رعب الشتاء

261 20 16
                                    


ركبت انا وصديقي القطار المتوجه إلى الإسكندرية وكان ذلك في وقت متأخر من الليل، وبالتالي كان وصولنا إلى محطة الإسكندرية بعد منتصف الليل، وكنا نشعر بالإرهاق إلى حد ما إلى جانب أن الليلة كانت ممطرة وكنا بحاجة إلى مكان لنبيت ليلتنا به، وبالفعل بدأنا 

في البحث عن فندق ولكن لم نجد فتوجهنا إلى إحدى المقاهي ربما استطعنا قضاء باقي الوقت به،

 إلا أن المقهى حل ميعاد اغلاقه في الثانية صباحا فاضطررنا للمغادرة ومعاودة البحث عن مكان يقينا هذا المطر والبرد ففكرنا في المبيت في أحد المساجد.

بدأنا في التحرك للبحث عن مسجد ولكن التقينا بشيخ كبير وقد كان رجلا خدوما إذ سألنا عما نبحث فأخبرناه أننا نبحث عن مكان نقضي فيه باقي الليل، فأخبرنا عن سيدة تؤجر غرفة في شقتها وكان هذا هو الانقاذ لنا فوافقنا وأخذنا الشيخ إلى المنزل والتقت بنا صاحبة المنزل وكانت سيدة طاعنة بالعمر ولكن كنت اشعر بقلق كبير لم اعرف سببه.

كانت السيدة مضيافة جدا إذ احضرت وابور لتعد لنا الشاي حتى نتدفأ قليلا، وعندما لم تجد معنا ثقاب اشعلته بإصبعها إلا أن صديقي لم يرى هذا فظننت أنني اهذي بسبب الإرهاق وشربنا الشاي وأخبرتنا العجوز أن نبقى بالغرفة لا نخرج فبناتها يأتين للاطمئنان عليها بعد انتهاء وردية عملهن بالمشفى فهن تعملن ممرضات.

كنا في منتهى الإجهاد فدخلنا الغرفة وأغلقنا على انفسنا، وبمجرد أن دخلنا في الفراش نمنا ولم نشعر بأي شئ، إلا أنه بعد فترة من الوقت كان هناك نقر شديد على الباب ولكنه ليس باب غرفتنا إذ يبدو النقر على الباب الخارجي للشقة لذا لم نعر الأمر بالا، وعدنا للنوم ولكن ما هذا إن النقر يزداد حدة وأصبح على باب غرفتنا فما الذي يحدث من ينقر بابنا في هذا الوقت راح صديقي ينظر من ثقب الباب ففقد الوعي، ما الذي حدث فنظرت انا ويا لهول ما رأيت إنها العجوز ومعها اثنتان من المؤكد هن بناتها ولكن كانوا بأشكال بشعة ومرعبة ويقومون بخبط رؤوسهم بالباب بمنظر يثير الرعب،

 فما كان مني إلا ان قمت بإفاقة صديقي وقفزنا من النافذة وركضنا بقدر ما أسعفتنا قوتنا ثم فقدنا الوعي وعندما افقنا كنا في المشفى ويحاول الشرطي اخذ إفادتنا إلا أنه لم يصدق قصتنا فأخذنا إلى المنزل المنشود وكانت المفاجأة المنزل مغلق بسلسلة من الواضح أنها عليه منذ زمن طويل، وعندما كنا امام المنزل مرت سيدة فأسلناها عن المنزل فقالت إن هذا المنزل كانت تسكنه سيدة تدعى وداد مع بناتها ولكنهم احترقوا داخل المنزل منذ عشرين عاما.

قصصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن