احياء في ثلاجة الموتى

137 8 7
                                    


ذات صباح من شهر آذار عام 2008 وصلت سيارة إسعاف تابعة للمشفى الوطني في حمص إلى قرية من قراها وهي تنقل جثة أحد المتوفين من المشفى إلى منزل أهله، والجثة تعود إلى رجل في منتصف العقد الخامس من عمره قضى بالسكتة القلبية أثناء محاولة إنعاشه في غرفة العناية المركزة في المشفى المذكور قبل ساعات قليلة من إجراء عملية توسيع شرايين له، وبدأ ذوو المتوفى إجراء مراسم العزاء من تحضير للجنازة وحفر للقبر، ووضعت الجثة على طاولة التابوت لتغسيلها وتحت تأثير الماء الساخن انتفض جسد المتوفى وفتح عينيه وهب مذعوراً مما يجري حوله فأصابت الموجودين حول الجثة حالة من الذهول والذعر أيضاً، فما يجري أمامهم 

أمر لا يصدقه العقل .


وثمة قصة واقعية أخرى مشابهة بطلها مواطن يدعى ( أبو عبدو الحولاني- 62 عاماً ) الذي كان يتناول طعام الغداء في منزله بين زوجته وأبنائه عندما أصابته نوبة قلبية فتم إسعافه إلى المشفى الوطني بحمص، وهناك أدخل إلى غرفة العناية المشددة وظل لمدة يومين تحت المراقبة الشديدة حتى أعلن الأطباء عن وفاته، فأخذ أهله يجهزون ترتيبات الجنازة وبعد غسله وتكفينه خرجوا به مع المشيعين إلى المقبرة مشياً على الأقدام وقبل أن يصلوا إلى المقبرة عاد الميت " المفترض " إلى الحياة ووجد نفسه – كما روى لمن حوله بعد ذلك – مغطياً بقماش أملس ومربوطاً من رأسه وقدميه وبصعوبة أستطاع أن يزيل القماش ويخرج رأسه من التابوت فأصاب المشيعين ذهولٌ شديد وأوشكوا أن يلقوا بالتابوت ليفروا بعيداً عنه ولكن أبناء الميت " العائد " تداركوا الأمر وقاموا بلف والدهم العاري بثيابهم الخارجية وعادوا به إلى المنزل وتحولت صرخات البكاء والعويل إلى استغراب ودهشة ثم إلى زغاريد وأصبحت قصة أبو عبدو كما يقول ابنه ( عبد الكريم الحولاني ) حديث الناس لسنوات في قرية تلدو – غرب حمص – قبل أن يُتوفى والده مرة ثانية بالنوبة القلبية ولكن إلى غير عودة هذه المرة .


أما فواز العلي 29 عاماً فقد تعرض لحادث مروري مروع وأعلن عن وفاته ثم أودع في ثلاجة المشفى الوطني في حمص في انتظار تصريح الدفن، وكانت المفاجأة المذهلة عودته للحياة بعد 13 ساعة في ثلاجة الموتى – ويروي لنا الشاب العائد من الموت ما حصل معه قائلاً : "عندما فتحت عيني وجدت نفسي داخل صندوق بارد فظننت أنني أفقت لأُحاسَب يوم القيامة وأزحت غطاء التابوت لأجد نفسي في ثلاجة كبيرة مع عدد آخر من الصناديق.


ويضيف لم أصدق نفسي بداية فبدأت أتحسس جسدي وقدمي وعيني لأتأكد أنني ما زلت على قيد الحياة، وحاولت أن أستغيث وأفتح باب الثلاجة ففشلت وأخذت أطوف على الصناديق المحيطة بي وأقرأ أسماء الموتى داخلها حتى سمعت صرير الباب الحديدي وعندما التفت خلفي كان عامل المشرحة في وضع لا يُحسد عليه إذ فر هارباً إلى الخارج عندما فوجىء بي أقف أمامه حياً أرزق .عطسة الحياة !


أما الطفل الوليد ( أسامة الحسين ) فقد أعطاه الأطباء شهادة وفاة بعد ساعات قليلة من ولادته بحجة انه "مليص" وبقي في ثلاجة الموتى لساعات قبل أن يكتشف والده أنه لا زال على قيد الحياة . يقول والد لطفل ( محمود حمادة الحسين ) كانت زوجتي تلد في المجمع الطبي في حماة عندما اتصلوا بي وأخبروني أن زوجتي ولدت بخير وأن الطفل في الحاضنة فذهبت إلى المشفى وصعدت إلى الحاضنة ففوجئت بهم يخبروني أن ابني قد مات، وقالت لي الطبيبة اذهب واستلمه من البراد في الطابق الأرضي وبعد أن استلمت طفلي الميت فوجئت به يحرك رأسه فقلت للرجل الذي سلمني إياه هل هذا الوليد ميت، فقال لي وهو يضحك: طبعاً، أجبته إنه يتحرك فقال لي: "أنت متوتر لأنه ابنك" . ثم فوجئت بالطفل يعطس عطسة خفيفة تكاد لا تُسمع، وعندما فككتُ لفافته وجدته يتنفس بصعوبة ويرتجف من البرد فحملته إلى الحاضنة.


وحول ملابسات هذه الحادثة الغريبة من نوعها التي حصلت منذ سنوات روى مدير المجمع الطبي في حماة الدكتور( عصام الجاجة ) تفاصيل عما جرى: "عندما وُلد الطفل تم وضعه في حاضنة مفتوحة للإنعاش وأعطي من قبل الطبيبة المقيمة حقنة ( أدرينالين ) تحت الجلد لكن الطبيبة لم تسمع دقات قلبه فاستنتجت أنه" مليص " وأعلنت وفاته ، وتم وضعه في البراد ريثما يتم تسليمه لذويه أصولاً.

قصصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن