11 || الفصل

5.9K 382 597
                                    

❜ حَوّاء، خَواء ❛

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حَوّاء، خَواء ❛

●●●

يا آدَم كم أنتَ غضّ حينَما تمسخُك الأهواء ذاتَ التّفاحَة الّتي أثّمَتك بين يديّ حواءَ، وهِي مِن حناياك بدون مُنازِعٍ تعضّ

كم أنّك رخويّ الثّوابِت، تسحقُ أجنِحتَك ببنانِنا النّحيل فما تقتدِر أن تبرَح قُطر كفّيها وتُحلّق، وبرجاء تُناجيها أن ترأفَ بك أنتَ القويّ... أو المُستقوي !

كم ألوانُك -المُختلطة بإغرائِها- مائِعة، لوحاتك جائعة وإطاراتُك هشّة مُتصدّعة، كم خيوطُ آفاقِك رفيعَة وأفكارُك وضيعة، أنهار الجنّة بنقائِها لا تغسِلها

ما كُنت يا آدم يومًا نِدّا لخلاخيل عينيها حينما ترنّ، ولا لرسالات جسدِها حينَما يخطّها تمايُلها على وترِ الأنوثة ولا لجموحَ هبوبِها إذ ينتحِل النّعومة. وعِند بوّاباتِها تسقُط راياتُك وتتبدّل غاياتُك، وإلى الاحتِلال أنتَ تصبو حتّى وإن كان لا يُغتفر

يا آدَم أنّى ترضى أن يُلثّم وعدُ المتعة المُؤقّتة وعيَك سواء قطعته هي أم قطعته لكَ خيالاتُك؟ وأنّى ترضى أن يستعبَد كيانَك وأن يُمشّيك أنتَ بشموخك وجلالِك؟ وأنّى لك أن تركَع لمخلوق لطالما نظرتَ له بدونيّة، وله استصغرت؟

أم أنّ حواءَ ما خُلقت مِن ضِلع آدم الأعوج إلّا لتزيدَه عِوجا؟

لقد انهَزم بيكهيون في أوّل نِزال جمع عيناه البحريّتين بعينيها العسليّتين، قهرته بسلاسة نغماتِها، وسِحر لوحاتِها الّتي اخترقت عينَه الفنيّة، ترسّبت في أعماقِه كأغنية قديمة، وبجور جرّدت فُؤاده مِن شِغاف الإيمان، فعلى حقيقته بان

دروع الماضي، قذائِف الكلِم، وجيوش الكبرياء لم تصُدّ همسةً مِن ثغرِها حينما جاشَ بالعاطِفة، رغم أنّه ما كان يوما مُرهف الحِسّ أو هشّ النّفس. حبُّها له شفَه منطِقه المتمسّك بمبادِئه فترنّح بين مُنحنياتِها، بحممِها النّاعمة صهرته، بخبايا يديها نوّمته، وعجنته العصيدة الّتي تهوى

مِن شمس أنوثتِها الحارِقة وجدَ له في خِيامِها الآهلة بالفِتنة نزُلا آمنا، برد وسلام، يروي صهده ويسكت سغبه، ما استأذَن حينَما غزاها بلثماتِه الشّغوفة ونهبَها بلمساتِه الآثمة التوّاقَة، ولا حاسبته حينما جلسَ إليها بشراهة يقتات، آنذاك هي دفعت ضريبة رِجسها أنّات

القِسُّ لا يُحبّ || The Priest Doesn't Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن