¦نهاية البداية¦

296 26 10
                                    

¦هو ¦✨
نمرّ بظروف كثيرة تجعلنا بعضها نستسلم و نفقد الأمل بكلّ شيء، نترك حبال حياتنا للقدر و نرفع الراية البيضاء له بحجة أن كل شيء مُسيّر من قوى سماويّة خارجية.
و في حياتنا نلتقى الكثيرين، كل منهم مهما كان له دورٌ صغير فإن له فصل من قصّتنا و أوراق من أجندة ذاكرتنا.

أؤمن بالقدر و بشدّة و لكنني أيضاً أؤمن بالتغيير.

قرأتُ ذات مرة في أحد كُتب ميلودي " أن القدر عُذر العاجزين عن تحمُّل المسؤولية في حياتهم "

كنتُ ذات مرة في أعلى درجات اليأس، أجلسُ فاقداً للأمل على جانب السرير و برغم حجمي الضخم إلّا أنّ اليأس جعلني أبدو صغيراً مُتكوراً على جسدي.
دخلت هي برزانتها المُعتادة، برغم أنها كانت غاضبة إلّا أنّ ميلودي الّتي تقبع في داخلها تستطيع التحكّم بأصعابها و بمهارة عالية، أمّا عندما تتقمصها إيرس فأنا حقاً لا أرغب بالحديث عن ذلك لأنني و بكلّ صراحة أخاف منها.

- كيف كان نهارك؟ ". سألتني بينما كانت تخلع فردتي حذاءها.
- كيف كان نهاركِ أنتِ؟".
- أخبرتك سابقاً ألّا تجيب أسألتي بأسئلة! أنت تعلم كم أكرهُ ذلك ". قالت مُحذّرة بينما كانت تقترب منّي.
- دعيني أتمرّد قليلاً قبل رحيلي، صدقيني ستفتقدين ذلك بعد بضعة شهور".
أقتربت منّي و ركنت رأسها على أحد كتفي، لم توبخني كعادتها عندما كنتُ أذكرُ أمر مرضي و موتي، لم تنظر إليّ حتى، مرّت بضعة دقائق قليلة لأشعر بدمعها على قميصي.

- ميلودي.. ؟".
- الجميع من جهة و أنتَ من جهة أُخرى، أنتَ لا تفهم و لا أستطيع شرح ذلك لك!". تحدّثت ببطئ بينما أنزلت رأسها بين ساقيها.

- أنا.. لم أكن أقصد إزعاجكِ.. أنا فقط يائس و تعلمين أنكِ من ألجئ إليه.. أنا حقاً آسف، لن أزعجكِ بكلامي مرةً أخرى ".
- ليس الأمر كذلك.. ". أخبرتني ثم رفعت رأسها و هي تمسح دمعها بأطراف سترتها.

- الأسبوع الماضي اتصلت أُختي و أعلمتني بوفاة جدتي ، أعلم أن أُمّي معلّقة بها للغاية لكنني لا أستطيع الوقوف بجانبهم.. أنا أيضاً لديّ مشاكلي، اتصل والدي و بدأ بوابل من المحاضرات عن عدم اهتمامي بالعائلة و عن غيابي عنهم.. و اضطررتُ لمحادثته و مناقشته لساعات ".

ناولتها منديلاً لتمسح به بدل من كمّ سترتها الّذي تلطّخ بكحلتها.
- و من ثم ذهبتُ للدار لتواجهني زميتلي بحديثٍ صادم عن كون والدة جايا على قيد الحياة.. أنـتَ تعلمُ أن جايا تعني العالم بالنسبة لي و لا أستطيع الابتعاد عنها.. يَصعبُ عليّ ذلك".

أخذت نَفساً قبل أن تلتفت لبرهةٍ نحوي قائلةً :
- و من ثم بعد ذلك الضغط أنا آسفة يا هاري و لكن ليس في وسعي مواساتك.. أعلم أن مشكلتكَ أعظم و لكن لكلٍّ منّا مشاكل، لا أريدكَ أن تعتقد أنني لم أعد أُحبّكَ أو لم أعد أحتملكَ، لازلتُ و سأبقى و لكنني أصل أحياناً لمرحلةٍ أعجزُ فيها عن مواساة نفسي ".

بداية النهاية|H.SWhere stories live. Discover now