ثقة

82 33 1
                                    


"سرٌّ آخر تودّ الاعتراف به سيّد جاسون؟"
سألَ لويس بضيق على غموضِ كلٍّ منهم، فلمن الصعب البقاءُ حيًّا مع أشخاصٍ ينكرُهم .. فكّر في قتلهم قبل قضائهم عليه ولكنّه متردّد في خططه

كانَ متحجّر القلب، بارد المشاعر، اتّصف بالأنانيّة بكلّ مافيها.. واثقٌ بأنه لن يشعر بأيّ ندمٍ إذا سفكت يدهُ دمَ أحدٍ منهم، ولكنّ ذلك التردّد يمثّل عدم قدرته على القتل فليسَ واثقًا من انقلابِ الجميع عليه

"كيف يبحث جاسون عن جاسون؟"
سألت جولي بغضبٍ واضح والسخرية تعمّها بقهر، تعلمُ بأن ذلك ينصّ على انتحالِ أحدهم لشخصيةٍ أخرى

"كان من المفترضِ بأن تكتشفَ الأمر منذ البداية لويس، ظننتك ذكيًا"
قالها محاولًا خلق الفوضى ليصرف الأنظار عنه

"حسنّا، جاسون صديقٌ لي.. وأنا هنا بدلًا منه"
أخذ نفسًا ثمّ عرّف عن نفسه الجديدة ليختم كلامه
"أنا كين .. هذا ما يكفيكم لمعرفته"

لم يكن ليعتذر كما فعلت نارا أو أن يشعر بالذنب، فهو مجبورٌ على الكذب و ليس لأيٍّ منهم حقٌّ في التدخل في قراراته لأنهم ببساطةٍ غرباءٌ عنه

أومأت إيفا بصمتٍ لما ترى، اعتقدت بأنّ هذا الشخص أمامها هو الزوج المستقبلي لها ولكنّ الأحلام عاودت رسمَ خيالها من جديد لشكلِ شخصٍ تجهله

لمن الغريب بأن تفكّر بأمورٍ كهذه، أمورٌ مستقبليّة في ظلّ الظروف القاسية التي تحدّد احتماليّة موتها، و لكنّها اتّصفت باليقين فالأمل هو نجاتها

متمسّكةً بالأملِ كطوق نجاةٍ حتى وإن غرق من حولها، مؤمنةً بأنّ ما ينتظرها أجملُ مما يحيطُ بها

كانت مستسلمةً منصاعةً لأوامر والدها .. فهي لا تكترث بالزواج من شخصٍ غريبٍ عليها بحجّة أن الجميع يراه مناسبًا لها، هيَ تحاول التكيّف مع الأمر فحسب قدر المستطاع

"هل تلكَ تضحيةٌ أخرى كين؟ هل أنتَ هنا لحمايةِ صديقٍ لك؟"
سألت مايا متعجّبة لاحتماليّة بأن يكون كين المضحي، فهو لا يتّسم بهذه الصفةِ في نظرها، علّقت ساخرة لمن يواصلُ تجاهلها بلا سبب

لم يكُن ليشرحَ لها مراهقة جاسون المتأخرة في عدم رغبته بالذهاب للقاءِ زوجته للمرةِ الأولى، وخصوصًا أن إيفا هنا، ولكنّه سكت، والسكوت علامة رضاه بما قالت

ضحكَ لويس ليردّ متأخرًا
"أرى بأنّكَ أقلّ ذكاءٍ منّي، هل أنت بكاملِ قوّاكَ العقلية لتضحي بروحك لمجرّد صديق؟ لو كان صديقًا بالفعل لحاول صرف تلك الباخرةَ عنك من يومك الأول فيها"

عندها فتَح لويس أعين كين التي كانت مُغمضة، جعله يرى جانبًا كان يتفادى النظرَ إليه
"أتعلمُ ما أسوأ ما في الخيانةِ كين؟"
عاود سؤاله مستخدمًا اسمه الحقيقي هذه المرة ليُجيب بدلًا منه
"أنّها ببساطة لا تأتي من عدو"

لوفينياWhere stories live. Discover now