الفصل الثاني والثلاثون

Start from the beginning
                                    

تجمع كل من في المنزل في ساحة المنزل الواسعة
رؤي بغيظ: ماشي يا ايمان أنا آخر من يعلم والله لوريكي
جاسر ضاحكا: رؤي تعالي يا هبلة هنا
ذهب ناحيتها وجذب يدها واوقفها بجانبه
جاسر: طبعا ، أنا مش عارف اشكركوا ازاي علي تشريفنا النهاردة ، حمد علي سلامتك يا نيرو يا قلب اخوكي
نظرت له نرمين بابتسامة واسعة ، بينما اكمل هو
جاسر مبتسما: بما أن علي طلب أيد الآنسة إيمان ، ودكتور ياسر طلب ايد نرمين ، فأنا بقول نقرأ الفاتحتين مع بعض
اتسعت عيني نرمين بصدمة نقلت نظرها بين جاسر وياسر وسمسم الصغيرة التي لم تغب عنها منذ أن جاءت الي الحفلة
فهم جاسر نظراتها فرد عليها بنظرات هادئة مطمئنة
جاسر مبتسما: يلا بسم الله الرحمن الرحيم
رفع الجميع أيديهم لقراءة الفاتحة ، انتهت من قراءة قراءة الفاتحة نظرت لهم بسعادة ، ولكن رغما عنها انقبضت غصة في قلبها ، تمنت مثل اي فتاة أن ترتدي ذلك الفستان الأبيض ، أن يقام لها حفل زفاف حتي وإن كان بسيطا
فاقت من شرودها علي يده تلوح أمام وجهها
جاسر؛ مالك يا رؤتي
رؤي بنفي: ما فيش صدعت شوية
جاسر: تحبي تطلعي ترتاحي
رؤي : لاء أنا كويسة
جاسر: طب لو حسيتي بتعب قوليلي
رؤي: حاضر
حسين مبتسما: طب نستأذن احنا بقي
جاسر: ما بدري يا عمي
حسين: لاء معلش كفاية كدة ، طمطم نامت وعندها مدرسة الصبح
جاسر: خلاص خليكوا بايتين هنا
حسين: تعيش يا إبني بس أنت عارف إن الواحد ما بيرتحش غير في بيته
جاسر: علي راحتك
حسين لرؤي : عايزة حاجة يا حبيبتي
رؤي: لاء يا بابا عايزة سلامتك
ودعت رؤي عائلتها ، رحل من بعدهم عمرو وايمان فذهب علي مع والدته ليوصلهم ، كان آخر الراحلين ياسر مع ابنته الصغيرة
نرمين: عايزة اتكلم معاك يا جاسر
رؤي: طب أنا هطلع اغير هدومي عن اذنكوا
صعدت رؤي لأعلي
جاسر: خير يا نيرو
نرمين: أنت ازاي تعمل كدة ، أنا ما ارضتش اعترض عشان شكلك قدام الناس
جاسر: أعمل ايه مش فاهم
نرمين بدموع: ليه وافقت ، أنا اه بحبه بس هو لما يعرف الي حص.....
وضع جاسر اصبعه علي شفتيها: هششش ، ياسر عارف كل حاجة
نرمين بصدمة: عارف أنت الي قولتله
هز جاسر رأسه إيجابا: أيوة ومع ذلك صمم أنه يتجوزك ، أنا قولتلك الي حصل دا مالكيش ذنب فيه ، وادي ربنا عوضك بواحد احسن من الزفت الي اسمه حاتم
نرمين: ااا.......
جاسر بضيق: بس بقي بطلي رغي أنا هلكان وعايز انام ، تصبحي على خير يا حبيبتي
نرمين: وانت من اهله
صعد جاسر الي غرفته فوجدها تجلس على الفراش تضع امامها مصحف
رؤي: أنا جاهزة
جاسر: جاهزة لايه بالظبط
رؤي: أنك تحفظني القرآن
جاسر مبتسما : حاضر يا ستي هغير هدومي واجي
ذهب جاسر وبدل ملابسه وعاد وجلس امامها علي الفراش سمي بسم الله وفتح المصحف وبدأ يقرأ في آيات سورة البقرة

( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) )

ظلت تتابعه باهتمام شديد ، توقفت أصوات العالم كلها وبقي صوته وهو يقرأ القرآن بصوت عذب رزين
جاسر: صدق الله العظيم ، أنا هقرأ آيه بآيه وانتي تقولي ورايا

هزت رأسها إيجابا بحماس ، فبدأ يقرأ وهي خلفه ، يرشدها علي مواضع التجويد في كل آيه
رؤي: دول 15 آيه بس
جاسر مبتسما بحنان: ما تشقيش علي نفسك ، النهاردة 15 بكرة 20 ، بعده 25 وهكذا
رؤي مبتسمة: ماشي حاضر
جاسر: هسمعلك بكرة لما أجي من الشغل عارفة لو ما حفظتيش هعلقك

رؤي مبتسمة ببراءة: رؤي تلميذة شاطرة وهتسمع الكلام
جاسر بحنان: وجاسر هيحب رؤي الشاطرة وهيجبلها كل الي نفسها فيه
رؤي مبتسمة: أنت طيب أوي يا جاسر
جاسر مبتسما بخبث: ما أنا عارف ، بقولك ايه ما تيجي اقولك حاجة سر
مد يده واغلق اضاءة الغرفة
( لتسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح )

مر أسبوعين سارت الحياة فيهم بشكل طبيعي وهادئ ، الي إن جاء ذلك اليوم
نرمين بقلق: مالك يا رؤي وشك أصفر ليه كدة
رؤي بتعب : مش عارفة يا نرمين حاسة ان روحي بتتسحب مني مش قادرة اقوم ودايخة اوي
نرمين بقلق: طب أنا هتصل بجاسر
رؤي سريعا: لالا ما تقلقهوش أنا شوية وهبقي كويسة
نرمين بحنان : طب يا حبيبتي اطلعي ارتاحي شوية
صعدت رؤي لاعلي بخطوات بطيئة ، ما أن دخلت غرفتها لحقتها نعمة الخادمة
رؤي بتعب : جبتي الي قولتلك عليه
نعمة : ايوة يا هانم اتفضلي
رؤي بابتسامة شاحبة: شكرا يا خالتي
نعمة : العفو يا بنتي هروح اعمل حاجة دافية
خرجت نعمة من الغرفة ، فاخذت رؤي تلك الحقيبة الصغيرة وذهبت الي المرحاض
ببنما في الأسفل
امسكت نرمين هاتفها واتصلت بجاسر
جاسر: السلام عليكم خير يا نيرو
نرمين: جاسر أنت فين
جاسر: جاي آهو ، خلصت النهاردة بدري
نرمين: طب تعالا علي طول ما تتأخرش
جاسر: في ايه يا نرمين
نرمين بقلق ؛ اصل رؤي شكلها تعبان أوي
جاسر بفزع: تعبانة أنا جاي حالا
صرخ جاسر في السائق ليزيد من سرعة السيارة
بينما في غرفة رؤي
خرجت من الحمام تمسك في يدها تلك العصاة البلاستيكية ، لم تفارق الدهشة وجهها ، لا تصدق أنها بالفعل
قطع شرودها انفتاح الباب بقوة ، ودخول جاسر بلهفة
جاسر بقلق: رؤي مالك يا حبيبتي نرمين قالتلي انك تعبانة
رؤي بصدمة: أنا حامل

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now