بين الماضي والآتي

442 36 30
                                    

بقي الجميع مذهولا من هول المفاجأة الا احمد الذي كان كل مايفكر فيه ان ريم مع جود الان كل مايدور بعقله انه كان يمسك بيدها وغاص في اعماق ذاكرته لحيث تغير كل شيء تذكر أيام الجامعة و جود الذ كان صديقه المفضل تذكر كيف كانا يحلمان بافتتاح شركتهما تذكر كيف كان يحسدهم الجميع على صداقتهم الى ان دخلت هي حياتهما عندها تذكر كيف ان اباه كان يخبره انه لاشيء يقدر على التفريق بين صديقين سوى امرأة تمكنت من قلب الاثنين ،غاص احمد في اعماق ذاكرته متذكرا "سجا" تلك الفتاة الرقيقة الجذابة التي سرعان ما كونت صداقة مع جود لتدخل بين هذا الثنائي الذي لا يفترق تذكر كيف كان يرى نظرات الاعجاب بعيني صديقه عندما تتحدث كان يعلم ان جود قد وقع بشباك سجا التي لم يبدو عليها الاهتمام بأحمد الذي كان يبتعد كلما تقربت منه لم يظن يوما ان صديق عمره قد يصدق اشياء كالتي قالتها سجا لم يصدق ان جود لم يكن يثق به لدرجة تجعله يتهمه بخيانة صداقتهم ليفترق الصديقين بعد ان ننجحت سجا في اتهام احمد بمحاولة قلبها على جود وكيف انه كان يقنعها لترك جود وكيف كان يخبرها انه يحبها رغم علمه بانها سترتبط بصديقه ،كانت كلها اكاذيب اختلقتها سجا عندما رفض احمد اعترافها له وكانتقام منها اختلقت تلك الأحداث لتفرق بينهما وهو ماحدث فعلا فاحمد وجود لم يتحدثا من يوم المواجهة واختار احمد السفر لأمريكا لاستكمال دراسته بعدما لم يكن يجمعه بجامعته سوى جود الذي اختار الابتعاد دون ان يستمع له حتى ،لكن يبدو ان الحياة تلعب لعبتها المزرية مرة اخرى لتجمع بينهما من اجل سبب مماثل لما افترقا عنه لكن هذه المرة الامر مختلف لن يستطيع الهرب من قلبه لن يستطيع ان يترك الامر ورائه هذه المرة لن يستطيع ان يرحل لقد تغيرت الامور الان ،ولكن كيف سيتصرف جود ؟؟؟مالذي يفعله مع ريم ؟؟؟ هل يحبها؟؟؟هل تحبه؟؟؟كلها اسئلة كانت تتراقص امام عينيه واخشى مايخشاه ان تكون اجاباتها موجبة ...
في الوقت الذي كان يغرق فيه احمد في ذكرياته كان كل ماتفكر فيه ريم هو تهورها وكيف انها حكمت عليه دون ان تستمع اليه كان الندم ينخر قلبها كانت حقا تعيش التيه بذاته فلاهي تعلم مشاعرها تجاه احمد الان ولاهي تعرف مالذي يفكر فيه هذا الصامت الجالس بجانبها...

كان جود قد اوقف السيارة على حافة الطريق واتكأ على المقود مغمضا عينيه يفكر في الماضي في الحاضر وفي الآتي كان لا يعلم أيعتذر من احمد على مابدر منه بعد سنين ولكن لما يعتذر منه فأحمد سافر وتركه وحيدا مع سجا رغم انه كان يعلم بنواياها الا انه تركه ليبقى لعبة بيدها سرعان ماملت منها بعد ان غادر السبب الوحيد الذي جعلها تكلمه او حتى تراه ،لكن الامور تغيرت الان احمد تخلى عنه وهذا لايغتفر اضافة الى ان ريم الان بحياته ويبدو ان التاريخ سيعيد نفسه مرة اخرى يبدو ان الصديقين كتب عليهما الا يفترقا الامن اجل قلبهما فمابالك الان بقلبين يهيمان بشخص واحد كان الامر جليا امام جود احمد معجب بريم هذا ان لم يكن يحبها ،هو لايزال لايعلم شيئا عن مشاعر ريم  هو حتى لايعلم شيئا عن مشاعره هو حقا لايعلم💔😥....
كانت ريم تشاهده وعلى وجهه تبدو علامات الالم ،الاحباط و وجع القلب لم تعلم لما لكنها شعرت بقلبها يعتصر من اجله فلم تجد بدا سوى قطع هذا الصمت المؤلم فقالت "لم يكن الامر يستحق كل هذا رغم اني لا اعلم مالذي بينك وبين احمد لكن مامن شيئ يستحق "قالت كلماتها وكانها تحادث بها نفسها وكانها تواسي قلبها ليجيبها صوته "كل شيئ بسيط الا امور القلب يا ريم "
"احيانا تكون الاشياء البسيطة اكثر الاشياء تعقيدا واكثر الاشياء تعقيدا هو اكثرها وضوحا "
"لو كان عليك الاختيار بين الصداقة والحب مالذي كنت ستختارين؟؟"
ليلجمها سؤاله فتصمت قليلا ثم ترد وقد بدى عليها الالم "ساترك الجميع وارحل رغم انني ساختار الصداقة لكنني سارحل بحثا عن حياة جديدة رفقة ذكريات قديمة لن اقطع علاقتي بصديقتي ولكنني لن ابقى ايضا "
نظر لها جود وكانه يفكر في غرابة اجابتها ويفكر فيما سيفعله ،في ما تحمله الايام ،فيما تخبأه الاقدار....

حقيقة انا جد حزينة لما آلت اليه الاوضاع ...
وانا اعلم ان الاختيار صعب خاصة ان كان الامر يتعلق بالمشاعر 💔😥
اتمنى ان يكون البارت قد نال اعجابكم😍❤❤

عشرينية تائهةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن