¦مِثاليّة¦

172 17 3
                                    

¦هو¦✨

- سأُخبركَ ". تحدّث ميلودي ثم  أخذت شهيقاً طويلاً مُحاولةً تخفيف توترها.

- فقط عدني ألّا تتركني أبكي في وسط الشارع بعدها،. إتفقنا؟". أردفت هي لأجيبها ساخِراً:
- توقفي عن المُماطلة ".
- عدني".
- أعِدُكِ ".

مررتُ أصبعي نحو خاصّتها و أمسكتُ يدها بقوّة لأسحب التوتر و أُبعد لأفكار السلبية منها.

- كُنّا في مَنزلي نتحدَثُ بشأن حفل خطوبتنا بحماس.. كنّا واقعان بالحبِّ تماماً و متحمسان لنُكمِلَ ما بدأناه".

- ما الّذي عكَّر صفو الأجواء إذاً؟".سألتُها مُحاولاً مُجاراتها الحديث.

- ذهبتُ للحمام ". أخبرتني ثم توقفت بعدها لفترة لأقول :
- جديّاً ميلودي ؟أهذا سرِّك الخطير؟".
لم تجاريني السخرية بل أكملت السرد:
- ذهبتُ و تركتهُ في الغرفة وحده.. كنتُ أُعاني وقتها من ألمٍ في المعدة و وعكٌ ما فتأخرتُ قليلاً في الحمام، سألني عن مكان وجود بطاقة الإعلان الخاصّة بالصالة الّتي كنّا سنقيمُ فيها الحفل فأخبرته عن وجودها بأحد الأدراج".

نظرت نحوي ثم قالت مُتلعثمة :
- خرجتُ بعدها لأجد أنه لم يكتفي بالبطاقة بل و بحثَ في أشياء أُخرى تَخصُّني...".

- أشياء مثل ماذا؟ ". سألتها بينما كنتُ في ذروة حماسي و قلقي.

- تحليل صحيّّ أو ما شابه". أخبرتني و هي تقوم بإدارة عينيها بطريقة غريبة.

- ما الّذي تتحدثين عنه؟ قولي ذلك بشكل مُباشر رجاءً". طلبتُ منها ثم وضعتُ كلتا كفاي على وجنتاها و جعلتها تنظرُ نحوي.

- حسناً... أنا... لا أعلم.. ". أجابت مُتلعثمة.

أملتُ جبيني حتى تلاصق مع خاصّتها ليغمض كلانا عيناه.
- أقسِم ". أمرتني بنبرة جدّية.
-  بماذا؟".
- بأنكَ لن تترركني ابكي في منتصف الشارع بعد دقائق".
- أُقسِمُ يا ميلودي، فقط تحدّثي ". أخبرتها و قد فقدتُ صبري نهائياً.

- عندما كنتُ في الرابعة عشرة تعرضتُ لحادث سير خطير نتجَ عنهُ اسئصال رحمي..".
أخبرتني بسرعة ثم أدارت وجهها سريعاً.

لا أنكرُ أنني كنتُ مَصدوماً حينها لكنها كانت بحاحة لإجابة و إلا كانت لتصيبها سكتة قلبية.

كنتُ غاضباً للغاية لكونها لم تُخبرني بذلك سابقاً خاصةً و أننا تحدثنا عن الأطفال كثيراً.

- لا تستطيعين الإنجاب إذاً..". قلتُ لتدير رأسها نحوي مُنتظرةً جواباً آخر.

- هذا صحيح". أومأت بتأسف.

- أنا غاضبٌ لكونكِ أخفيتِ ذلك عنّي طيلة الشهور الماضية".
حادثتُها بنبرة هادئة مُختلفة تماماً عن المشاعر الهائجة بداخلي.

- و ستتركُني؟". سألتني بنبرةٍ حزينة مُهتزّة.
لم أستطع الصراخ أو الغضب أو مُقاومة القطرة الصغيرة الّتي أنهارت بعد مُقاومة من عينيها.

بداية النهاية|H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن