□■ |شيزوفرينيا من نوعٍ آخر| ■□

Magsimula sa umpisa
                                    

ولكنهم أكدوا لها ضرورة مراقبة تصرفاته ..

رحل المطر تاركاً البرك الضحلة وتلك الرائحة الحزينة ،، رائحة ما بعد البكاء الطويل في أحضان من تحب ...

وتلك الغفوة الجميلة .. التي غفاها على صدر أمه عائداً من المشفى ... تمرُّ به الأضواء من نوافذ السيارة ،، لكن رعشة الخوف لم تغادر جسده الضئيل ...

الشباب الذي أجرموا في حقة هربوا من شقتهم خوفاً من الفضيحة ..
ولاحقاً وجدوا ما يستحقون ..

أما هو ...

فعاد إلى الحياة كسيراً ...
يرى نفسه ذلك الطفل بالوجه الرمادي العابس المتحجر ذي الشقوق ... واقفاً بصمتٍ تعصف به الرياح ... وتمر به الأهوال ،، فلا تحرك فيه ساكناً ...

فقد حدث داخله ذاك الشرخ السحيق الذي سرب روحه ،، فأرداه جسداً أجوف !!

قام من جلسته ينظر إلى كفه ،، كم أصبح كف الطفل الآن كبيراً وقوياً ... لقد مرت السنوات ،، أكثر من عشر سنوات ولم يكنْ ليتغير الحال لولا تلك الأحاديث ...

أحاديثٌ الظُّهر، التي كانت تدور باستمرار بينه وبين ذلك الرجل الذي أنقذ حياته ...

كلامه لا يزال يرن من فوقه ومن تحته ومن الجانبين ..

" هكذا تفعل الدنيا ... أيها الصبي ،، لقد اكتشفت حقيقتها باكراً جداً ... الدنيا تكسر كل أحد ،، ثم بعدها يصير العديد قويين في ذات الأماكن المكسورة ... ولكن أولئك الذي لا ينكسرون ... تقتلهم* "

ذلك الرجل الوحيد .. تكفل به دون علم أحد ولم يشأ فضح سره أو تركه على حاله ،، بل ولم يشأ التخفيف عنه وإشعاره بشفقته ... بل أراد اعطاءه الجرعة بأكملها ،،

• جرعة الحياة •

بوجهها الحقيقي ..

كان يلقاه من يومٍ لآخر ،، تحت البناية يجالسه ويحادثه وينقل إليه نظرة جلية لهذه الحياة ،، نظرة أربعينيٍّ بائس ... قد عاش من التجارب ما أوقف نبضه وأسقط لحم وجهه بؤساً وحزناً ...

" أنت يجب أن تكون شجاعاً ،، الشجاع إن كان ذكياً يموت ربما ألفي موت ... لكنه ببساطة .. لا يتذكر* "

وقف الشاب من جلسته على سريره يستذكر،، وبدأ يمشي في أرجاء الغرفة ذهاباً وإياباً .. يسمع صوت ذاك الرجل وقد لازم ذهنه ..

" لا تتحدى القدر ... بل استعمل عقلك ،، اترك الحدثَ يحدثْ ،، ثم حول مجراه ليصبَّ في مصلحتك ... ولا تخطوا قبل أن تتحرى أين تضع قدمك ..

هذه الحياة .. لئيمة ،، فخذ كل ما تستطيع أخذه منها ... قبل أن تقتلك ،، لأنها ستقتلك على أي حال "
كانت تلك أوائلَ جمله ..
يتذكر الشاب كيف ربت ذاك الرجل على كتفه ناطقاً بكل تلك العبارات دفعة واحدة ،، يلقمها له .. وكيف كان عقله الطفوليُّ عاجزاً عن تحليل كلماته ...

THE JUGGLER || المتلاعب (قيد التعديل)Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon