الثامن والثلاثون

31.6K 1.7K 182
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
من
أسيرة الشيطان
الفصل الثامن و الثلاثون
الجزء الاول
¤¤¤¤¤¤¤
نزل أسفل عمارتهم السكنية ينتظرها جوار السيارة ، نظر إلى ساعة يده هكذا سيتأخران كاد أن يتصل بها ولكنه رآها تنزل لأسفل تبدو خجلة للغاية ، تباعتها عينيه وهي تهبط درجات السلم ليجد نفسه يبتسم خاصة حين رأى عينيها تلمع حين نظرت إليه ، نظرتها وكأنه تقول له أنه يعني لها كل شيء في الحياة !
اقتربت منه حمحمت تسأله متوترة :
- هو إحنا هنروح المطار ليه ؟
ابتسم لها ينظر لساعة يده قبل أن يجيبها على عجل :
- عشان نودع ليان وشهاب في المطار ، شهاب جاتله فرصة شغل ممتازة وهيسافروا خلاص ، يلا يا دوب نلحقهم
اومأت برأسها موافقة ، فتحت باب السيارة تجلس على المقعد المجاور له ، ما أن دخل إلى السيارة رأته يعطيها وردة حمراء ، توسعت عينيها وخرجت شهقة صغيرة من بين شفتيها ، رمشت بعينيها عدة مرات ، ترتعش إبتسامة صغيرة على شفتيها مدت يدها تأخذ الوردة منه ، رفعت عينيها إليه ليرى وجهها يتوهج خجلًا تهمس متوترة :
- شكرا يا شريف حلوة أوي ، شكرا
ابتسم لها قبل أن يدير محرك السيارة ، يتذكر أنه في موقف مشابه أحضر لمرام وردة كما فعل الآن فكان رد فعلها ساخرا للغاية
«ايه دا يا شريف وردة واحدة بس أنت بقيت بخيل ولا إيه »
نظر لها بجانب عينيه نظرة خاطفة ، ليراها تبتسم سعيدة تنظر للوردة وكأنها تنظر لكنز !
تنهد حائرا من نفسه ومن الدوامة التي يلتف فيها قلبه دون أن يصل لشط النجاة
بعد عدة دقائق وصلا إلى المطار ، نزل هو أولا يلتف يفتح لها الباب توترت ابتسامتها تبتلع لعابها مرتبكة لا تفهم ماذا حل به اليوم ، نزلت من السيارة تسير جواره ، انتفضت تشهق بعنف حين مد يده يمسك بكف يدها وهما يسيران ، التفتت له برأسها تنظر له مذهولة لتراه يبتسم قبل أن يسألها :
- في حاجة يا زينب ؟!
ومن ثم جذب كف يدها بخفة يردف سريعا :
- يلا يا بنتي واقفة ليه يا دوب نلحقهم
حركت رأسها تسير جواره لداخل المطار كل ذرة بها تنتفض ، إلى أن وصلوا للجمع أخيرا ، أمامها على بعد خطوتين رأت ليان شقيقة شريف وشهاب زوجها وإيمان والدتهم ، وعلي ، وسيدة وفتاة ورجل من أهل شهاب على ما يبدو ، اقترب شريف منهم لتقترب ليان منه تعانقه بقوة ، تمسكت بقميصه تبكي بين أحضانه تعتذر منه :
- أنا آسفة يا شريف ، آسفة بجد على كل مرة زعلتك فيها ، أو قولت كلام سخيف ضايقك كنت عامية وأنت عارف دا ، والله أنت أحسن أخ في الدنيا
ابتسم شريف يُبعد شقيقته عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه مسح دموعها بإبهاميه يحادثها مترفقا :
- بطلي عياط يا عبيطة أنتِ ، وبعدين أنتِ عارفة أن أنا ما بزعلش منك أبدا ، المهم تخلي بالك من نفسك ومن شهاب ، ولو في أي وقت الواد دا عمل حاجة ضايقتك قوليلي بس وأنا هاجي أعقله عادي
ضحك شهاب يقترب منهم لف ذراعه حول كتفي ليان يحادث شريف ضاحكا :
-يا عم حرام عليك هو أنا قدك ، وبعدين ما تقلقش هشيلها جوا عيني يلا بقى عشان ما نتأخرش على الطيارة
عانقت ليان شريف بقوة قبل أن تذهب تعانق والديها ، اقترب شريف من شهاب يوصيه :
- شهاب بالله عليك خلي بالك منها ، أنا عارف أنك طيب وابن حلال بس بردوا خلي بالك منها ، ليان عمرها ما بعدت عنا أوي كدة ، اوعدني أنك عمرك ما هتزعلها ، ولو يا سيدي لا قدر الله اتخانقتوا ، اتصل بيا أو بالحج علي
ابتسم شهاب في هدوء يصافح صديقه يردف:
-أوعدك يا صاحبي إني هشيلها جوا عينيا وعمري ما هزعلها ، ويوم ما نتخانق هفتكر أنها متسابة أمانة عندي وأنا عمري ما أفرط في الأمانة
ابتسم شريف سعيدا يتنفس الصعداء يعانق شهاب يودعه ، نظر صوب ليان ليراها تعانق زينب توصيها عليه :
- خلي بالك من شريف يا زينب ، والله شريف طيب أوي ، وكلميني كل شوية مش عايزة أحس إني لوحدي بعيد ، أنا ماليش صحاب غيرك
تحرك بعينيه إلى زينب ليراها تعانق شقيقته بقوة ، ابتعدت عنها تمسك بيديها تطمأنها :
- ما تقلقيش أنا هكلمك كل يوم ، وما تخافيش يا ليان هي مسألة وقت وهتتعودي على المكان

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن