الحقبة تتلوها الحقبة بلا تبدل الحال ولا تحسن في وجع السّقيم أو تعثُّره بحظ في طياته بلسمٌ يشفيه

دون كون يحوي أنفاسه المسمومة بمقابل سخي و لا حائط إليه يقرفص مستجمعا من صلابته بعض الراحة

و إذا سُئلت لم تفرّدت الحقبة بذاتها و استقلت عن سابقاتها بينما لا تزال تحتلها في الميزات قلت بأن ألم الأولى كان علنيا أما بالثانية فقد تكوم تحت تربة الاستمرار التي أمطرته تخفيه

قلت أنني لم أنسى ففي كل ليلة أحيي الماضي بشعائر من الذكريات المليئة بالأوزار و الفاجعات

قلت أنني في ألمي كنت كالسيل إذ تُمحى معالم مجراه فيواصل التدفق بغيره سواء خندق آخر يحتويه أو من تحت الأرض يسري

ذلك لأنني مرغمة، لأن الحياة ما تفتأ تصب بي ظلمها

لكنني لم أُسأل قط !

وجيب قلبي مختل محتجبا بلحمي و عظمي، بداخلي تتوارى عدة خبايا يراها الناس في مقلتي اللتين نشفت مآقيهما في فينة خانقة من الماضي صفاء

شراييني المكتظة بالدماء فتوتي و أنوثتي المتأججتين تخيل لهم أنني خرجت من رحم الخلاص سليلة ابتسامة لا تغرب أو تجهض

ذلك ما يعتقدونه

تكفلني عائلة تبلغ من الجاه ما يفوق أحلام كل فرد من عائلتي البيولوجية الصغيرة مجتمعة

لم يكونوا سعداء كما كنا فما ورثت منهم مضغة إشراق

همهم الوحيد استئثار المزيد و المزيد من السلطة و الثروة، غايتهم الدنو من العائلة المالكة و ابنة خالتي يارا هي الطعم، سيرمونه للملك المولع بحب زوجته عما قريب ثم يرقبون وقوعه

لي رأي آخر، فما دام مواطنا في العشق هو لن يستطيع العيش خارجه،هي محيطه و متنفسه، هواءه منحل في جوانبها في ملامح وجهها

لم أختبر الحب من قبل فأنا ما أزال طالبَة حديثة لدى الدنيا قاطنة أسفل سقف العقد الثاني مشلولة، لا القفز و لا التنكر سيتيح لي تجاوزه

لكنني كونت نظرة شاملة عنه بفضل الروايات و الأدبين الانجليزي و الفرنسي اللذين فرض علي مطالعتهما و دراستهما

و بقدر ما هو عذب و رائع هو أسود و مر

ربما وجدت ما أشتت بوساطته جمع أتراحي ألا و هو صاحب عيني المُحيط

مذ انتشلتني يارا ابنة خالي من الأرض التي تركني مزهرة فيها بأعين تطالع الأفق حيث تلاشى بسواد حصانه و لساني لا ينفك يثني عليه

القِسُّ لا يُحبّ || The Priest Doesn't Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن