مهوس يلاحقني

17.9K 432 7
                                    

بعد ان قضت ساعة كاملة بالتفكير الذي لم يؤدي بنتيجة قررت ان تمضي قدما"
واذا حاول واعترض طريقها مجددا ستخبر زوج اختها جون ليضع لها حماية
فالامر بات ميئوسا" منه مع هذا المريض
،لم تاكل شيئا" من الطعام فهي لاتعرف اذا كان قد وضع لها مخدرا او ماشابه ليعاود اختطافها مجددا رمت جميع الاطعمه في القمامه وغيرت ملابسها وخرجت لتباشر بالعمل دخلت للمتجر والقت التحية على روبرت وبدأت تعتني بالازهار وما ان انتهت حتى اتجهت للداخل لتجد روبرت يتكلم مع احد الزبائن فقالت
-سيد سميث لقد انتهيت
-انتظري لدقيقة
اومئت له وانتظرته في الخارج
جاء بعد عدة دقائق وقف امامها وقال
-ستأتين في السابعة مساء" واذا لم تستطيعي القدوم اخبريني الان
-لاتقلق سأتي
همت بالمغادرة فأوقفها قائلا
-اينجل هل أنتي بخير؟
عقدت حاجبيها ونظرت اليه
-اجل بخير
تفحص ملامح وجهها وقال
-البارحة كانت الابتسامه لاتغادر شفتيكِ وكنتِ متحمسة للغاية اما الان فأنتي عابسة منذ قدومكِ هل انتي غير مرتاحة في العمل هل تواجهين مشكلة ما هنا؟
هزت رأسها نفيا وقالت
-كلا الامر لايتعلق بالعمل صدقني
اومأ بتفهم وقال
-حسنا يمكنكِ الذهاب
-شكرا لك
غادرت المكان وعادت للمنزل
استلقت على الاريكه وحدقت بالفراغ
هي تتمنى لو كانت صديقتيها وجدها بالقرب منها لتشكي لهم همومها
لكنها اضطرت للتخلي عنهم بسبب هذا المريض الذي لاتعرف كيف عرف بمكانها ولحقها... تنهدت بتعب وقررت ان تقرأ كتاب لتقتل الملل....
في حدود الساعة الثامنه مساء" وبعد ان انتهت من عملها وقفت تتأمل الازهار فوقف بقربها روبرت فقالت
-الترتيب لايبدو صحيحا"
رفع حاجبه ونظر اليها
-اتهينين ذوقي في الترتيب؟
شعرت بالاحراج منه وقالت معتذرة
-لا لم اقصد هذا
انفجر ضاحكا لتنظر له بدهشة
-انا امزح تفضلي اريني ذوقكِ
ابتسمت واقتربت من الازهار
واخذت تعيد ترتيبها حيث كانت الالوان المتشابهة تصف بجنب بعضها اما هي فوضعت بين كل لونين متشابهين لون مختلف رفع حاجبيه بأنبهار وقال
-هذا رائع  اعجبني كثيرا
-شكرا لك
قالتها بأبتسامه فنظر لها وقال
-هل تعتبريها وقاحة اذا دعوتكِ لتناول العشاء الليلة؟
حدقت بعينيه الزرقاء مطولا" واشاحت رأسها للجانبين
-لم سأعتبرها كذلك؟
ابتسم وقال
-حسنا" اذن اسبقيني بالخروج
خرجت من المتجر وخرج بدوره
-اعرف مطعما قريبا من هنا يقدم اطعمه لذيذة انذهب بالسيارة ام
قاطعته قائلة
-افضل المشي
سارا معا" في ضواحي المدينه فشعرت اينجل بالبرد احتضنت ذراعيها وارتجف جسمها لاحظ روبرت هذا فخلع سترته
ووضعها فوقها ابتسمت وقالت
-شكرا لك
-لاعليكِ
-ايمكنني ان اطرح عليك سؤالا
-بالتأكيد
-متى بدأت تعمل بمتجر الازهار؟
وضع يديه في جيوب بنطاله وقال
-ورثتُ هذا المتجر من والدتي كانت تحبه كثيرا" لقد توفيت قبل سنتين، بقائي في هذا المتجر قرب الازهار يذكرني بها برائحتها ،اشعر بانها معي
ربتت اينجل على كتفه وقالت
-انها كذلك بالفعل
ابتسم لها وقال
-ماذا عنكِ؟ عائلتكِ؟
-كنت اسكن مع جدي والداي ليسو على قيد الحياة
-اوه انا اسف
رفعت كتفيها وقالت
-لاعليك
نظر للمكان وقال بحماس
