7 || الفصل

6.6K 450 740
                                    

●●●

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

●●●

ما الحياة إلا مغتصب غاشم لا يروقها سوى اقتحامِ فروج العذارى بخيباتها دونما أيّ سبب، فتعيث بشهواتها في النّفوس آلاما ثم تنسحب مُخلّفة دماء مذلّة دافقة

و ما بين الاقتِحام الأول و الأخير حِسّ مفقود

ليس ثمة قيد قد يميت استبدادها و لا صوت قد يعلو من منبر المقاومة و يثبّط عزيمتها السادية، أما البشر فلا يسعهم لاجتناب مكرها سوى الصبر و الكفاح بصمت ...

هي الّتي تمضي دون أن تُمضي على دفن الماضي، بل تحمله على كاهليها كرشّاش فتّاك، تذرّ رصاصه بعبثية غير عابئة بمن قد تدمّره أو تطرحه على ساحة الألم شهيدًا في سبيل متعتها

إن لم يلقى النور حتفه على يديّ الموت فإنه يلقاه على يديها المغسولتين بماء الطغيان، تصهران كُلّ ما تطآنه و لو بلغ من الشدّة ما يجعلُه عصيّا على الانكِسار، كمحلول حمضي مركز

و قد أحبت اغتصاب أحلامه على فراش الموت ثُمّ تركها كخرقات بالية لتتعفّن في صدره. لم يكُ بحوزتِه هو الفقير ممّا زخرت إلّا بصيص أملٍ يتراقص بالأفق غير معلوم ما إذا كانت جنته تلوح له أو أنّه الجحيم !

و عندما كان الحاضِر مستعمرا من قِبل الماضي الثريّ بذكريات موبوءَة، نهض نهوضا يوازي السقوط و صنع مستقبلا مبتذلا باختلافه، يتبادل الكلم و الثقة و الوسيط قلم أوهام أرغم نفسه على تصديقِها، و صدّقها

لكنّ الماضي لا يزال يُلاحِقه كورمٍ أقسم أن ينبُت حيثُما لا يتوقّع كلّما ظفَر باستِئصالِه

يظنّ أنه إن أخفى ندب رقبتِه تحت وِشاح رفيع كفيل بحجبِه عن الملأ سينسى أنّه موجود، بل و كُلّما ضاقَ نفسه، تذكّر و ازداد عجزا

كان بين يديّ الحياة حجرةً ترسّبت الندوب على سطحِها، و بمطرقة الألم نحتتها الآدميّ الّذي هو عليه الآن و الّذي دسّته بجوفِ قالب لا يئنّ، قالب من صمت و لا شيء سواه.

لا يغرنّ أحد مرآه البهيّ فقد سبقه كيّ أليم؛ نار حارقة لقّنت ملامِحه ألّا تتقشّر كاشفة مكنوناتِه المُحطّمة، لقّنتها أن تفتُن بدون أن تفتتن و أن تحُرّك الأحاسيس بدون أن تُحسّ

القِسُّ لا يُحبّ || The Priest Doesn't Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن