صدفة إلتقينا

317 14 4
                                    

" من هذه .. دماء .. دماء كتيرة .. إنها تتجه نحوي .. "

- إستيقضت روزي مفزوعة من هذا الكبوس .. الذي يتمثل لها كل ليلة .. لتستحم و تغير ملابسها و تخرج للبحت عن عمل .. عوضا عن بقائها في البيت كل طوال اليوم

- بعد بحت بدون نتيجة قررت روزي أن تذهب للحديقة .. لتجلس على أحد المقاعد تنظر نحو السماء .. تتحدث مع بنفسها بألم شديد في صدرها

" لمذا انا؟.. كيف يجب علي أن  أعيش ؟ ... بدون ان أعرف من انا حتى? .. لقد تعبت  "

لتتسلل دمعة  نحو خدها .. لتمسحها و تنهض تتمشى  بدون هدف .. و بعض لحظات  لفت إنتباها الى دخان يتصاعد من بعيد.. إتجهت روزي  نحو مكان بدون سبب وجيه حتى .. لترى الناس و سيارات الإسعاف و حماية المدنية  يحيطون بالمكان .. فقتربت  أكثر من مكان

( أحد موجودين  )"ياإلاهي .. لا زال هنالك من لم يخرج بعد "

نظىت روزي إليها و هي تقترب  أكثر نحو مكان  حتى لفت إنتبهاها  أحد عمال حماية المدنية و هو يقول " لقد أنهار و أغلق كل من المدخل الرئيسي و خلفي .. لا يمكننا المرور نحو الداخل بعد الأن للاسف "

أزدادت أصوات البكاء والصراخ  في الأرجاء و عم الخوف في قلوب المشاهدين .. عند إذن تذكرت روزي لحضة من حياتها في سابق .. والديها كلاهما قد توفيا بسبب حريق مشابه لما هو أمام أعينها الأن في هذه اللحظة  ..

روزي " هل يجب أن أتدخل .. لكن .. انا لا استطيع "

انزلت رأسها ببؤس و أستدارت متراجعة بخطوات تقيلة و في لحظة رفعت رأسها مجددا تنظر  نحو الجانب الأيسر من المبنى المحترق .. لترى ممر ضيق يفصل بين مكان الحريق و  مبنى أخر  ..لتمر عبره بسلاسة و بدون لفت أي أنظار نحوها ... غطت وجهها بوشاح خفيف و صعدت نحو أقرب نافدة بقفزة عالية تجاوزت مترين بسهولة .. كسرت زجاج النافدة مرت عبره .. بدأت  تبحت في الأرجاء و نيران تكاد تملئ المكان كليا .. لكنها قد وجدت في أحد زويا غرفة بعض من المواطنين  مجتمعين يضعون قماش مبلل على  أنفهم و فمهم و ذلك لأجل حماية أنفسهم من الأختناق بسبب دخان النيران ..
إقتربت روزي نحوهم  و مدت يدها نحوهم لتنطق :

" تعالو أنا هنا لأجل أن أساعدكم "

نظر كل نحوها بتعجب لكن لا خيار أمامهم سوى الوثوق بها لأجل النجاة  .. أتجهز روزي قبلهم للباب الخلفي  و مدت يدها نحوه  عندها نظر  كل إليها  بإستغراب شديد و كأنهم يقولون ( مستحيل أن تقدر على فتحه ) ..أمسكت روزي الباب الذي قد إمتلأ بركام و النيران ..لتدفعه بقوه خرقة لا يكاد أن يتصورها البشر.. جعلت عيون ناس موجودين خلفها وأمامها متسعة من صدمة و حتى أفواههم تكاد تلامس الارض أيضا .. كانت روزي في هذه الأتناء تنظر فقط نحو الأسفل لغرض تغطيت و جهها بالكامل و خصوصا عيناها  فوحدة  من تلكل العيون قد أصبحت حمراء مثل الدماء

خرج الناس بسرعة من مكان غير مصدقين لأنفسهم بأنهم أحياء يرزقون

عندها حاولت روزي أن تخطو مبتعدة عن الأنظار نحو أبعد مكان .. لكن قبل ذلك لفت سمعها صوت من الخلق  يترجها " ارجوك ساعدي صديقي إنه في الغرفة هناك انه عالق ايضا .. ارجوكي "

لم يستطع ضميرها أن يترك ذلك بشري العالق دون مساعدة .. لذلك توجهت بسرعة نحو تلك الغرفة لتقتلع بابها و تدخل  .. كانت حالة تلك الغرفة هي الأسوء فقد أكلت النيران أغلب مكان و تنتشر بشكل مخيف و كبير  .. كانت غرفة واسعة .. و ظلت روزي تبحت في أرجائها شبر بشر

حتى سمعت صوت صراخ  .. لتلتفت متجهة نحو صوت  .. عند وصولها لمكان محدد رأت فتى  منسدح  على الارض و السطح محروق يوشك على سقوط نحوه مباشرة .. لتسرع روزي إليه و يسقط السطح على ظهرها لتنظر إليه بتلك العيون و هو قد تجمدت نظراته نحوها في تلك اللحظة  .. أحس كل منهما أن الوقت توقف في تلك اللحضة

بعد لحظات أستوعبت روزي الموقف .. و أبعدت السطح عنها و نظرت نحو  ساقه المصابة .. فنحنت نحوه و حملته  نحو الخارج تحت أنظار  الناس الذين لا يزالون تحت صدمة

روزي " ما الذي أفعله "

لتنزله أرضاً و تتراجع إلى الخلف بخطوات خفيفة و تنطلق مسرعة بعدها نحو المجهول ...

---------------------------------------------------------------------------------------------------

أولا ..أعتذر على أي خطأ إملائي -

هذه أول قصة أكتبها 2020

.. اتمنى انها تنال إعجابكم

توقعوا المزيد من التشويق

.. اتركو تعليق

شكرا

غَرِيبُ  أَمْرُهَا  (  her ordered stranger  )Onde histórias criam vida. Descubra agora