-لقد وصلناا
دلفو للمطعم وجلسو حول طاولة كانت تقع
بالقرب من نافذة زجاجيةكبيرة تطل على الشارع
طلبو الطعام وتكلمو في مواضيع مختلفة
وضحكو كثيرا كانو مندمجين مع بعضهم متناسين كل من حولهم لدرجة انهم لم يلاحظو تلك العيون التي تراقبهم بحقد ولهيب الغضب يتطاير منها
كان يقف في الشارع يراقبهم من النافذة الزجاجية يعتصر تلك الحجارة التي تحتضنها يده بغضب ابعد ذراعه للخلف
ورمى الحجارة بقوة لتستقر وسط الزجاج
ويتكسر الى اشلاء صرخ كل من في المطعم وابتعد روبرت بسرعة ثم اقترب من اينجل
التي اختبأت تحت الطاولة تفحص وجهها بيديه وقال
-هل انتي بخير؟
اومأت براسها وكان التوتر واضحا عليها
نهضت من مكانها ونظرت للزجاج المتحطم
فوقعت انظارها عليه يقف بعيدا ويرتدي معطفا اسود ويرمقها بنظرات مخيفة
ابتلعت ريقها بخوف وتراجعت للخلف
اصفر وجهها وشل لسانها عن النطق
تفاجأ روبرت من تصرفها هذا
فنظر للشخص الذي كانت تنظر اليه
وقطع هذا الاتصال البصري عندما وقف امامها وهز كتفيها بعنف
-اينجل ماخطبكِ هل انتي بخير؟
لم تجبه ولم تبدي أي ردة فعل....
-لقد حطمتي قلبي الى اشلاء كما تحطم هذا الزجاج يااينجل
قالها جيمي بغيظ وابتعد عن المكان
ربت روبرت على وجنتيها بخفة
فنظرت اليه بخوف ثم ابتعدت عنه بسرعة تركض للخارج نظرت حولها وكأنها تبحث عن شخص ما لحقها روبرت وقال بغضب
-ايمكنني ان افهم مالذي يحصل معكِ؟
لما كل شيء غامض حولكِ
نظرت اليه بعيون دامعه وامسكت ذراعه تقول بترجي
-ايمكنك ايصالي للمنزل ارجوك
رفع حاجبيه باندهاش لكنه لم يرد
واوقف سيارة اجرة جلس بجانبها واعطى السائق عنوان منزلها لاحظ ارتجاف يديها وتعرقهما حيث كانت تمسحهما ببنطالها كل دقيقة
-اينجل
قال بهدوء لتنظر اليه وعيونها تذرف الدموع بخفة
-هل هناك ماتودين أخباري به؟
هزت رأسها نفيا" فزفر بغضب
واشاح برأسه ينظر نحو النافذة
وصلو للمنزل فترجلت بسرعة دون ان تقول شيئا ركضت نحو منزلها ودخلت بسرعة اقفلت الباب واغلقت جميع النوافذ
واسدلت الستائر
امسكت هاتفها لتتصل بجون اخطأت الرقم عدة مرات بسبب اصابعها المرتجفة لكنها تمكنت اخيرا من كتابته بشكل صحيح
ضغطت على زر الاتصال وانتظرت طويلا ولم يأتها الرد رمت هاتفها على الاريكه ووضعت كلتا يديها على رأسها اخذت تجول في المكان تنتظر ان يعاود جون الاتصال بها لكنه لم يفعل اخذت سكينه حادة من المطبخ و جلست على الاريكه وقررت ان تبقى مستيقظة فهي لاتريد ان تخلد للنوم قد يأتي هذا المريض ويفعل لها شيئا" بقيت تحارب النوم لساعات تنسدل جفونها لدقائق لكنها تعاود فتحهم بقوة وتنظر حولها للمكان بخوف عادت لتغلق عينيها مجددا وهذه المرةلفترة اطول
وعندما  فتحت عينيها ببطئ كان الظلام يعم الارجاء لكنها استطاعت ان تلاحظ ذلك الجسد  الطويل الذي يقف امامها وعيونه تحدق بها تسارعت ضربات قلبها واغلقت عينيها لتتضاهر بالنوم  وهي تدعو الله ان ينقذها ..فتحت عينيها بعد دقائق ولم يكن هناك احد نهضت من مكانها بسرعة وفتحت الاضواء وتفحصت كل مكان بالمنزل ولم تجد احد لكنها لاتزال خائفة وتشعر أنه سيعود بأي لحظة فأمسكت هاتفها واتصلت بروبرت تطلب منه القدوم اليها ....
