¦مُمثِل بديل¦

248 19 5
                                    


<هي>✨

لم أعثر على هاتفي في مكتب المفقودات فقط.. عثرتُ على شيء فقدته لسنين طويلة.

عثرتُ عليكَ أنت.. عثرت على الحبّ الّذي لم يطرق بابي بغرضٍ شريفٍ يوماً.

كما شخصياتنا مختلفة فإن أعمالنا مختلفة أيضاً.. كلّ الاختلاف.

أعمل في دار أيتام بسيط بينما تعمل أنتَ كممثل بديل في الحالات الخطرة.

و لقائنا الثّالث كان عندما تمّ تصوير بضعة لقطات من فيلمٍ تُمثّلُ فيه أنتَ.

كنتُ ضد الفكرة تماماً، أن يُستغلّ دار الأيتام لتصوير الفيلم لكنني اقتنعتُ بعد أن وجدت أن المبلغ المدفوع للدار سيكون كفيلاً بتطويره و شراء أشياء جديدة و ربما توسيعه.

و هو من اقنعني بذلك.

- لم أتخيل أنكِ تعملين في مكانٍ كهذا ". تحدّثَ بعد نقاشٍ قصير كان بيننا أقنعني فيه بالاستفادة من ما سيدفعونه لتطوير الدّار 
- و أين تخيلتني أعمل؟".
أجبته رافعةً أحد حاجبيّ.

- لا أعلم.. موظّفة في أي مكان.. بدوتِ لي متعجرفة قليلاً للعمل في مكانٍ كدار الأيتام.. إلّا إن كنتِ تعمالين الأطفال كما يعاملهن معلمات دار الأيتام في الأفلام ".

أرسلتُ له نظرةً غاضبة ليعدّل من صياغة كلامه سريعاً:
- لم أقصد ذلك.. لكنني تخيلتك هكذا و لا يمكنني الحكم عليكِ طالما لم أكن أعرفكِ شخصيّاً".

- لعلمك أنا أم لطفلتين و أعرف كيف أعامل الأطفال و لست أنتظر حكمك أو رأيك فيما أفعله ". أجبته بلكنةٍ حادّة و جادّة لأوقف طريقته الاستفزازية في التّحدث.

- أنا آسف حقاً لم أقصد الاساءة ".
نظرتُ نحوه بنظرة أقل حدّة و قلتُ باقتضاب :
- لا بأس".

بعد دقائق غيّرت لهجتي إلى أخرى هادئة لأسئله بدافع إشباع فضولي :
- يبدو أننا سنلتقي كثيراً.. ما اسمكَ؟ ".

- هاري ستايلز". أجبتني مُبتسماً ثم سألتني :
- و أنتِ يا آنسة؟ ".

كدتُ أخبره باسمي لكنني عِوضاً عن ذلك قلتُ:
- رُبما أخبركَ المرة القادمة.. إن التقينا".

- سأكون في انتظاركِ ". أجاب هو لكن شخصاً ما أجابه عنّي :
- ميلودي".
نطر نحوها متسائلاً لتجيبه مجدداً:
- توقفوا عن الغموض و دراما الأفلام هذه، اسمها ميلودي".

لم نكن قد لاحظنا وجود جايا في القرب أصلاً، كانت تجلس على كرسيٍ بالقرب منّا تنقر على هاتفها المحمول دون إصدار أدنى صوت.

خرج هاري مقهقهاً من تصرف جايا ثم جرب نطق اسمي بقوله:
- ميلودي.. أحببته".

أنتظرت ابتعاده لأنظر نحو جايا و أقول موبٍّخةً إياها :
- أيتها المُراهِقة الشّقيّة! متى أتيتِ إلى هُنا على أي حال؟".

بداية النهاية|H.SWhere stories live. Discover now