«أين روح الدعابة عندك يا رجل؟ هيا افتح الباب، فبالتأكيد لن ترضى بأن ينام أعز أصدقائك في الخارج» قلت بجدية ولكنني لا أعلم لماذا ترفض ابتسامتي الاختفاء، انتظرت قليلًا ولم أسمع ردًّا منه، وهذا أكد لي أن مكان نومي هذه الليلة سيكون السيارة.

«حقًّا، يا لاستقبالك الباهر آشتون!» بصقت كلماتي وأنا أتجه حتى أستقر بالكرسي الخلفي داخل السيارة.

أستطيع الآن القول بأنني أمتلك حظًّا لا يمتلكه شخص غيري!

********

«وهل أبدو لك في الرابعة من عمري لأفتعل المشاكل؟» استفهمت بضجر ونحن في طريقنا إلى المدرسة بعد أن قرر هذا الأحمق لعب دور الأب الناصح، حسنًا، ما زال ظهري يؤلمني بسبب أمس لأنني لم أستطع النوم جيدًا، ولا ننسى رحلة الطائرة، ولهذا ليس لدي الطاقة للقيام بشيء أساسًا، وليس اففتعال مشاكل فقط.

«جيد» نطق بتهكم وأكمل: «ها قد وصلنا لوك». أخبرني بعد أن ركن سيارته السوداء جانبًا، وقد ترجلت بدوري منها.

«أتمنى لك يومًا جيدًا صديقي» هتف آشتون بنبرة مازحة عندما رفعت إحدى يديّ بمعنى: «آمل ذلك». ثم دخلنا المقبرة، أقصد المدرسة.

«أخيرًا». تمتمت بعد عناء من الجلوس مع المدير وتبادل الأسئلة التافهة ثم استلمت جدول حصصي منه.

«ماذا لديك الآن إذًا؟». قال آشتون الذي لولاه لكنت تائهًا في ممرات هذه المدرسة الضخمة.

«لسوء الحظ، رياضيات» تنهدت بيأس.

«يبدو أنك ستحظى بيوم جيد حقًّا» قال ممازحًا فابتسمت وأومأت موافقًا. ثم التفت وسلك عكس اتجاهي وهو يصيح: «أراك وقت الغداء، حظًّا موفقًا» أنهى جملته فأومأت وكأنه يراني، ثم اتجت أنا الآخر إلى صفي.

«الدراسة شيء مرهق جدًّا» تمتمت بتعب وأنا أتجه إلى المقهى بعد أن دلني شخص عليه. فور دخولي فيها زفرت بملل فهي مزدحمة جدًّا رغم أن مساحتها كبيرة، ولكن مجددًا... تبًّا لحظي البائس. «لوك!» أخرجني من شرودي سماع آشتون يصيح باسمي وهو يقف بطابور الطعام، فاتجهت نحوه بخطوات بطيئة من شدة إرهاقي.

وقفت بجانبه فعرّفني بصديقيه «مايكل» و«كالوم». كانا لطيفَين ومجنونَين كما أخبرني عنهما سابقًا. كنت أقف بعد فترة بسيطة مع آشتون وصديقيه أحمل طعامي، وقد كنا نبحث عن مكان فارغ. «لا يوجد للأسف، يبدو أننا سنبقى هكذا طويلًا». سمعت أحد صديقَي آشتون يتمتم بخفوت، أما أنا فقد لفتت نظري فتاة بشعر أشقرَ قصير ترتدي معطفًا أسود يبدو عليها الهدوء، والأهم أنها تجلس بمفردها.

ابتسمت بنصر وهتفت بحماس وأنا أشير إليها: «شباب، انظروا هناك، لنذهب وننضم لها».

قابلوني بالصمت وهذا ما أثار تعجبي، فالتفتّ لأرى ما بهم، وفور رؤيتي إياهم تجعدت ملامحي بريبة؛ لقد كانت وجوههم شاحبة ومتوترة جدًّا، لقد بدا عليهم الخوف.

«ماذا حلّ بكم؟» سألت بشك فسمعت كالوم يسأل بخفوت وكأنه لا يريد من أحد سماعه: «هل أنت مجنون؟» ومن ثم همّ بالمغادرة وتبعه الفتى ذو الشعر الملون، لقد نسيت اسمه.

«هل أخطأت؟» سألت باستنكار وأنا أثبّت نظراتي على آشتون الذي لا يبدو بحال أفضل منهم.

«لوك، يجب أن أوضح لك بعض الأمور». بثّت جدّيته في قلبي الرعب قليلًا، أقصد، من يخاف فتاة بهذا الجمال؟

يتبع...


__________________________

فضلا و ليس أمرا فوت و تعليق و سأكون لكم شاكرة .

- رأيكم بالبارت ؟
- توقعاتكم ؟
- أي ملاحظة ؟؟

طابت أيامكم 💙 ..

My own world || عَالَمِي الخَاصDonde viven las historias. Descúbrelo ahora