مرت نصف ساعة وطرق روبرت باب منزلها فتحت الباب بسرعة وعانقته
تفاجأ من فعلتها هذه فابعدها وقال
-هل انتي بخير؟
-لا لست كذلك ابقى معي هذه الليلة ارجوك
قالتها بترجي فقال بغضب
-لايمكنني مساعدتكِ وانا لااعرف ماهي مشكلتكِ
امسكت بيده وادخلته لغرفتها اغلقت الباب وجلست على السرير نظرت له وقالت
-هل انت متأكد من انك تريد سماع الحكاية كاملة؟
جلس بقربها وقال
-اجل
تنهدت بحزن وقالت
-هناك مهوس يلاحقني
عقد حاجبيه بعدم فهم وقال
-مهوس؟
-مهوس بي لأني اشبه حبيبته التي كان مهوسا بها هي الاخرى لكنها قامت بخيانته  واستغلاله وبعدها انتحرت بسببه
وليس هذا وحسب انه قاتل ايضا" قتل اخيه الرضيع وكذلك قتل شخصا عندما كان مراهقا والاسوء قتل زميلي في الجامعة لأنه كان يحبني
اتسعت عينا روبرت بدهشة ولم يستوعب بعد الكلام الذي قالته اينجل دفعه واحدة
فقال بنبرة تشوبها السخرية
-هل تمزحين معي؟
-انا لاامزح صدقني هو الشخص الذي كسر زجاج النافذة في المطعم انه شخص مريض وخطير
حك روبرت جبينه وقال بحيرة
-الهذا السبب تنتقلين من وظيفة لأخرى؟
-اجل لأنه يلاحقني اينما ذهبت لكنه توقف عن الضهور امامي منذ سنتين كنت اشعر بوجوده ومراقبته لي لكنه لم يكن يضهر لااعرف لماذا قرر ان يضهر الان
وضعت كلتا يديها على رأسها وقالت
-انا خائفة ولااعرف ماافعله
-اتصلي بالشرطه
-زوج شقيقتي شرطي اتصلت به قبل قليل وانا انتظر مكالمته
ابعد روبرت يديها عن رأسها وقال
-لاتقلقي سيكون كل شيء على مايرام انا اعدكِ
نظرت اليه بعيون دامعة وقالت
-وكيف هذا
-سنجد حل
-لكنت وجدت قبل سنتين لكني لم اجد لأنه لايوجد
نظر امامه بشرود وكأنه يفكر بطريقة لحل هذه المشكلة فقالت وهي تبتعد
-سأذهب للحمام
دخلت للحمام وقفت امام المرآة وغسلت وجهها فلاحظت وجود فجوة صغيرة على جانبي المرآة وضعت اصبعها في الفجوة
وكانت تبدو كبيرة احضرت الادوات الازمه وقامت بأزالة المرآة  لتنصدم مما تراه لم يكن هناك جدار خلف المرآة كما يفترض بل كان هناك مربع مفتوح يؤدي الى غرفة كبيرة يغطيها الظلام وضوء صغير خافت فصرخت برعب وهي تنادي روبرت ركض روبرت ودخل للحمام وقف بقربها ونظر بدهشة
-الام يؤدي هذا المكان؟
-لااعرف
دخل عبر الفتحة المربعة ومد يده
لأينجل فهزت رأسها بخوف فقال
-لاتخافي انا معكِ
امسكت بيده وسحبها ليدخلا معا الى هذه الغرفة فتح روبرت ضوء هاتفه ومرره على الجدران فتسمرا في مكانهما عندما نظرا الى كل تلك الصور التي تغطي الجدار
والتي كانت عبارة عن ألف صورة ربما ،كلها لأينجل ،صورة لها وهي تضحك وهي تبكي وهي تبتسم وهي نائمه وهي عارية!
تراجعت للخلف وهي تقول بغير تصديق
-هذه غرفته السرية اذن هكذا هو دخل البارحة الى منزلي وغير ملابسي وطهى لي الطعام!! هكذا هو دخل قبل قليل وحدق بي وانا نائمه لاااصدق!




-

ملاكي (my angel)Where stories live. Discover now