج دلوقتي

فوقف يوسف أمامها :
_لازم تسمعي كلام الدكتور ...استني لبكرا حتى نطمن عليكي

ياسمين بعند :
_لا معلش ...انا الحمد لله كويسة وأقدر أقوم

واتبعت كلامها بوقوفها من السرير فشعرت بالدوار وترنحت بجسدها ليسرع اليها يوسف وتسقط بين يديه لتغيب في عسل عينيه الصافي لحظات ثم أغلقت عيناها ليحملها يوسف ليرجعها لفراشها وفي داخله نبضة من نبضات قلبه هاربة تهتف باسمها


كيف سيتصرف يوسف مع عنيدته ؟
وكيف سيحملها على سماعه ؟
وماموقف إبراهيم وأحمد منه عندما يقابلهم ؟

تابعوني في الحلقات القادمة باذن الله

قلب الرفاعيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن