الفصل 11: لازال حيا

387 44 3
                                    

الماضي لا يرحل أبدا إنه يبقى قابعا في الداخل ... حيث لا أحد يراه ...ولا أحد يسمعه .... يظن الجميع أنهم نسوا ... لكنه موجود  ... ينتظر الفرصة ...

********

بعد حمام دافئ طويل امتص البرد من عظامها ... خرجت رينان أخيرا تلف نفسها بمنشفة و عقدت شعرها الرطب عند مؤخرة عنقها ... ... نظرت إلى نفسها في المرآة الطويلة .. لقد ازداد طولها مؤخرا .. قليل من السنتمترات وستصبح مؤهلة لتكون عارضة أزياء مثل والدتها في الماضي قبل أن تتزوج من والدها ...

والدتها!!
يالها من كذبة !!

نظرت في أرجاء الغرفة تبحث عن آش أين ذلك الشبح ؟
بالتفكير في الأمر لم تره مذ غادرت المدرسة لماذا لم يلحق بها! ترى أين ذهب ؟؟؟ هل يتعمد إقلاقها ؟
الجو ماطر في الخارج لذا ستخرج غداً صباحا وغالبا ستجده حيث وجدته المرة الماضية!

لماذا كانت مطمئنة هكذا؟!

بسيرة الأطياف تذكرت الكتاب الذي استعارته من المكتبة ..ماذا كان اسمه ياترى؟ ..شيء ما عن الأطياف ربما ..
فتحت الدرج الذي وضعته فيه وبحثت عنه
لم يتسن لها منذ ذلك اليوم أن تقرأه .
لقد كانت مشوشة كثيرا تلك الليلة لأن حديث العاملة ذكرها بالحادثة التي حصلت في صغرها .. صحيح أنها لا تذكر الكثير مما حدث.. لكنها لا تزال تخزها كوشم قديم برئ منذ وقت طويل لكنه لايزال يخدش!

ترى ماذا حدث للشاب الذي أنقذها ..؟!
والداها وشقيقها عتموا على الأمر ولم يتحدث أحد بما حدث أبدا ..!
لذلك دائما ما سألت نفسها إن كان بخير في هذا العالم ...؟
رينان تلت صلاتها الصامتة التي تدعوا له بها دائما أن يحفظ الله روحه أينما ذهبت. وقررت ترك التعاسة جانباً..
لكن هل التعاسة تنوي تركها جانبا؟!

هي حملت الكتاب وجلست على السرير تنوي مطالعته ..
" طيف المطر " ...
ليس اسما يبعث السرور على أية حال! قلبت صفحاته وهي تحاول تعديل وضعية جلوسها فسقط شيئ صغير منه !

ماهذا ؟

بفضول انحنت من مكانها على السرير تتناول الشيء المعدني الصغير ..

لماذا يبدو شكله مألوفاً؟! ...

لايمكن لعينيها أن تخطئ في الشكل الذي نقشته خلف مقلتيها   من كثرة التحديق!
إنه عنقود مكسور ...؟؟!!

انقبض قلبها وآلمها للغاية..
لا يمكن أن يحدث معها هذا!..

رينان ركضت بشكل أخرق ومحموم! وكادت تتعثر في الأغطية التي زحفت خلفها على الأرض!
عندما وصلت إلى طاولتها فتحت درجا آخر أخرجت منه علبة صغيرة بداخلها السلسلة التي التقطتها ليلة الحادث ..
و عندما فتحتها ... كان قلبها يخفق بالكاد..!

الشكل مطابق حد الألم!

كانت يديها ترتجفان وهي تضع القطعتين معا و دون إرادتها تدفقت الدموع على وجهها..عندما اختفى الصدع الذي يفصل القطعتين ككذبة محققاً افتراضها!
الشخص الذي حكت عنه تلك السيدة .. وقالت أنه ربما مات ... لقد كان هو !!
كان الشاب الذي أنقذها ... لقد كانت تحكي عن نفس الحادثة ..!

رياح سماويةWhere stories live. Discover now