ثلاثةُ مفقودين

106 27 10
                                    


ظلّ الصّمتُ دائمًا بينهما منذُ أكثرِ من ساعة
ليحدّقٓ كلٌّ منهما في الفراغِ دون النّظرِ للآخر

يفكّران في حلٍّ لِمُشكلةٍ هم من تسبّبُوا بها ..

كانا قد توحّدٓا في غُرفةِ القُبطان فهي الأفضٓل للاستيطان
وبما أنّ جميعُ المورّداتِ فيها كذلك

ورغمٓ أنّهما مجرّدُ
اثنان إلّا أنّ تلك الغرفة كانت في حالةٍ يرثى لها
فقد قلباها رأسًا على عقِب

استقامٓ كامرون فجأة ليتقدّمٓ نحوٓ الثلّاجة وهوٓ
يجرجرُ قدماه بكللٍ وملل
مُعبّرًا عن طولِ انتظاره لِأمرٍ من قِبٓلِ لويس
كي يتحرّرُ به خارِجًا من هُنا

لويس يأمر.. كامرون يُنفّذ
وٓ دونٓ أيّ نوعٍ من الإعتراضِ حتّى ..

فتحٓها ليُخرِجٓ علبةٓ ماءٍ باردٓةٍ منها
حتّى سمِعٓ لويس مناديًا له
"ناوِلني كأسًا من الماء"

عادٓ ليفتٓحها آخِذًا علبٓةً أخرى
إلّا أنّه توقّف لبرهة مُلاحِظًا توقّفٓ عملِها
فابتسمٓ بسخريةٍ ليعلّق بصوتٍ غيرِ مسموع
"مولّدُ الطّاقة في انحدار!"

ألقى بالعلبٓةِ من بعيدٍ أثناء سيره نحوه
ليلتقِطها لويس شارِبًا أيّاها دفعةً واحِدةٍ لشدّة تعطّشه

"ألا تعتقِدُ بأنّ تركٓ شُركائنا هناك وحيدين
سيفتحُ المجالٓ لِقتلِهم؟"
سأله بتوتّرٍ على أمٓلٍ مِن أن يأذنٓ له بمُلازمةِ شريكه

رمى العُلبة بعد أن فرّغها كليًّا على الأرضِ لينطق
"بربّكٓ كامرون! الوضعُ آمِنٌ الآن
ومُحالٌ أن يٓتجرّأ أحدهم على القتلِ سوانا نحن
أتعلم لماذا؟"

كانٓ قد نسى الفتى النّبيلُ آدابٓه بأكملِها أو تنازلٓ عنها
مستدلًّا على أنّ هذا ليسٓ وقته..
فالشّربُ بشراهة مع إلقاءِ النّفايات من حوله
يدل على قلّة تهذيبه ، وهذا ما يُنافي طباعٓ الوريثِ
الأكبٓر لِعائلةٍ ثريّةٍ ذو نسبٍ عريق

"لأنّنا أنانيّان؟"
سألٓ بِبٓلاهة بعد تفكيرٍ عميقٍ في السّبب

ابتسم بابتسامةٍ جانبيّة ليسخرٓ منه
"بل لأنّنا نملِكُ عقولًا كامرون"
اعتدٓلٓ بِجلستِه ليُكمِلٓ
"الأنانيّ الحقيقيّ هو من ننتظِرُ موتهُ الآن"

كانت تلك النّظريّة في تمامِ الصّحة ، فمن المُستحيلِ
للبقيّة بأن يسفكوا الدّماءٓ كما توقّع ولكن ذلك لا يعني غباءً
على الإطلاق ...

أمسٓكٓ بِغطاءٍ على الأريكة مُحيطًا جسده به بعد أن أسند
برأسه على الوسادة،
ثمّ أمرٓ رفيقهُ الواقِف أمامه مُنزٓعِجًا
"أغلِق الضّوء"

لوفينياWhere stories live. Discover now