□■ |شيزوفرينيا من نوعٍ آخر| ■□

2.2K 134 342
                                    


-المطر شبه متوقف -

لا يزال ذلك الشاب جالساً على سريره ،، وكأنما خدرت مفاصله

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


لا يزال ذلك الشاب جالساً على سريره ،، وكأنما خدرت مفاصله .. قد غاب عنه إدراك ما حوله وظهرت مجدداً أمام عينيه تلك الليلة ...

بعتمتها ..

وبالغمام الأسود المتناثر في سمائها ...

وعاد يسترجع ما ألم به من ألم ..
عندما كان في السادسة،،

مجدداً ..

صرخة الرجل ..

" يا إله السماء !!! " انحنى،، قلب جسده يستقصي حالته ،، نبضه ونفسه وجروحه مردداً بأسى وصراخ..
" اللعنة على هذه الدنيا!! أولئك الحقراء!!!  "

بدأ يضرب خد الطفل الممرغ بالوحل .

"أفق .. أفق"

ثم توقف للحظة عندما أدرك أنه يجب حمله إلى المشفى بأسرع وقت ممكن؛؛ فهو ببساطة ... يسلم روحه !!

يتذكر ذاك الشاب كيف تم رفعه فجأة من الأرض وقد رءاها في مشهدٍ ضبابيٍّ مهتز تبتعد عن خده،، وأبصر تلك البقعة الحمراء ترسم موضع رأسه،، يتراقص دمه أرضاً مع اشتداد المطر..

رأى يداه متدليتان على ظهر الرجل مغبرة مليئة بالخدوش،، تقطر خصلاته بالماء..

والرجل يتوجه مهرولاً فتهتز الصورة أكثر ... يتجه الرجل نحو سيارته قديمة الطراز،، يفتح بابها المتهاوي،، ويضعه برفق على المقعد الخلفي بين بضعة أغراض...

والعاصفة تشتد،، يخطف البرق اللحظة... ويصرخ الرعد صرخةً تتذبذب لها أوتار القلوب،، وكأن السماء جُنَّت وهمّت بالوقوع من هول الحدث!!

يغلق باب المقعد الخلفي ومن ثم يتقدم بسرعة نحو الأمام محتمياً من العاصفة رافعاً سترته الجلدية فوق رأسه ..

ثم تغيب الذاكرة ..
إلى هنا ،، ويتوقف عقل الشابِّ عن سرد الأحداث ... لقد كانت معجزة إلهية أن يعود إلى الحياة - ذلك الطفل البائس ..

أن يعود إليها مجازياً ...

ربما قد عاد ولكنه قد مات منذ زمن طويل،، وتعفن في أحشاء نفسه ...

لم يفصح فريق الإسعاف عن الحقيقة لوالدته ،، فقد هلعت لمجرد رؤيته ... وتحت طلب الرجل الذي أنقذه ،، أخبروها أنه ضربَ رأسه لا أكثر .. أو تعرض للتنمر من بعض الصبيان الكبار ..

THE JUGGLER || المتلاعب (قيد التعديل)Where stories live. Discover now