جزء ٢١

6.6K 166 1
                                    

وأسميتها مريم
الفصل الحادي والعشرون
بعد يومين آخرين توجه لغرفتها ليلآ ليراها فأنزعج بشده ، ألم تنس اﻷمر بعد ، أما زالت على حالها
فتح غرفتها فوجدها متكأه بظرها على الفراش فنكس رأسه في خجل
أرجوكي سامحيني يامريم ..أنا حاسس بالذنب
لم تلتفت إليه ولم تعره أى إنتباه فأمسك بكفها البارد فتعجب بشده أنها لم تسحب كفها أوتنظر بغضب إليه ..فقط يرى الدموع منها تنهمر كشلالات
سيطر الحزن عليها فلم تعد تشعر بشىء مطلقآ..
صاح فِراس بها لعلها تفيق من شرودها هذا :
أنا مضربتكيش بالنار ولا عملت حاجه غلط المفروض مندمش على اللي حصل داا حقي...
إنتبهت لما يقول فصاحت بإنهيار
حقك اللي هو إيه يازاني يامخمور...
تأثر ﻹتهامها لكنه نفض هذا عنه سريعآ فأردف
متقوليش كده عليا..!
إبتسمت بسخريه وأقتربت منه فدقق بملآمحها وحَزِن فلقد أرتسمت قسمات الحزن عليه بسرعه
بتخاف من الحقيقه ياكداب..
أجاب بهدوء
أنا مش كداب ومش محتاج أكدب
إبتسمت بسخريه مريره :
فاكر لما شوهت سمعتي وأتهمتني إني بائعه هوى وإنت عارف إني شريفه
صاحت بحده
إسمه إيه دااا....!
عملت كده لهدف معين وهو إنتي...
تفاجئت بإعترافه فصاحت مره أخرى
أنا إيه يامخمور إنت..إنت عمرك ماعملت حاجه حلوه ليا ...روح الله ينتقم منك
ثم تذكرت فأردفت بحسره ﻻذعه
عارف الحسنه الوحيده اللي عملتهالي إنك إعترفت لبابا بالحقيقه ..وإني مش بكدب عليه
زمجر فراس بها
إنت بالذات متتكلميش ع اللي عملته ليكي ، ثم أشار بيده للقصر حوله
أمال دا إيه روحت أشتغل وتعبت 3 سنين عشانك القصر دا مش ليا والفندق والعربيه وفلوسي كمان مش ليا...
إنتي بالذات متكلميش ع العمايل ﻹني حاولت أعمل كل اللي تحتاجيه
إبتسمت بمراره ثم جثت أرضآ
مفكر إن الدنيا فلوس وثروه،، السعاده عمرها مابتتبني على كده...
شعرت بدموعها فأنهارت
إنت دمرت آخر نفس طيب ليا بعملتك السوده دي ..رووح عمري ماهسامحك يازااني
صرخ بها
صدقي إنتي فعلآ واحده نكديه محسساني إني دبحتك ...ومش أنا بقى زااني ماشي أنا هوريكي
تسلل الخوف بداخلها بعد أن شعرت أنه سيكرر فعلته ولكنها تفاجئت به يصفق الباب بشده ويذهب
بعد رحيله بكت أكثر
الموت أهون علياا ياارب

كان في سيارته يتمتم بغيظ لايصدق أنه سيفعلها..
إتصل بهيلين
إيه ياهيلين إنتي فين...
إجابت بميوعه
قولتلك مش هتحرك من الفندق إلا بموتي ثم ضحكت
أجاب فراس
جهزي نفسك عشان هنسهر سهره خاصه مع بعض
ثم شدد على كلمه "خاصه"
إبتسمت بحبور
أكيد يافراس متتأخرش مستنياك في الفندق...
بعد إنهاء المكالمه
سار بسيارته قليلا وتوجه أمام البحر ليجلس أمامه قليلآ قبل الذهاب لهيلين ،،وبعدها توجه تِلقاء الفندق ..ولكن طول الطريق باله منشغل بها
"بجد هخونها دا أنا مقدرش أعمل كده"
ثم بدأ يقنع نفسه
تستاهل أنا لازم أطلعها من دماغي .

