"1"

21 2 2
                                    


لا أعلم شيئاً عن نفسي....

أستطيع التحدث بأكثر من لغة... أقصد أكثر من طريقة.... هنا....في غابتي أو بالأحرى عالمي!

لغات الطيور... لغات الحيوانات.. لغات الطبيعة... كالاشجار و المياه و الرياح.... أسمعها تغني على الدوام!

أعلم كثيراً من المفردات... أستطيع الكتابة.. و القراءة حتى!،  لا أدري كيف!؟

كل ما أعلمه أنني استيقظت،  وحيدة فوق شجرة الصفصاف الشامخة تلك... كنت في أحضانها كانت شديدة التفرع غزيرة الأوراق....

وجدت حولي ازهاراً و يراعات،  و عصفورين يحومان حولي....
بدا و كأنه.... بدا و كأن الطبيعة ترحب بي!

هل أنا عصفور؟؟
                             الجواب لا!

هل أنا غزال؟؟
                       كلا،  مجدداً!

من أنا إذاً؟ أنا إنسان!  لكن من أين؟ لا أعلم!

ليس لدي أب أو أم!..... أب و أم، كيف أعرف أنه يجب أن يكون لدي آب و أم؟

هل أنا ابنة الطبيعة؟
لا أعلم؟؟ ربما...

لكنني لست برضيع؟ على ما أعتقد أنا تجاوزت الخمس سنوات...

لكن من و أين أنا؟ أجهل الأمر كلياً.

*********……………**********

يمكنني القول بأنني ترعرعت في كنف العصافير و الحيوانات....
في مأوى الطبيعة..

كنت محبوبة من قبلهم جميعاً،  و كأننا... و كأننا أخوة!!

………………………………………………

عندما كنت أتساءل.. تلك المرة... لماذا أفهم كل الحيوانات حولي؟... لماذا أفهم كل الطبيعة؟

توجهت حينها إلى تلك الشجرة العجوز التي كنت في أعلاها يوم صحوت، جثيت على ركبتي بثوبي الأبيض الحريري... و استفسرت...

"أيتها الشجرة  الهرمة!، من أنا؟ و أين؟ ولماذا؟ كثيراً ما جلت في هذه الغابة و لم أجد لها نهاية! ".

أتاني صوت عذب لا أعلم من أين!.. كل ما أعرفه أنه كان همسات حنونة....

"أنت حورية الغابة"....

كنت مصدومة لسماع رد و لكنني همست بعمق :
"حو..حورية.... الغابة... "
عندها شعرت بشيء يذوب داخلي... بدا العالم لي مختلفاً تماماً!.

استدرت إلى الوراء إلى..رأيت الحيوانات تحني رؤوسها بإجلال للشجرة ربما!،  ثم قلت بتفاؤل :

"أجل!.. أنا ابنة الغابة على ما أعتقد... لكن لا يهمني.. إنها تحبني و أنا أحبها! ".

و لكن صوت من ؟!..ذلك الذي سمعته...
هذا يعني أنني لست وحيدة...

كانت فكرة جميلة و مخيفة في نفس الوقت..

هل هذا صوت رياح أم تغريد عصفور.. أم غناء غزال...

لا...لا...ليس أياً منهم...

لقد أتى الصوت من بعيد و كأنه من السماء..

ترى من أو ماذا يكون؟....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

يُ.....تْ.....بَ.....عُ

THE PIXY OF THE FOREST Where stories live. Discover now