إقترب من الفندق ، فسمع صياح الماره...
ألجمت الصدمه لسانه بعد أن تخدر جسده لايصدق أن الفندق يحترق...
حاول الدخول لكن الناس منعته...
رايح فين يابني هتتحرق..
يرى النار تتصاعد و تلتهم كل شىء فأنعكست في عينه
مش معقوله الفندق بيتحرق ، أنااا كنت هموت النهارده ..كنت هقابل ربنا النهارده..
تذكر هيلين ونظر للفندق وشعر بالدموع تغزو عينيه
ماااتت ، وكل الناس اللي النجسه هنا راااحت
"المفروض أكون معاهم"
لو مكنتش إتخانقت معاها كان زماني ميت في أحضان هيلين
تدفقت الدموع من عينيه ؛ لاول مره يشعر بالحزن ﻹول مره يبكي بحراره...
نظر للسماء ليلآ ورأى القمر بدرآ كاملآ زين صفحه السماء
"أنقذتني يارب وكنت أستاهل الموت ..أنا مش زعلان على ممتلاكتي اللي راحت ..ﻷنه ماال حراام
ساامحني يارب...
ترك سياره اﻹطفاء تطفىء نيران الفندق وسيارات اﻹسعاف تدخلت لتخرج جثث الموتى المحروقه ....
توجه ﻹقرب مسجد ووقف على عتبته لم يشىء الدخول وكأنه سيدنس المكان...
حثه أحد الشباب على الدخول
يلا ياأخي الفجر هيأذن بسرعه إلحق ركعه الوتر...
نظر للشاب فوجد ملامح النور تطل من على وجهه
إبتسم حسام بسرور
يلا إدخل
تساءل فِراس
ممكن أدخل مهما عملت في حياتي..!!
إبتسم حسام
مهما عملت في حياتك أوعى تيأس من رحمه ربنا
"إن الله يغفر الذنوب جميعآ"
ثم أردف
على فكره لو مكنش ربنا أراد منك توبه مكنش ساق خطاك للمسجد..إبتسم ربنا يريد منك توبه
تهلل وجهه كثيرآ فأسرع الخطى داخل المسجد فشعر بروحانيات غريبه ﻻمست جسده بقشعريره رائعه
سبحان الله...
توجه لحسام دون خجل
ممكن تعرفني إزاي أتوضأ
تعجب حسام لكنه إبتسم
طبعآ ...يلا
بعد دقائق معدوده خرج فِراس وحسام بعد أن شعر بميلاد روح جديده تقبل عليه...
علمه سريعآ الصلاه وأركانها وبعدها أعلن الفجر نداءه
قام فراس بنافله الفجر وبعدها سقط ساجدآ لله وبدأ البكاء
ساامحني ياارب أهَّل لي توبه بعدما فعلت...أرجوك أعف عني
يارب هبدأ حياه جديده أرضيك فيها..النار اللي شوفتها فوقتني سامحني أرجوك...

أدت فريضه الفجر وجلست تقرأ اﻷذكار ..
شعرت بإنقباض قلبها فوضعت يدها عليه لتحد من دقاته السريعه
"يارب سبحان الله ...حاسه إن في حاجه"
بعد إنتهاء صلاته قام بقراءه شىء من القرآن عله يشعره بالسكينه
تذكر والده حينما وضع المصحف في يده مردفآ
"وأنت ياولدي إذا سئمت الحياه فهو خير رفيق لك
إياك أن تتركه وتشبث به فهو خير معين لك في دنياك وأخرااك"
عزم أن يختفي لفتره ليكفر عن ذنوبه..
لازم أبعد عنها 3 سنين كمان أكفر عن ذنوبي وأرجعلها نضيف.. يمكن تسامحني ساعتها
لازم أرجع كائن تاني وأعوض ال3 سنين القذره من حياتي ..ب3 سنين أتولدت فيهم من جديد
كان ممكن أموت النهارده ...بكى بشده بعدها متذكرآ
كنت هموت في حضن هيلين بدل ماأموت في حضنها اللي لسه مجربتهوش حتى...
آاااه مش مصدق إني كان ممكن أموت النهارده..بس ربنا كتبلي حياه جديده
(ياارب سامحني)...وأجعلها تسامحني
إلتقط هاتفه وقام باﻹتصال على عزيزه ليخبرها أنه سيختفي لثلاث سنوات قادمات
شهقت عزيزه
معقوله يافِراس بيه ومريم هتبقى مع مين...
إبتسم فراس بوهن متواضعآ
قوليلي فرااس بس ، ثم سرح بعيدآ بخياله
"ماأجمل التواضع"
أجاب نافيآ
آسف ياخالتو بس لازم أبعد فتره متنسيش تطمنيني عن مريم واللي بيحصل في البيت سلام وياليت متجبيش سيره لمريم عن إختفائي ، ولو ليا نصيب أشوفها بعد 3 سنين هيبقى خير سلام ياخالتو عزيزه خلي بالك من نفسك ومريم وهبقى أبعتلك مصروف كل شهر...
أغلق مع عزيزه الهاتف شاردآ بخياله
ﻻزم أبدأ كل حاجه صح من أول وجديد ع اﻷقل هتبقى عقوبتي إني أبعد عنها بسبب اللي عملته معاها..
قابل حسام في صلاه الظهر وأخبره أنه يريد أن يعمل ومكان يؤويه..
تهلل وجه حسام ..مش مشكله أنا فاتح صيدليه هعلمك وكل حاجه هتبقى تمام..وكمان البيت هتسكن معايا..أنا مع عيلتي وأنت في الشقه اللي تحت..
إبتسم فراس بشده
أنا ممتن ليك "جزاك الله خير" ياحسام
إنت من تاني أحسن الناس العفيفه اللي قابلتها في حيااي
إبتسم حسام مداعبآ
طب ومين اﻷول هههه..
ضحك فراس معه وشرد بتفاصيل إمرأه سرقت قلبه وعقله ...يتمنى مرور اﻷعوام ليلقاها ويعانقها كما أراد من قبل دون تردد...

أقيمت مراسم عقد قران فاطمه وعلي بعدما إعتذرت منها مريم على عدم إستطاعتها المجىء لتهنئتها..
إتصلت مريم بوالدها فتهلل وجه بإشراقه
ياااه أخيرآ يابنتي وحشتيني ونفسي أشوفك
إبتسمت مريم بود
وإنت يا بابا والله وحشني
رد اﻷب معتذرآ
سامحيني ع 3 سنين دمرتك وأهنتك فيها
قاطعته مريم
لا يا بابا متقولش كده أنا مش زعلانه خالص والله ثم شردت في ذاك المدعو زوجها ومافعله بها وإنقطاعه عن البيت فجأه فلقد مرت ثلاثه أيام دون رؤيته منذ غضبه وتركه للبيت.....

كانت فاطمه مع علي في غرفه الجلوس فدخل عليها متنحنحآ بصوت أجفلها
مبارك علينا يامراتي...
إبتسمت منكسه رأسها
الله يبارك فيك....
تقدم علي خطوات منها بعدما أغلق الباب
حملها ودار بها مرات فسعدت كثيرآ .
توقف بعدما شعرت بالغثيان
كفايه مش قاادره...
إبتسم مقبلآ رأسها
أنا كنت بستنى اليوم دا من زمان
يا أغلى جوهره قدمها الله لي
إبتسمت له، فأردف مداعبآ
أخيرآ وش أبو الغضب مش هنشوفه تاني...
أومأت رأسها بإبتسامه
آه هههه
أجاب بإبتسامه تزين ثغره
"ربنا يباركلي فيكي"

أدى محمد صلاه الفجر وجلس ليقرأ شيئآ من القرآن فتوقف عند تلك اﻵيه بتدبر تام
"الذين يقولون ربنا إننا آمنا فأغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار"
شعر بالدموع تغزو جفنيه فشرد متذكرآ ما مر به
سامحني يارب وتب عليا أرجوك...
يتبع

وأسميتها مريمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن